الحياة الفنية
: تاريخ العمارة والفنون التشكيلية في دولة الإسلام:
1)     السمات العامة للفن الإسلامي:
‌أ-      الفن الإسلامي فن صوري.
‌ب-    الفن الإسلامي فن زخرفي.
‌ج-     كراهية الفراغ.
2)     الخصائص العامة للعمارة الإسلامية :
‌أ-      الامتداد الأفقي .
‌ب-    العروبة والوحدة والعالمية.
‌ج-     الكعبة ودورها في خاصية العالمية.
‌د-      تبادل استخدام العناصر في العمارة الإسلامية.
3)     تخطيط المسجد في الحضارة الإسلامية :
4)     مواد بناء المساجد الأولى:
5)     العناصر  المعمارية في أصولها القديمة:
‌أ-      العقد والقبة.
‌ب-    أبرامج المراقبة ومنارات المساجد أو المئذنة.
‌ج-     الشرفات المسننة.
6)     العناصر الزخرفية في أصولها القديمة:
‌أ-      زخرفة الأرابسك .
‌ب-    الجص والخشب والعظم والمعدن
‌ج-     الفسيفساء.
‌د-      الآجر والخزف والمزجَّج.
‌ه-      الزجاج.
‌و-     الأواني المعدنية ونقش العاج.
‌ز-     السجاد والنسيج.
المدارس المختلفة للعمارة الإسلامية:
المكونات الأساسية في بناء المساجد : المسجد النبوي نموذجا:
تاريخ العمارة والزخرفة المعمارية في العصر الأموي والعباسي:
أولا :عمارة المساجد في العصور المختلفة :
1)     جامع دمشق
2)     جامع البصرة وجامع الكوفة بالعراق.
3)     جامع الفسطاط بمصر.
4)     المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
5)     جامع القيروان ومنارته.
6)     جامع الزيتونة بتونس.
7)     جامع قرطبة بالأندلس.
ثانيا : القصور والمباني العامة:
1)     قصور الأمويين ببادية الشام.
‌أ-      قصير عمرة:
‌ب-    قصر المفجر وقصر الحير.
‌ج-     قصر المثنى.
‌د-      قصر قرطبة ومدينة الزهراء بالأندلس.
2)     المباني والقصور في العصر العباسي:
‌أ-      قصر الأخيضر.
‌ب-    قصر المعتصر بسامراء.
‌ج-     قصر بلكوارا.
‌د-      قصر العاشق.
3)     تأثيرات المباني العراقية (سامراء بالذات) خارج العراق.
4)     الفنون الإسلامية الصغرى في العهدين الأموي والعباسي حتى ق4هـ.
5)     الفن الفاطمي / سمات الطرز العامة:
6)     الفن السلجوقي:
7)     فنون ما بعد سقوط الخلافة العباسية:



1)     السمات العامة للفن الإسلامي
‌أ-      الفن الإسلامي فن صوري.
يعتقد كثير من الباحثين أن الفن الإسلامي فن صوري، لأنه نشأ في كنف أهل الحضارات القديمة مثل الحضارة الفارسية والحضارة الهندية والحضارة المصرية حيث كانت هذه الحضارات تستخدم في رسوماتها صور الإنسان والحيوان والطير، فقد تأثروا بهذه الحضارات في هذا المجال كما تأثرت الحضارات الأخرى بالإسلام روحيا وأخلاقيا وأدبيا.
وقد تميزت البسط الفارسية بكثرة الزخرفة وتعدد الألوان، وكانت في بدايتها تهتم بالأشجار والأوراق النباتية المختلفة في الزخرفة، ثم توجّهت في العصر العباسي نحو الصور الإنسانية بدل النباتية، فقد ظهرت الصور الآدمية في بساط مجلس المتوكل بسامراء. كما أن عبدالملك بن مروان لما ضرب النقود سنة 73هـ كانت على إحدى وجهي العملة رؤوس ثلاثة أشخاص.
‌ب-    الفن الإسلامي فن زخرفي
إن مجال الفن الإسلامي كما يراه كثير من الباحثين  هو فن زخرفة من رسم وتزويق ونقش ونحت وما شابه وليس فن المنشآت المعمارية الكبيرة، فقد اهتم المسلمون بالكتابة على الجدران والبسط بخطوط جميلة ومتنوعة الألوان والأشكال مما أضفى على الزخرفة الإسلامية جمالا منقطع النظير.
‌ج-     كراهية الفراغ.
من السمات الهامة في الزخرفة الإسلامية أنها تكره الفراغ بحيث لا يترك الفراغ في أماكن الزخرفة بل تظل الزخرفة من الحجم الكبير إلى المتوسط إلى الصغير بحيث تُملأُ كل الفراغات بأشكال وزخارف متناهية في الصغر.
2)     الخصائص العامة للعمارة الإسلامية:
‌أ-      الامتداد الأفقي:
تتميز العمارة الإسلامية بالامتداد الأفقي، وهذا ناتج عن طبيعة الصحراء حيث لا يُرى إلا الأفق الممتد، فكل المساجد والمباني والقصور تتسع أفقيا، باستثناء المآذن وهي في الحقيقة ملحق بالجامع وليست جزءا أصليا في تخطيطه، وكذلك أبرامج المراقبة لحراسة المدن لإرشاد العابرين أو التحذير من اقتراب العدو.

‌ب-    العروبة والوحدة والعالمية:
تتميز العمارة الإسلامية في كثير من الأماكن مثل اليمن والحجاز واليمامة والحيرة وبصرى بطابعها العربي الأصيل، فقد أثرت مباني القصور في همدان وغمدان في اليمن في مباني العمارة الإسلامية فيما بعد، والشيء نفسه يُقال عن مباني الحيرة والطائف والمدينة المنورة .



‌ج-     الكعبة ودورها في خاصية العالمية:
أشهر آثار مكة المكرمة هي الكعبة المشرفة التي لها دور أساسي في إضفاء صفة العالمية على العمارة الإسلامية، فشكلها المربع كان له الأثر الكبير في تشكيل العمارة الإسلامية مثل الصحن المربع الشكل والملحق بالمساجد أو المئذنة المكعبة، وقد أضيف إلى الشكل المكعب القبة التي تغطي الأشكال المربعة كما هو الحال في قبة الصخرة بفلسطين، فأصبح المكعب أو المربع الذي تغطيه القبة رمزا للعمارة الإسلامية.
‌د-      تبادل استخدام العناصر في العمارة الإسلامية:
من خواص الفن الإسلامي استخدام الأقواس والعقود والقباب بأشكالها المختلفة، وهي طرق مبتكرة كعناصر معمارية أصلية عُرفت عبر التاريخ الإسلامي مثل الأقواس التي يرتفع بعضها فوق بعض في جامع قرطبة، وجامع ابن طولون في مصر، وأقدم أمثلة استخدام القباب في جامع القيروان التي كان لها أثرها الكبير في قباب جوامع المغرب والأندلس.
3)     تخطيط المسجد في الحضارة الإسلامية:
تأثر المسلمون في كل مكان في بناء مساجدهم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة الذي يعد أول نموذج للمساجد الجامعة في التاريخ الإسلامي، فقد كان يتكون من المسجد المستطيل الشكل المعد للصلاة، ومن الصحن المكشوف الخاص بالاجتماعات وجلسات الاستراحة، وقد أُلحقت به فيما بعد المحراب والمئذنة، والميضأة في وسط الصحن.
ولقد تأثر المسلمون في بناء قصورهم وخاصة في بادية الشام بالمسجد النبوي حيث كانوا يبنون وحدات السكن حول فناء مكشوف، وقيل أن هذه الطريقة في البناء كانت معروفة قبل الإسلام حيث كانت قصور المنذر الغساني وقصر الأخيضر مبنية بهذه الطريقة.
4)     مواد بناء المساجد الأولى :
استخدم المسلمون في بناء المساجد الأولى اللبن وجذوع النخل، ثم تطوروا فاستخدموا الحجارة خصوصا في الشام، وجلبوا الأعمدة من البلاد الخاضعة لبيزنطة مثل إيطاليا وصقلية، واستخدموها في بناء جامع القيروان وفي قرطبة ، أما في مصر فقد استخدموا الطوب في بناء جامع ابن طولون وفي جامع إشبيلية الموحدي، وقصر الحمراء بغرناطة. أما في الشرق فقد جعلوا من الخشب أسقفا للمساجد، واتخذوا منه منابر مزخرفة زخرفة جميلة.
5)     العناصر المعمارية في أصولها القديمة:
‌أ-      العقد والقبة:
إلى جانب مواد البناء القديمة ظهرت في المساجد الأولى عناصر معمارية قديمة، منها القبة والعقد: أما العقد فهي نصف الدائرة أو الأقواس التي عُرفت في العمائر القديمة، وعنهم أخذها المسلمون وأصبحت من معالم فن العمارة الإسلامية وخصوصا في المساجد، والعقد أنواع منها ما هو نصف دائري مثل المستخدم في جامع قرطبة، وهي عقود متراكبة على أكثر من مستوى. أما النوع الثاني فهو العقد المدبب، وقد استخدم بوضوح في عمارة تاج محل.
أما القبة فقد انتشرت هي الأخرى في كثير من الأماكن من العالم الإسلامي، وخصوصا في جامع القيروان ومبنى تاج محال وجامع ابن طولون وغيرها من المباني التاريخية المعروفة.
‌ب-    أبرامج المراقبة ومنارات المساجد أو المئذنة
هناك تشابه كبير بين أبرامج المراقبة ومئذنة المسجد من حيث الفن المعماري، ومن حيث الوظيفة كذلك، فإذا كانت الوظيفة الأساسية لأبرامج المراقبة هي للأمور الحربية وتأمين الطرق وإرشاد السابلة، فإن وظيفة المئذنة هي النداء لعبادة الصلاة، وإظهار المسجد كأعلى معلم حتى يقصده الناس لأداء فريضة الصلاة.
‌ج-     الشرفات المسننة :
وعرفت هذه الشرفات المسننة في أعلى المآذن وسطوح المساجد كعنصر زخرفي لا غنى عنه، ومثالها الشرفات المسننة في جامع ابن طولون ، ثم انتشرت بعد ذلك أغلب العمائر الإسلامية في العالم الإسلامي.

6)     العناصر الزخرفية في أصولها القديمة:
يعتقد كثير من الباحثين أن عناصر الزخرفة الإسلامية قديمة ومأخوذة من حضارات سابقة مثل الحضارة الرومانية أو اليونانية أو فارسية بعد أن دخلت شعوب هذه البلدان في الإسلام ونقلت ما لديها من فنون للحضارة الإسلامية، وعليه يمكن حصر مجموعة العناصر الزخرفية في الأمور الآتية:
‌أ-      زخرفة الأرابسك Arabesque 
وهي الزخرفة التي تعتمد على التوريق أو التوشيح الإسلامي في الزخرفة المعمارية وغيرها مثل: ورقة العنب ورأس النخلة، وزهرة اللوتس، وحشيشة اليهود، وغيرها من الأوراق الزخرفية التي كانت منتشرة في الزخارف الإسلامية ، وهي في مجموعها مأخوذة من حضارات سابقة إلا أن الفنانين المسلمين قد طوروا هذا الفن وأضافوا عليه زخارف جديدة زادته جمالا وجاذبية.
‌ب-    الجص والخشب والعظم والمعدن
فقد اشتهرت الحضارة الإسلامية بالنحت المائل الحر في الجص والخشب في العصر العباسي الأول وفي كثير من مراحل الحضارة الإسلامية، ولعلها تأثرت في هذا الفن بما عُرف من زخرفة حفرية في الحجر والجص والعظام عند قبائل السيت بسيبيريا وعند الساسانيين.
‌ج-     الفسيفساء:
وعُرف هذا الفن الزخرفي في بيزنطة ، ودخلت عن طريق الروم إلى مساجد الإسلام الكبرى في دمشق والمدينة المنورة وبيت المقدس، ويقال أن حضارة بابل في العراق اشتهرت كذلك بهذا الفن، وكذلك في مصر وفي الإسكندرية بالذات.
‌د-      الآجر والخزف المزجّج:
انتشر الآجر والخزف في العراق وصعيد مصر وبعض بلاد المغرب والأندلس، وقد اشتهرت بإنتاج الخزف المزجج بالبريق المعدني الذي يعود ظهوره إلى عصور قديمة، إلا أن الحضارة الإسلامية طورته واستخدمته في الزخارف المختلفة.


‌ه-      الزجاج
وبلاد الآجر والخزف هي بلاد الزجاج مثل: العراق وفارس ومصر، وقد تأثرت هذه المدن في صناعة الزجاج ببيزنطة. وقد صنعوا الكثير من الأواني الزجاجية المزخرفة .
‌و-     الأواني المعدنية ونقش العاج
تأثرت الحضارة الإسلامية في صناعتها للأواني بالصناعات المعدنية الساسانية، كما أخذ المسلمون عنهم طرق النقش على العاج والذهب والفضة وبعض النقود.
‌ز-     السجاد والنسيج
اشتهرت بلاد فارس بصناعة السجاد مثل السوسنجرد ، كما اشتهرت مصر ببسطها القبطية التي تحمل صور الوجوه البشرية، وصور الأشجار والأشكال الهندسية المختلفة، مما أضفى على السجاد الإسلامي جمالا زخرفي منقطع النظير.

        المدارس المختلفة للعمارة الإسلامية:
رغم أن أهم خصائص الفن الإسلامي هي العالمية والوحدة إلا أن الباحثين المسلمين قسموا فنون الإسلام في العمارة إلى مدرستين أساسيتين هما المدرسة الشرقية، والمدرسة الغربية.
فالفن الإسلامي الشرقي يمكن أن ينقسم إلى أربعة مدارس وهي :
-       العراقية الفارسية.
-       الفارسية التركية.
-       الهندية.
-       الصينية.
كما يمكن أن يقسم الفن الإسلامي الغربي إلى أربع مدارس أخرى وهي:
-       المصرية الشامية.
-       المغربية الصقلية.
-       المغربية الأندلسية
-       المغربية السودانية.
وفي إطار التقسيم الزمني يمكن تقسيم الفن الإسلامي تاريخيا إلى أربعة مدارس وهي:
1 – الفن الأموي.
2 – الفن العباسي في ظل النفوذ الفارسي.
3 – الفن العباسي في ظل النفوذ التركي السلجوقي.
4 – الفن الإسلامي فيما بعد سقوط بغداد.


المكونات الأساسية في بناء المساجد : المسجد النبوي نموذجا.
المعروف أن المسجد النبوي في المدينة المنورة هو أول ما اختط في الاسلام، وأنه حوى العناصر الأساسية التي عرفتها المساجد فيما بعد، ولذلك كان النموذج المحتذى في بناء سائر المساجد في الأمصار، مثل مسجد الكوفة والبصرة والفسطاط والقيروان.
ويتكون المسجد النبوي من بيت للصلاة وصحن وصفة ومجنبتين، وظل يتوسع عبر التاريخ الإسلامي، في العصر الأموي والعباسي وغيرها من العصور وكل مرة يضاف إليه شيء جديد مثل المحراب والمئذنة والميضأة ، وهكذا بقية المساجد في كل الأمصار .
أما عن أشكال المساجد والمئذنة والصحن فتختلف من مسجد لآخر، ففي المسجد النبوي اتخذ بيت الصلاة شكلا مستطيلا وكذلك جامع القيروان، أما المساجد في مصر وبالذات مسجد ابن طولون فقد أخذ شكلا مربعا تقريبا، وجميع المساجد تقريبا تفضل التخطيط الأفقي لبيت الصلاة، باستثناء بعض  المساجد في تركيا التي تميل إلى الارتفاع الشاهق.
أما المحراب فيأخذ الشكل المجوف في اتجاه الكعبة في كل المساجد مثل المسجد النبوي الذي أضيف له المحراب في سنة 86هـ بأمر الوليد وبأشراف عمر بن عبدالعزيز، وكذلك بقية المساجد الأخرى في كافة الأمصار مثل مسجد القيروان وغيره ، وعادة ما يُجمَّل المحراب بالأقواس والنقوش الزخرفية والخطوط الجميلة.
أما المئذنة فقد أُضيفت إلى المسجد النبوي وجامع دمشق وجامع القيروان، ويغلب على المآذن الشكل المربع، وقد استوحوا هذا الأمر من الكعبة الشريفة، وإن كان البعض يذكر أن لمنارة الإسكندرية التي كانت تُتّخذ كبرج مراقبة أثر في بناء المآذن في كثير من البلدان وخصوصا في مصر. كما عُرف الشكل الدائري الاسطواني للمآذن مثل مئذنة جامع سامراء في العراق، ثم نُقلت إلى مصر في مئذنة جامع ابن طولون، وإلى فارس في كثير من المساجد هناك.
أما المنابر الخشبية فقد عُرفت منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث اتخذ جذع  نخلة يجلس عليه عند الخطبة، ثم اتخذ منبرا من ثلاث درجات ، وفي عهد معاوية زاد فيها حتى أوصلها إلى سبع درجات ، ثم إلى إحدى عشرة درجة أيام السلاجقة، وقد اعتنى به المسلمون عناية كبيرة من حيث الزخرفة، ويعتبر منبر جامع القيروان من أقدم المنابر في الإسلام، وعموما فإن أهل المغرب والأندلس اعتنوا عناية كبيرة بمنابرهم
أما المقصورة فهي بيت صغيرة ملحقة بالمسجد من عند المحراب تخصص للإمام للاستراحة فيها، والمعروف أن معاوية بن أبي سفيان اتخذ المقصورة لحماية شخصه من الأعداء وجعل عليها حراسة، وقد اتخذت بعد ذلك في كثير من المساجد في العالم الإسلامي.
تاريخ العمارة والزخرفة المعمارية في العصرين الأموي والعباسي
أولا : عمارة المساجد في العصور المختلفة.
كان بناء المسجد النبوي في عهده الأول بسيطا ويتكون من المصلى المستطيل الأفقي، والصحن والمجنبتين ، والصفة، وكان نموذجا يحتذى لبقية المساجد التي بنيت فيما بعد مثل مسجد الكوفية والبصرة والفسطاط والقيروان . ولكنه بعد أن أُعيد بناؤه في هيئة عمارة ضخمة وأضيفت إليه العناصر الجديدة مثل المحراب والمئذنة والمنبر والمقصورة واستخدمت فيه الفسيفساء الذهبية للزينة، فأصبح المسجد النبوي النموذج للعمارة الإسلامية في العهد الأموي.

1.     جامع دمشق:
وقد شارك مسجد دمشق المسجد النبوي في فن العمارة والزخرفة من حيث الزخرفة والفن واشتماله على جميع مكونات المسجد من بيت للصلاة والصحن والمئذنة والأروقة والمقصورة والمنبر، وقد اعتنى به الأمويون عناية كبيرة لأنه يمثل واجهة عاصمتهم دمشق، فقد أبدعوا في بنائه وزخرفته بأنواع من الفسيفساء الجميلة، حتى أصبح نموذجا للعمارة الإسلامية في ذلك العصر .
2.     جامع البصرة وجامع الكوفة بالعراق
بُنيا هذان المسجدان في بداية التاريخ الإسلامي، وقد تأثرا في بنائهما بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، ولا توجد عنهما معلومات كثيرة.
3.     جامع الفسطاط بمصر
فقد بناءه عمرو بن العاص سنة 21هـ ، وكان على نسق المسجد النبوي، وقد وسعه مسلمة بن مخلد عام 53هـ ، ثم تواصلت العناية وتجديده وتطويره في العهد الأموي والعصر العباسي، مما ترتب عليه الكثير من التغييرات أفقدته ملامحه التاريخية.
4.     المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
ويأتي على رأس المساجد التي وصلتنا دونما تحوير كبير، رغم الأحداث الجسام التي مرت بها المنطقة خصوصا أيام الحروب الصليبية، والجامعان من بناء عبدالملك بن مروان الذي اعتنى بمدينة القدس، ويُعرف المسجد الأقصى عند بعض الكتاب بمسجد عمر ، ويشتمل على الكثير من الفنون الزخرفية الجميلة التي تأثرت إلى حد كبير بالزخرفة البيزنطية.
أما قبة الصخرة فيعتبر أقدم بناء وصل إلينا في العمارة الإسلامية، حيث يعود بناؤها إلى سنة 72هـ كما تشير بعض البحوث المعتمدة على التنقيبات الأثرية. وقد اشتملت على العديد من النوافذ والزخارف الجميلة التي أعطتها قيمة تاريخية منقطعة النظير.
5.     مسجد القيروان ومنارته
يعد مسجد القيروان من أبدع مساجد الأمصار الأولى من الطراز العربي وأقدمها، وقد بناه الأغالبة في القرن الثالث الهجري على أنقاض مسجد عقبة بن نافع فاتح إفريقية سنة 50هـ، ويتكون من المصلى والصحن والمئذنة والمحراب والمقصورة والمنبر الذي يعد من أقدم المنابر التي وصلت إلينا، وقد تعرض لعدة تعديلات في القرون الثلاثة الأولى، وقد عانى من إفساد بني هلال، قبل أن يلقى عناية الحفصيين.أما منارته المربعة الشكل فترتفع إلى حوالي ثلاثين مترا وتعد من أقدم المآذن الباقية لنا من العمارة الإسلامية الأولى، وهكذا يكون جامع القيروان من الأعمال التي تمت على عهد الدولتين الأموية والعباسية، ولكنه يوضع ضمن طراز المسجد العربي النابع من طراز المسجد النبوي.
6.     جامع الزيتونة بتونس:
أنشأ جامع الزيتونة سنة 146هـ ، وأعيد ترميمه عدة مرات وخصوصا على عهد أبي إبراهيم محمد عام 242هـ ، وهو شديد الشبه بجامع القيروان ويتكون من بيت الصلاة والصحن والأروقة ، وله قبة مثل قبة جامع القيروان.

7.     جامع قرطبة بالأندلس:
هناك علاقة وثيقة بين جامع دمشق وجامع قرطبة من حيث التقارب في الشكل والعمارة حيث إن كلا المسجدين بناهما الأمويون، وقد بدأ صغيرا ثم توسع، وقد أعيد بناؤه في عهد عبدالرحمن الداخل، وأجريت عليه عدة تعديلات وتوسعات في عصور مختلف حتى اكتمل بناؤه وبقي معلما من معالم تراث العمارة الإسلامية بعد سقوط قرطبة سنة 633هـ، وهو ثالث أكبر مسجد في العالم الإسلامي في زمانه بعد مسجدي سامراء وأبي دلف، وله صحن ومنارة بناها عبدالرحمن الناصر . أما بيت الصلاة فيحتوي على 1293عمودا من الجرانيت والرخام والمرمر الثمين ، ويشتمل على مئات العقود أو الأقواس المختلفة في أحجامها وارتفاعها، وله قبة كبيرة مزخرفة زخرفة بديعة، وله محراب جميل .
ثانيا : القصور والمباني العامة
1)     قصور الأمويين ببادية الشام
تأثرت العمارة الإسلامية في بادية بقصور الغساسنة، ولكن رغم ذلك فقد جمعت تلك القصور ما بين التقاليد الرومانية والعربية، وأهم قصور الأمويين هي:
‌أ-      قصير عمرة: وينسب إلى الوليد بن عبدالملك ، ويقدم زخرفة جدارية عجيبة، تشتمل على الصور الآدمية، أما أرضيته فقد كُسيت بالرخام والفسيفساء، وكسيت جدران الأروقة بصور لأعداء الإسلام مثل لذريق وقيصر الروم وكسرى ونجاشي الحبشة.
‌ب-    قصر المفجر وقصر الحير : وينسب إلى هشام بن عبدالملك ويقع في بادية الأردن، ويحتوي على بلاط  ملكي ومسجد وحمام، ويحتوى على زخارف وفسيفساء على جدرانه وأرضيته
‌ج-     قصر المثنى: وينسب بناؤه إلى الوليد بن يزيدن ويقع في جنوبي شرق عمان، ويعد نموذج للقصور الصحراوية، وهو مربع الشكل وله صور خارجي وأبراج مستديرة ، وقد اشتملت واجهته على زخارف إسلامية مدهشة ، وقد نقلت إلى برلين ، ويظهر النقش الحجري كأنه الزخرفة على السجاد .
‌د-      قصر قرطبة ومدينة الزهراء بالأندلس: سكن قصر قرطبة عبدالرحمن الداخل لكنه أصبح فيما بعد مقبرة له ولأبنائه . أما قصر الزهراء الذي بناه عبدالرحمن الناصر فهو على ثلاثة مستويات : الأعلى به القصر الخلافي، والأوسط حيث المروج والحدائق، ثم الأسفل وبه المسجد والمساكن الخاصة. ويشتمل قصر الزهراء على كثير من الزخارف والفسيفساء الجميلة، والأقواس المتعددة الأشكال والأحجام.
2)     المباني والقصور في العصر العباسي:
بعد سقوط الدولة الأموية، قامت على أنقاضها الدولة العباسية التي اتجهت نحو الشرق، وتأثرت تأثرا كبيرا بالحضارة الفارسية، وبدا الفن الإسلامي العربي الأموي يذبل ويفقد مقوماته، وحل محله الفن الفارسي في كل من بغداد وإيران وتركيا وبلاد ما وراء النهر. فأنشأت  مدينة بغداد التي لم يبق من آثرها شيء يذكر وكذلك مدينة سامراء، فآثار المدينتين زالت وذهبت عبر التاريخ ولم يصلنا إلا ما يذكره المؤرخون في كتبهم.

وبمقارنة بين الطراز العباسي الفارسي بالطراز العربي الأموي يمكن تخليص خصائص العمارة العباسية  الناشئة في الأمور الآتية :
‌أ-      استخدام اللبن والآجر (الطوب) في البناء بدل الحجارة، مما يعتبر إحياء للتقاليد الساسانية.
‌ب-    استعمال الدعامات المبنية بالطوب من مربعة ومستطيلة بدل الأعمدة الحجرية وقواعدها.
‌ج-     استخدام العقود المدببة التي سمحت بزيادة ارتفاع السقف، وظهور الإيوان .
‌د-      استخدام كسوة الجص ولوحاته المأخوذة أصلا من الخشب من منقوش نقشا خفيفا أو محفور حفرا عميقا.
أما أشهر القصور والمباني التي عرفت في العصر العباسي فيمكن أن نجملها في ما يأتي:
‌أ-      قصر الأخيضر : أول نماذج القصور العباسية: ويقع هذا القصر في الطرف الشرقي لبادية الشام غرب مدينة كربلاء، وهو من الطراز الساساني الذي ظهر في قصور العباسيين في بغداد وسامراء، وهو مستطيل الشكل وله سور خارجي.
‌ب-    قصر المعتصم في سامراء : بني هذا القصر عام 221هـ، ولقد كشفت الآثار أن له واجهة ذات ثلاث عقود مدببة،  ويشبه في تخطيطه قصر المشتي من حيث احتوائه على الردهة والصحن المركزي المكشوف، وقاعة للاستقبال ومسجد قريب من مدخله.
أما عن الزخرفة فتتلخص في كسوة الجص في كثير من أبوابه، كما تنتشر الزخرفة على الكثير من جدرانه ، ويعود أصول زخارفه إلى أصول صينية وفارسية وتركية، أما أنواع الزخارف فمنها النباتية ومنها الحيوانية والإنسانية .
‌ج-     قصر بلكوارا : يعد قصر بلكوارا  من أهم قصور الجعفرية التي عرفت اسم المتوكلية ، ولقد بناه المتوكل لابنه المعتز. ويتكون من عدة أوجه وأروقة، وتعلو الأروقة عقود جميلة تطل على دجلة .
‌د-      قصر العاشق : وهو من قصور سامراء بالضفة الغربية من دجلة، وقد بناه الخليفة المعتمد ، وهو يشبه الحصن ، وقد وصفه أكثر من رحالة منهم ابن جبير وابن بطوطة.
3)     تأثيرات المباني العراقية (سامراء بالذات) خارج العراق 
تظهر المؤثرات السامرائية واضحة في أعمال الطولونيين في القطائع في مصر، فقد كان قصر ابن طولون شبيها بقصور سامراء من حيث المباني والسور الخارجي والزخرفة المتعددة الأشكال، ويبدو أن الأثر السامرائي لم ينفذ إلى ما وراء حدود مصر الغربية أي إلى بلاد الأندلس والمغرب إلا في حد محدود. ولكن التأثير كان في الشرق في بلاد فارس ونيسابور وغيرها.
4)     الفنون الإسلامية الصغرى في العهدين الأموي والعباسي حتى القرن 4هـ:
حاول المسلمون خلال القرون الأربعة الأولى أن يقتبسوا ويقلدوا الصناعات الفنية القديمة، من هلينستية وساسانية وقبطية، وأنهم عملوا على تطور تلك الفنون صبغها بالصبغة الإسلامية، وأن تلك العملية التاريخية المعقدة استغرقت كثيرا من الوقت ليس إلى القرن الرابع الهجري فقط بل ربما إلى السادس الهجري وكل ذلك كان من الأسباب التي أدت إلى صعوبة التصنيف على المستويين المكاني والزماني.


5)     الفن الفاطمي : سمات الطرز  العامة:
ظهرت الدولة الفاطمية أول ما ظهرت في شمال أفريقيا وفي تونس حاليا بالذات وفي مدينة المهدية التي تقع بين مدينتي صفاقس وسوسة ، وقد اتخذها عبيدالله المهدي عاصمة له بعد أن لاقى متابعة ومقاومة من أهل السنة في القيروان، فقد بنى مدينة المهدية وجعلها حصنا له ولأسرته لنشر المذهب الشيعي في شمال أفريقيا، وقد جعل لهذه المدينة حصنا وأبراج مراقبة عالية لاكتشاف غارات الأعداء ، وكانت تشتمل على القصور والمباني الجميلة المزخرفة بالفسيفساء ذات الزخرفة النباتية وغيرها.
ثم انتقلت الدولة العبيدية أو المهدية إلى مصر وأسسوا مدينة القاهرة، وأوجدوا في الكثير من المباني والعمائر والمساجد الكبيرة التي عرفت خلال التاريخ الإسلامي. فقد بنى جوهر السقلي القائد العسكري المعروف قصر القاهرة الكبير الشرقي وقصر القاهرة الصغير الغربي، ولكن اندثر هذان القصران .
 أما عن المساجد في القاهرة في العهد الفاطمي مثل جامع الأزهر، والجامع الأقمر، وجامع الأنوار (جامع الحاكم) فقد اجتمع في فن بنائها فن عمارة المسجد الطولوني في القاهرة وفن مسجد عقبة بالقيروان. فقد اشتملت كل هذه المساجد على واجهات زخرفية جميلة، وعقود مختلفة الأحجام والارتفاع.
كما اهتمت الدولة الفاطمية بمصر ببناء الأضرحة الخاصة بآل البيت من العلويين، ومن أشهر هذه الأضرحة ضريح  السيدة رقية (526هـ)، وقد أبدعوا في زخرفته بالعقود الفارسية الشكل محمولة على أعمدة رقيقة .
وعموما فقد انتشر الفن الزخرفي الفاطمي في كثير من الأماكن، ويتمل هذا الفن في الحفر على العاج والعظام والنقش على الجص وعلى التحف المعدنية، والتصوير على الخزف، والرسم على الزجاج والسجاد وغيرها من الوسائل الأخرى، ونقلت هذه الزخارف والفنون إلى صقلية واستفاد منها الغربيون. 
6)     الفن السلجوقي :
يعتبر الفن السلجوقي استمرار لفن دولة الخلافة العباسية الفارسي النشأة ، وخاصة بعد أن استقر السلاجقة في بغداد ويخلفوا البويهيين، ويستمروا في سيطرتهم على الخلافة سنة 552هـ، المهم أنهم أدخلوا الكثير من المستجدات على الفن العباسي في طرازه الفارسي سواء كان عمارة أو زخرفة أو فنون حرفية ، ففي العمارة بالغوا في الاهتمام بالواجهات والبوابات والمآذن العالية مثلما فعلوا في جامع الجمعة بأصفهان وغيرها من الجوامع في الموصل والهند حيث القباب المرتفعة والمآذن الشاهقة والزخرفة الجميلة والنقوش المتقنة .
فإلى جانب الاهتمام بالمساجد اهتم السلاجقة ببناء المدارس ، فقد أمر نظام الملك نشر المدارس في نيسابور وطوس وبغداد من أجل مقاومة مذاهب الإسماعيلية المتطرفة في البلاد. كما اشتهرت مدرسة المستنصرية ببغداد شهرة كبيرة حيث بنيت عام 630هـ لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة . وانتشرت بعد ذلك المدارس في كثير من الأماكن مثل مصر التي نقلها إليها صلاح الدين الأيوبي
كما اهتم السلاجقة ببناء الأضرحة بأشكال مختلفة، ولعلهم جلبوا هذه العادة من آسيا الوسطى حيث تتشابه المباني على الأضرحة في بغداد ونيسابور بما هو موجود في أسيا الصغرى.
أما العمائر الحربية والقصور والخانات فقد انتشرت في العصر السلجوقي، وكانت محصنة تحصينا كاملا لأن السلاجقة كانوا أهل حرب ويعرفون كيف يأمنوا عدوهم، فبنوا الحصون والأسوار وأبراج المراقبة المناسبة لحراسة مدنهم وقصورهم مثل قصر قرة سراي وقصر رانود وغيرها.
واهتم السلاجقة ببوابات قصورهم فزادوا في حجمها وإبراز عقدها ، ووجهوا عنايتهم إلى زخارفها فطوروها وجددوا تكويناتها وعناصرها الكتابية والزخارف الهندسية والنباتية والحيوانية ، كما اهتموا بالنحت على الخشب والعاج ، وأبدعوا في الزخرفة على السجاد والحوائط أما بتصوير الحيوانات أو النباتات أو الكتابة بخطوط مختلفة جميلة تدل على الذوق الرفيع.
7)     فنون ما بعد سقوط الخلافة العباسية :
سقطت الخلافة العباسية سنة 656هـ بسقوط بغداد على يدي المغول بقيادة هولاكو، وحدث نوع من الركود في فن العمارة، ولكن سرعان ما عادت العمارة الإسلامية العربية لتطورها وتجددها على أيدي المغول أنفسهم بعدما دخلوا في الإسلام، وظل الفن السلجودي مؤثرا على العمارة الإسلامية في كثير من الأماكن في العالم الإسلامي ، فلم يتغير شيء يذكر في ما يخص المدارس والقصور والمساجد من حيث مبانيها وزخرفتها وأسوارها . ولقد تأثرت دولة المماليك التي قامت على أنقاذ الدولة الفاطمية بفن العمارة السلجوقية والتركية والمغولية وكذلك الأندلسية وما ورثته عن الدولة الفاطمية التي سقطت سنة 648هـ ، فظلت الفنون على ما هي عليه من تطور وازدهار في مجال المساجد ومآذنها والقصور والمدارس والفنادق ( وكالة قايتباي) والحمامات وغيرها من العمائر المشهورة عبر التاريخ الإسلامي.
أما فنون المغرب والأندلس في عصور ملوك الطوائف فقد تطورت، وأصبحت مزيجا بين الفن المغربي والأندلسي، وإن كانت هناك فروق في هذه الفنون من دولة لأخرى حيث تعاقبت العديد من الدويلات على هذه المنطقة منها دولة الموحدين والدولة الحفصية ودولة المرابطين ودولة بني الأحمر ودولة بني عبدالواد في تلمسان ودولة المرينيين بفاس، فقد كان للمغاربة والأندلسيين طابعهم الزخرفي الخاص بهم الممزوج بما اقتبسوه من المشرق العربي في فتراته المختلفة.




Previous Post Next Post