الانسان صديق البيئة
الانسان صديق البيئة  الذي يقوم بتحويل النفايات المتراكمة عليها إلى طاقة كهربائية لتنظيفها من هذه النفايات التي تتسبب  في مشاكل كثيرة وهو الشخص الذي يقوم بزراعتها بالنباتات والأشجار لإضفاء الجمال والهواء النقي للطبيعة والبيئة ويقوم بزيادة المسطحات الخضراء لامتصاص عنصر الكربون من الهواء وامتصاص الغازات السامة والجزيئات العالقة بالهواء وغيرها، كما أن صديق البيئة هو من يحرث الأرض ويصلح تربتها للزراعة، فيفيد مجتمعه في توفير الغذاء والاستخدامات الأخرى التي توفرها هذه الزراعة، فبهذا العمل النبيل يفيد مجتمعه ويحب الأرض التي تعطيه من خيراتها ويعتني بها، وبهذا تتكون بينهم علاقة صداقة، حميمة وارتباط وثيق يجسد مفهوم المواطنة الصالحة.
بالإضافة إلى كل ذلك وحتى تكون صديقا مخلصا للبيئة... عليك أن تحافظ على كل ما يحيط بك من الجمال والطبيعة،
وأن تتحكم في اختياراتك وقراراتك اليومية: كأين تعيش؟ ماذا تشتري؟ ماذا تأكل؟ ماذا تستخدم في إنارة منزلك؟ ماذا تفعل في الطريق؟ كيف تتسوق؟... وأخيرا كيف تفكر تجاه الحفاظ على البيئة في مدينتك؟ كل قراراتك وتصرفاتك تلك لها أثر محلي.
الانسان عدو البيئة
وفي المقابل فإن العدو نوعان أيضا، العدو الأول والخطير على البيئة هو الإنسان كما ذكرنا سلفا الذي يعبث بكل مقوماتها، بدفن البحار وتدمير بيئتها والاستيلاء عليها، وأيضا يقوم بتدمير الأراضي الزراعية باقتلاع نباتاتها وأشجارها المثمرة وجرفها، مهددا ومنتهكا الأمن الغذائي للناس لتحويلها لأراض متصحرة ضاربا عرض الحائط كل الخيرات التي يحصد منها وسارقا لقمة العيش من المستفيدين منها، وهذا يعتبر هتكا لأعراض الوطن وفقا للكلام المأثور «أرضكم هي عرضكم».
فهذا العدو الحقيقي والجشع الذي لا يتحلى بالمواطنة الحقيقية ولا يتصف بالهوية الصالحة وهو ليس عدوا للبيئة فقط وإنما عدو للوطن والمواطن معا، والذي يتصف بهذه الصفات السيئة يجب إلقاؤه في غياهب الجب وأن يأخذ جزاءه ولا يفلت من قبضة العدالة ويترك يعيث في الأرض فسادا.
فهذا النوع من البشر المنتهك لكل المبادئ والقيم لم يتحلَّ بالأخلاق ولم يعر أدنى اهتمام بقوانين السماء والأرض، وفعلا، صدقت المقولة بأن «الطبيعة ضحية طمع الهوامير وسذاجة الفقراء» ونضيف عليها ونقول تواطؤ الوزارات المعنية والمسئولين.
والعدو الآخر هي المواد الدخيلة على البيئة التي تنتجها الصناعات المختلفة النفطية وغير النفطية وهي من صنع الإنسان أيضا، ولو ركزنا على بعض منها، مثل المادة البلاستيكية: يتركب البلاستيك من الايثين أحد مشتقات النفط الذي يستخدم في صناعة البوليثين، والايثين هو غاز عضوي يتكون الجزيء الواحد من ذرتين من الكربون وأربع ذرات من الهيدروجين ويرمز له بالصيغة C2H4 - التي تحتوي على مادة الديوكسين الكيميائية (Dioxin) التي تسمم خلايا الجسم بشكل خطير وتنتقل إليه عندما يسخن الدهن، حيث تحرر هذه المادة منها وتختلط مع الطعام الذي نسخنه في المايكرويف، ويصنع من هذه المادة أكياس النايلون (البوليثين) التي غزتنا ونستخدمها في حمل الخضراوات والفواكه وفي حفظ الأسماك والمواد الغذائية في الثلاجات وغيرها.

الانسان والبيئة  صديقان
لقد تغيرت العلاقة بين الانسان والبيئة مع ظهور الإنسان العاقل الذي امتلك القدرة على الكلام و بناء المساكن و صنع الآلات وأدوات الإنتاج وقام بتنظيم العمل الجماعي، وقد اختلف دوره عن باقي الكائنات الحية الأخرى لقيامه بعملية الإنتاج التي بدورها تؤدي إلى ظهور علاقات جديدة بين الانسان و بين البيئة، هذه العلاقات التي تزداد و تتعمق نتيجة لتطوره العلمي و الإجتماعي فهو جزء من البيئة يتأثر و يؤثر فيها لكن تأثيره كان سلبي اكثر مما هو إيجابي فهو يقوم بالاستغلال غير المحدود للموارد الطبيعية .
الاستنزاف الخطير لموارد الأرض بكثافة استغلال الموارد الطبيعية والذي يؤدي إلى تعرض هذه الموارد الطبيعية إلى عمليات استنزاف وتدمير بمعدلات تزيد عن قدرة الطبيعة على إنتاج هذه الموارد مما يؤدي إلى تدمير في التربة و المياه و الهواء و إلى تخريب في التنوع البيولوجي والحيواني والنباتي.
الانسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها ارتباطا وثيقا. لو اختل هذا الرباط اختلت موازين البشر واعتلت صحتهم واصابتهم الاوجاع والامراض المزمنة، لهذا حفاظ على البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من اسلافه مما زاد الرباط بين البيئة و نشاط الانسان.



Previous Post Next Post