المدن الإسلامية
أنشأ العرب المسلمون عدة مدن خارج شبه الجزيرة العربية, أهمها البصرة, الكوفة, الفسطاط, القيروان, بغداد, سامراء والقاهرة, وقد تميزت هذه المدن بمعالم ميزتها عن المدن  الأخرى.

* الغاية والأسباب التي دفعت المسلمين إلى إنشاء المدن:

هنالك عدة دوافع دفعت المسلمين لإنشاء المدن خارج شبه الجزيرة العربية أهمها:
1-   الدافع العسكري: كانت الغاية العسكرية هي الدافع الرئيسي لبناء المدن الإسلامية لتكون مأوى للجنود والقادة العرب الفاتحين, بالإضافة إلى ذلك لتكون معسكرات ليستريح الجنود فيها. لذلك كان من المهم جدا اختيار الموقع المناسب لتحقيق هذه الغاية.
2-   الدافع الاقتصادي: بعد استقرار الحكم الإسلامي في البلاد المفتوحة أصبح الهدف من بناء المدن هدفا اقتصاديا, بحيث تصبح هذه المدن مراكز تجارية يأتي إليها التجار والمتسوقين من إنحاء البلاد المفتوحة مما يساعد على تثبيت الحكم في تلك البلدان.
3-   الدافع السياسي: أنشأت بعض المدن الإسلامية لتكون مركزا للخلافة ومقرا للسلطة الحاكمة, وخير مثال على ذلك مدينة بغداد, التي أنشأها أبو جعفر المنصور لتكون مقر للخلافة العباسية.
4-   الدافع الديني: أنشأت بعض المدن لتكون مركز روحي وديني لبعض الفرق الإسلامية, وخير مثال على ذلك بناء مدينة القاهرة لتكون مركز ديني للخلافة الفاطمية الشيعية.
5-   الدافع الخامس: كانت الغاية من بناء المدن في بعض الأحيان تحصن من الأعداء فقد بنيت بعض المدن على الحدود لتكون بمثابة حصون في حالة الحرب.


* معالم المدينة الإسلامية:
تميزت المدينة الإسلامية بمعالم كثيرة كان لها دور كبير في الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والصحية في المجتمع الإسلامي, فمن أهم هذه المعالم ما يلي:
1-   المسجد: يعتبر المسجد من أهم معالم المدينة الإسلامية لأنه يدل على طابعها الإسلامي. لعب المسجد دور هام في الحياة الدينية والثقافية, السياسية, الاجتماعية, فمن ناحية دينية كان المسجد مكان للصلاة والشعائر الدينية. أما من ناحية ثقافية فكانت المساجد بمثابة مدارس لتعليم الفقه وحفظ القران والتفسير واللغة العربية. أما من ناحية اجتماعية كان المسجد ملتقى للناس, يتبادلون فيه الحديث حول العلاقات الاجتماعية فيما بينهم. ومن ناحية سياسية كان للمسجد دور هام بحيث تتم فيه البيعة للخليفة. وينبغي على الخطيب أن يذكر اسم الخليفة في خطبته يوم الجمعة ويقوم الخليفة أو من ينوب عنه بإعطاء تعليماته للرعية في المسجد.
2-   السوق: كان السوق من ابرز معالم المدينة الإسلامية. كان موقعه وسط المدينة غالبا, كان للسوق دور هام في الحياة الاقتصادية عبر العصور, فالسوق يزود الناس بكل ما يحتاجونه من مستلزمات. أما على الصعيد الاجتماعي فالأسواق كانت ملتقى للناس على مختلف طبقاتهم وأنواعهم وفئاتهم.
3-   دار الإمارة: وهي من أهم معالم المدينة الإسلامية, تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد المسجد, بحيث كانت مقر للخليفة أو مقر للولاة الذين ينوبون عنه في المدن. كانت دار الإمارة مهمة جدا لأنها لعبت دور هام في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
4-   الحمامات: موجودة قبل ظهور الإسلام, فقد اعتنى المسلمون بتزويد المدن الإسلامية بالحمامات, إلا أن الحمامات الإسلامية أخذت طابع إسلامي, بحيث أزيلت الصور والتماثيل من الحمامات لان الإسلام يحرم هذه المناظر.
وقد انقسمت الحمامات إلى قسمين: حمامات خاصة وعامة.
كان للحمامات دور هام في حياة الناس الصحية, كمكان للطهارة والنظافة وبالإضافة إلى ذلك لعبت دور هام في المجال الاجتماعي, إذ كانت ملتقى للناس فيتبادلون شؤون قضاياهم.
5- المستشفى: أنشأت المستشفيات في الدولة الإسلامية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك, فالمستشفيات كانت من معالم المدينة الإسلامية كان لها دور هام في الجانب الصحي والاجتماعي والثقافي.


* أهم المدن الإسلامية:

لقد أنشأ العرب المسلمون عدة مدن خارج شبه الجزيرة العربية, منها ما يلي:
1-   البصرة: هي أول مدينة أنشأها المسلمون خارج شبه الجزيرة العربية, تقع في جنوب العراق, بنيت عام 636 على يد القائد المسلم عتبه ابن غزوان. كان الهدف ( السبب) من أنشأها لتكون مركز عسكري للجيوش الإسلامية الفاتحة التي قامت بفتح بلاد فارس. ومن أهم معالمها المسجد, دار الإمارة وأسواقها ومقبرتها.
2-   الكوفة: أنشأت مدينة الكوفة عام 638 على يد القائد المسلم سعد بن أبي وقاص, كان السبب الرئيسي لإنشاء هذه المدينة لتكون مركزا عسكريا وإداريا للجيوش الإسلامية التي انتصرت على الفرس في معركة القادسية. ارتفعت مكانة الكوفة في عهد الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب, إذ اتخذها مقر لخلافته, فهكذا تعتبر مدينة الكوفة من أهم المدن الشيعية. أهم معالمها المسجد ودار الإمارة.
3-   القيروان: تقع مدينة القيروان في تونس, أسسها القائد المسلم عقبة ابن نافع عام 670 في عهد الخليفة الأموي معاوية ابن أبي سفيان, وذلك بعد انتصاره على البربر في شمال أفريقيا. كان الهدف من إنشاء مدينة القيروان لتكون ملجأ وحصن امن لجند المسلمين من هجمات البربر. أهم معالمها المسجد ودار الإمارة. وقد ازدهرت هذه المدينة بعد أن اتخذها الفاطميون عاصمة لدولتهم قبل بناء مدينة القاهرة.
4-   سامراء: تقع مدينة سامراء في شمال العراق, أنشأها الخليفة العباسي المعتصم عام 836. ويعود سبب بناءها إلى أن المعتصم تخوف من الجنود في مدينة بغداد, فأنشأ مدينة سامراء لتكون مركز عسكري لجنوده الأتراك الذين استعان بهم لتثبيت حكمه. اشتهرت هذه المدينة بالمباني العظيمة ومسجدها الشهير صاحب المأذنة اللولبية, وقد اشتهرت بجمالها وقد أطلق عليها " سر من رآها", وأصبحت أهم المدن في العصر العباسي.
5-   القاهرة: أنشأت مدينة القاهرة على يد القائد الفاطمي جوهر السقلي عام 969 في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي. من أشهر معالمها المسجد الأزهر الذي بناه جوهر السقلي ليكون مركزا دينيا لنشر الدعوة الشيعية, كان الهدف من إنشاؤها لتكون عاصمة للخلافة الفاطمية ومركز روحي للمذهب الشيعي.
6-   بغداد: أنشأت مدينة بغداد في العصر العباسي على يد الخليفة أبو جعفر المنصور عام 762. كان موقع المدينة في اقرب نقطة يصل إليها مجرى نهري دجلة والفرات إلى بعضهما البعض, وجاء اختيار هذا الموقع لاعتبارات مناخية واقتصادية وعسكرية. كان الهدف من إنشاؤها لتكون عاصمة للخلافة العباسية. من أهم مميزاتها أسوارها الداخلية والخارجية ومسجدها الكبير الذي يتوسطها وأسواقها التي تحيط بها.

Previous Post Next Post