إذا نظرنا إلى المجتمع  الغربي نجده يولي الصحة اهتمامًا خاصًًّا حيث وجدناه يسن ويشرع القوانين التي من شأنها الحفاظ على حياة الإنسان ليس هذا فقط، بل يحيى حياة طيبة بلا أمراض ولا أوجاع فنجده ينشئ هيئة متخصصة في الصحة تتولى كل شئونها وترعاها، وهي منظمة الأمم المتحدة التي من دورها ألا تبخل بجهد ولا جد في ذلك فنراها تعمل على ما يلي :
1) القضاء على شلل الأطفال : 
تم القضاء على مرض شلل الأطفال في كل البلدان ما عدا أربعة 
( أفغانستان ، والهند ، ونيجيريا ، وباكستان ) بفضل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال ، وهي أكبر جهد دولي للصحة العامة حتى هذا التاريخ ، ويرجع الفضل لهذه المبادرة التي قادتها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمة الروتاري الدولية ، ومراكز مكافحة الأمراض ، والوقاية منها في الولايات المتحدة ، في أن ما يقرب من 5 ملايين طفل يستطيعون المشي الآن بعد أن كانوا بدونها سيصابون بشلل الأطفال ، فهذا المرض الذي كان يقعد الأطفال في 125 بلدًا قد أوشك على الاختفاء.
2) التصدى لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) :
تنسيقUNAIDS  تولى برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز الجهود المبذولة على نطاق العالم لمكافحة الوباء الذي يؤثر على 33 مليون شخص ، ويعمل البرنامج في أكثر من 80 بلدًا لتوفير فرص حصول الجميع على خدمات الوقاية من الفيروس وعلاجه ، فضلًا عن الحد من ضعف الأفراد والمجتمعات المحلية في مواجهة الوباء والتخفيف من آثاره ، ويجمع البرنامج المشترك بين خبرات منظمات الأمم المحلية العشر المشاركة فيه.
3) القضاء على مرض الجدري : 
أسفرت الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية على مدار 13 عامًا عن الإعلان رسميًّا في عام 1980م عن القضاء التام على مرض الجدري من على ظهر الأرض، وقد وفر ذلك ما يقدر ببليون دولار سنويًّا كانت تنفق على التطعيم والمراقبة، ويمثل هذا المبلغ قرابة ثلاثة أضعاف ما أنفق في القضاء على المرض ذاته.
4) مكافحة أمراض المناطق الحارة : 
قضى برنامج لمنظمة الصحة العالمية في 10 بلدان في غرب أفريقيا بالكامل على مرض العمى النهري ، مما أتاح ما يصل إلى 25 مليون هكتار من الأرض الخصبة للزراعة ، وتجري Onchocerciais الآن مكافحة المرض في 19 بلدًا آخر من خلال البرنامج الأفريقي لمكافحة مرض العمى النهري ، كما أدت جهود وكالات الأمم المتحدة في شمال أفريقيا في عام 1991م إلى القضاء على الدودة الحلزونية المخيفة ، وهي من الطفيليات التي تتغذى على لحم الإنسان والحيوان ، كذلك أوشك أن يتم القضاء على الدودة الغينية ، كما تجري مكافحة أمراض أخرى ، مثل الجذام - الذي أمكن القضاء عليه في 116 بلدًا ، من بين 122 بلدًا كان ينتشر فيها - وداء الخيطيات الليمفاوية ، والبلهارسيا ، وداء المثقبيات (مرض النوم الأفريقي).
5) الحد من انتشار الأوبئة : 
ساعدت منظمة الصحة العالمية في وقف انتشار مرض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ، وفي آذار/ مارس (2003م) أصدرت المنظمة التحذير العالمي ، وإرشادات السفر الطارئة ، وسعت قيادتها إلى وقف هذا المرض الجديد الذي يمكن أن يتحول إلى وباء يجتاح العالم بأسره ، وتقوم منظمة الصحة العالمية بالتحقيق في ما بين 200، 250 حالة عدوى سنويًّا يتطلب 5إلى 15 منها في المتوسط بما في ( H1N1)A استجابة دولية ، والالتهاب السحائي ، والحمى الصفراء والكوليرا والإنفلونزا، وبما في ذلك سلالة من الأمراض الأكثر بروزًا الأخرى التي تتصدر منظمة الصحة العالمية الحملات العالمية.
6) حماية صحة المستهلك :
من أجل ضمان سلامة الأغذية التي تباع في الأسواق ، قامت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية ، بالتعاون مع الدول الأعضاء بوضع معايير لأكثر من 290 سلعة غذائية ، وشروط سلامة لأكثر من 3000 حاوية للأغذية ، وقواعد لتجهيز الأغذية ونقلها وتخزينها ، وتضمن المعايير الموضوعة على المعلبات ومحتوياتها ألا يتعرض المستهلك للتضليل.
ومع هذه الجهود المبذولة من جانب المؤسسات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ، اليونسكو واليونسيف إلا أن التفكك الأخلاقي الذي يعيشه المجتمع الغربي أفشى أمراضًا عديدة لا زالت تعاني منها الشعوب الغربية ، ليس هذا فحسب ، وإنما صدرتها إلى الشعوب الإسلامية والعالم بأسره.

Previous Post Next Post