اثر الحضارة العربية الاسلامية على الغرب الاوروبي في مجال الطب

اثر الحضارة الاسلامية على النهضة الأوروبية

اثر الطب الاسلامي في اوروبا

بحث عن اثر الحضارة الاسلامية على اوروبا

اثر الحضارة العربية الاسلامية في الحضارة الغربية

اسهامات المسلمين في علم الطب

اشهر علماء المسلمين في الطب

دور الحضارة الاسلامية في قيام النهضة الاوروبية
 
رحــلات الأطبــــاء

كان العلم اللاتيني في أوربا لحظة وصول العرب المسلمين إلى إسبانيا في القرن الثامن                    الميلادي ، ومن ثم إلى صقلية وجنوب إيطاليا وجنوب فرنسا ، قد أصابه البوار والركود             العلمي ، ويرقد في ما شاعت تسميته ( ظلام القرون الوسطى ) . فكان وصول العرب المسلمين بمثابة عاصفة هزت البنى الراقدة ، وبعثت الحياة في ذلك السبات وأحدثت تغيراً نوعياً في اتجاهات الفكر الأوربي ومدت أمامه آفاقاً جديدة على طريق التطور والإبداع .
ففي فترة قصيرة من عمر الزمن أصبحت الأندلس بمدنها الإسلامية مركزاً نيراً لمختلف العلوم وصنوف الثقافة وتوافدت إليها بعثات أوربية ورشفت من هذا المنهل العذب أُسس علومها .
ومما لاشك فيه " بأن الطب في الأندلس كان امتداداً للنهضة العلمية الشاملة التي شهدها العالم الإسلامي وظهرت بوادرها منذ القرن الثالث الهجري . ذلك أن صلة الأندلسيين بحواضر الشرق الإسلامي بغداد ، ودمشق ، والمدينة المنورة ، والقاهرة والقيروان لم تنقطع أبدا " [1] بل كانت الصلات الفكرية والعلمية مستمرة بين مختلف أقطار العالم الإسلامي يتنقل بين ربوعها العلماء والطلاب والمؤلفات والمذاهب الفكرية .
ولما كان تعداد وذكر جميع من رحل من الأندلس واليها من الأطباء أمراً تصعب الإحاطة به وتتبع دقائقه لذا فإننا قمنا في هذه الفقرة بالدرجة الأولى بدراسة موضوعية لأبرز الأطباء الذين قاموا برحلات من الأندلس وإليها طلباً  للعلم أو القيام بالتدريس أو سعياً وراء الكسب بممارسة المهنة لدى الخلفاء والأمراء وعامة الناس .
ولأجل الإحاطة بهؤلاء جميعاً رأينا تقسيم الموضوع إلى أربعة أقسام أساسية هي :
أولا – رحلات الأطباء من الأندلس إلى المغرب والمشرق العربي الإسلامي :
يؤكد أغلب من كتبوا عن الرحلات العلمية للعلماء والأطباء العرب بأن أهل الأندلس كانوا من أكثر الناس رحلة وتغرباً في طلب العلم والمعرفة ، حتى بدت الرحلة العلمية وكأنها سمة من سماتهم ن فما من عالم من علمائهم الاّ وله رحلة خارج بلده قد تقتصر على بلد معين سعياً وراء شيخ أو طبيب ذي صيت ، ومنهم من طوف البلدان وطوى عشرات السنين متقلباً في المدن ومتابعاً أهل العلم . ولتيسير دراسة رحلات الأطباء من الأندلس إلى المغرب والمشرق العربي يمكن تجزئتها إلى ثلاثة أصناف :
     ‌أ -        رحلات الأطباء من الأندلس إلى المغرب العربي :
ذكرنا فيما سبق بأن صلة الأطباء الأندلسيين بحواضر العالم الإسلامي كانت متصلة بشكل عام الاّ أنها مع حواضر المغرب العربي كانت متصلة بشكل خاص وأوثق وذلك لارتباط هذه البلاد مع الأندلس ارتباطاً سياسياً في فترات مختلفة من الزمان . الأمر الذي دفع بالعديد من أطباء الأندلس إلى القيام برحلات إما مؤقتة أو دائمية إلى تلك البلاد نذكر فيما يلي تراجم موجزة للأطباء والصيادلة والعشابين الأندلسيين الذين قاموا برحلات إلى بلاد المغرب العربي وحسب ترتيبهم الزمني :
1.      عمر بن جعفر بن بريق ، أبو حفص :
كان طبيباً ، قارئاً للقرآن … وكانت له رحلة إلى القيروان إلى أبي جعفرإبن  الجزار ، لزمه ستة أشهر ، وهو أدخل الأندلس كتابه ( زاد المسافر) … وخدم بالطب الخليفة عبد الرحمن الناصر …ولم يطل عمره [2].
2.      عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر الأيادي الإشبيلي أبو مروان :                                 ( توفي 471هـ / 1078 م ) :
كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بأعمالها … رحل إلى المشرق ودخل القيروان ومصر وتطبب هناك زمناً طويلاً ، ثم رجع إلى الأندلس وقصد مدينة دانية … واشتهر فيها بالتقدم في صناعة الطب ، وطار ذكره فيها إلى أقطار الأندلس [3].
3 .إبراهيم بن أبي الفضل بن صواب المجري : ( 605 هـ / 1112 م ) من أهل شاطبة الذي أقام في طنجة وفاس إلى أن مات [4] .
4 . عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز ، أبو الإصبع ( 523 هـ / 1128 م ) :
من أهل طرطوشة ، كان فقيهاً أديباً …. مشاركاً في علم الطب ، توجه رسولاً من أهل بلده إلى مراكش لملاقاة أمير المسلمين ابن تاشفين واستنجاده ، توفي بغرناطة .
5        . زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر الأيادي ، أبو العلاء توفي في إشبيلية (536هـ / 1131 م ) :
أخذ الطب عن أبيه ، وكان دقيقاً في تشخيص الأمراض ، خدم أمير اشبيلية المعتمد بن عباد .ثم خدم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وابنه علي بن يوسف الذي استوزره . أقام في مراكش . ولأبي العلاء ابن زهر من الكتب " كتاب الخواص ، كتاب الأدوية المفردة ، وكتاب الإيضاح بشواهد الافتضاح في الرد على إبن رضوان ، كتاب حل شكوك الرازي على كتب جالينوس مجربات ، مقالة في الرد على أبي علي بن سينا في مواضع من كتابه الأدوية المفردة ، كتاب النكت الطبية " [5] .
6        . علي بن عبد الرحمن بن جودي السعدي ، أبو الحسن ( بعد 530 هـ / 1135 م ) :
أصل سلفه من البيرة ، تجول ببلاد المغرب والأندلس وسكن غرناطة تفنن في النحو والأدب والطب ، وشهر بالعلوم النظرية ، أخذ الطب عن أبي العلاء بن زهر ، تابع قراءة الطب فأحكم قوانينه وأقام به عيشه بقية عمره [6].
7         . عبد الله بن علي بن غلندة الأموي ، أبو الحكم ( 581 هـ / 1135 م) :
طبيب من أهل سرقسطة نشأ في إشبيلية ، قرأ الطب على أبي مروان عبد الملك بن زهر في سجن مراكش ، قرأ عليه كتاب (( الاقتصاد في صلاح الأنفس والأجساد )) وهو من مؤلفات أبي مروان . وكان ابن غلندة طبيباً ماهراً وشاعراً أديباً ، خرج من سرقسطة مع والده لما تغلب عليها النصارى عام 512 هـ ، فسكن قرطبة ثم رحل إلى إشبيلية ، وترك تآليف عديدة . وتوفي في مراكش التي استوطنها في عهد الخليفة يعقوب المنصور الموحدي [7] .
8        محمد بن عبد الملك بن طُفيل القيسي ، أبو بكر :
ولد في برشلونة قرب غرناطة في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي وتوفي في مراكش سنة                ( 581 هـ / 1185 م) رحل إلى غرناطة ثم إلى قرطبة وإشبيلية ثم انتقل إلى مراكش ، كان عالماً ورياضياً وطبيباً وفيلسوفاً وأديباً من الطراز الأول ، ترك آثاراً خالدة منها قصة  (حي بن يقضان) التي تشتمل على فلسفته ونظرياته ، إضافة لاحتوائها على معلومات في علم التشريح وله أُرجوزة في الطب العلاجي بـ(7500 بيت ) [8].
9.أحمد بن علي بن مواطير ( كان حياً عام 583 هـ / 1187م ) :
من أهل بلنسيه ،واستوطن مراكش ، وكان طبيباً ماهراً في التعاليم حسن القيام عليها .
10. علي بن أسدون الشهير بالمصدوم ، أبو الحسن ( 588هـ/ 1192م) :
تلميذ أبي مروان عبد الملك بن زهر ، من أهل إشبيلية ، كان طبيباً وأديباً شاعراً من أهل الدين ، وكان الخليفة الموحدي المنصور يطلبه للحضور إلى مراكش كلما احتاج إليه           لمداواته ، توفي باشبيلية [9].
11. محمد بن أحمد بن رشد ، أبو الوليد :
ولد في قرطبة ( سنة 520 هـ / 1126م ) وتوفي ( سنة 595 هـ / 1198 ) في مراكش . رشحه أستاذه ابن طفيل إلى وظيفة القضاء في إشبيلية . من فلاسفة الإسلام الكبار ، مؤسس الفكر الحر ، جرئ ومنطقي وكانت له أفكاراً متطرفة اتهمه البعض بالزندقة . أغلب كتبه في الطب تعليقات وتلخيصات لكتب جالينوس الاّ أن أهمها كتاب الكليات Colliget   حيث أبدى في هذا الكتاب رأياً مخالفاً لأقاويل الإغريق في كثير من المسائل الطبية [10]  .
12. أحمد بن عبد الله بن موسى القيسي الإشبيلي :
سكن مدينة فاس وتوفي بها عام 571 هـ / 1175م . وهو تلميذ أبي بكر بن العربي [11] .
13. محمد بن أبي مروان بن أبي العلاء بن زهر ، أبو بكر ( الحفيد ) 659هـ/1199م:
ولد في إشبيلية . أخذ صناعة الطب عن أبيه ، خلف رسالة في طب العيون ، وكان ماهراً فيه حاذقاً في العلاج ، وشاعراً مجيداً ومال إلى عمل الموشحات ، خدم بالطب الخليفة الموحدي يعقوب في مراكش ، وقيل أنه مات مسموماً في هذه المدينة [12].
14. علي بن موسى بن شلوط البلنسي : أبو الحسن ( 614 هـ/1217م) استوطن تلمسان واحترف الطب [13] .
15. هاني بن الحسن بن هاني اللخمي ، أبو يحيى ( 614هـ/1217م)
من أهل غرناطة من بيت جلالة وعلم ، كان مشاركاً في الطب ، ذا معرفة بالفقه والأدب والحديث ، ولي القضاء بوادي آش ، ورحل إلى فاس وأخذ من علمائها [14].
16. احمد بن عتيق بن قنترال الأموي (627هـ/1229م) : من أهل مالقة وأصله من سرقسطة ، كان من جلة أهل العلم معروفاً بحسن التصرف في الطب والاعتناء بعلوم           الأوائل ، ولي القضاء بشريش وكان ذا حظوة عند الخليفة المأمون إدريس بن يعقوب المنصور ، صحبه إلى المغرب[15].
17. احمد بن محمد بن عبد الملك الجذامي ، أبو العباس (650هـ/1252م) :
أصله من قرطبة ، وسكن سبته وبها نشأ ثم أقام باشبيلية وقتاً ، كان مع مهارته في الطب عارفاً بالحديث ، مشاركاً في الأدب . توفي بمراكش [16] .
18. محمد بن احمد بن محمد الأموي المعروف بابن أندراس ، أبو القاسم (674هـ/1372م):طبيب من أهل مرسيه ، واستوطن بجاية وخدم ولاتها بالطب ، ثم انتقل إلى تونس بطلب من المستنصر ، وانتظم في سلك أطبائه [17].
19. إبراهيم الداني ،أبو اسحق : كان بارعاً في صناعة الطب ، استوطن بجاية ثم انتقل إلى مراكش حيث ولي أمانة البيمارستان فيها وتوفي فيها .[18]
20. أبو يحيى بن القاسم الإشبيلي : كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بقوى الأدوية المفردة والمركبة ، وكان صاحب خزانة الأشربة التي يأخذها الخليفة المنصور عنده ، وتوفي في مراكش في دولة المستنصر [19] .
21. احمد بن محمد الكنيناري ، أبو العباس : من أهل اشبيلية ، أحد العارفين بصناعة الطب المبرزين فيها ، قرأ الطب على عبد العزيز بن مسلمة الباجي وأبي يوسف بن موراطير في مراكش ، وخدم أبا النجاء بن هود وأخاه أبا عبد الله بن هود [20].
22. عبد العزيز بن مسلمة الباجي : أصله من باجة المغرب ، وكان من أعيان أهل الأندلس وأجلاّئها ويُعرف بابن الحفيد . وكان فاضلاً في صناعة الطب متميزاً في الأدب ، وله شعر جيد وكان تلميذ المصدوم ، وخدم بالطب المستنصر وتوفي في دولته في مراكش [21].
 23. يوسف بن موراطير ، أبو الحجاج : ينتسب إلى موراطير ، قرية قريبة من بلنسيه . كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بها ، مزاولاً لأعمالها ، عالماً بالأمور الشرعية ، وكان شاعراً محباً للمجون . وخدم بالطب المنصور أبا يوسف يعقوب ثم ولده الناصر ومن بعده المستنصر ابن الناصر وعمّر طويلاً وتوفي في مراكش [22] .
24. يوسف بن محمد بن احمد القرشي الأموي الطرسوسي ، أبو يعقوب الشهير ابن اندراس                 ( 729 هـ / 1328 م ) :أصله من مرسيه وقطن تونس ، وكان طبيباً رياضياً فلكياً ، توفي بتونس[23] .
25. محمـد بـن إبراهيم بن روبيل الأنصاري المعروف بابن السراج ، أبو عبد الله         (730 هـ / 1330 م ) : من أهل غرناطة ، كانت له معرفة بالعشب والنبات ، عين ما يستفيد بالطب صدقة على المساكين والمحتاجين . قرأ الطب على أبي جعفر الكرني وأبي عبد الله الرقوطي المرسي . وقد ابتلي بعد وفاة السلطان الذي كان في خدمته فسجن وأُجلي إلى العدوة المغربية حيث استقر بفاس ثم عاد إلى غرناطة [24].
26. احمد بن علي بن محمد بن عبد البر الخولاني ( 750هـ/1349م) :
من أهل غرناطة ، لقي بالغرب وأفريقيا جماعة من أهل العلم وحمل عنهم وتأدب بأبي عبد الله الآبلي ، ثم احترف الطب وقعد يداوي المرضى [25] .
27. إبراهيم بن يحيى الأنصاري الغرناطي ، أبو اسحق ( 751 هـ /1350 م) :
غرناطي الأصل ، كانت له مشاركة في علم الطب ، ولي القضاء ببعض جهات المغرب [26].
28 . يحيى بن احمد بن هذيل التجيبي ، أبو زكرياء ( 753 هـ / 1352 م ) :
كان من أطباء الدار السلطانية ، وقعد بالمدرسة بغرناطة يقرئ الأصول والفرائض والطب ، قرأ الطب على أبي عبد الله الأركشي وأبي زكريا القصري وجملة من الإسلاميين بالمغرب من مؤلفاته (( الاختيار والاعتبار في الطب )) وكتاب (( التذكرة في الطب )) [27].
29 . محمد بن قاسم بن أبي بكر القرشي المالقي ( 757 هـ / 1356 م ) :
كان طبيباً وشاعراً ، سكن غرناطة ثم انتقل إلى فاس عام 754 هـ حيث ارتسم طبيباً وتولى المارستان بها [28].
30. أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني الشهير بابن الخطيب ، وبذي الوزارتين والملقب عند المشارقة بلسان الدين ( 776 هـ / 1374 م ) :
من أعلام الفكر والأدب وأقطاب السياسة والدولة في الأندلس . أخذ الطب والتعاليم على الإمام أبي زكريا ابن هذيل التجيبي. لم يتفرغ إلى ممارسة الطب تفرغاً كاملاً لانشغاله بأمور الدولة[29]. حيث لُقِب بذي الوزارتين لتوليه الوزارة لدى سلطان المغرب أبي سالم المريني وسلطان مملكة غرناطة أبي عبد الله النصري . الّف ثمانية كتب في الطب أشهرها ( رسالة الطاعون سماها مقنعة السائل عن المرض الهائل ، عمل من طب لمن حب ، كتاب الوصول لحفظ الصحة في الفصول ) 
31. محمد بن القاسم الأنصاري الجياني المالقي ، أبو عبد الله :ويعرف بالشريد ، كان طبيباً حاذقاً ، أخذ العلم في الأندلس وفي المغرب .
32. محمد بن محمد بن علي بن سودة المري ، أبو القاسم : سكن سلفه جنوب غرناطة . تصدر للعلاج ، قرأ على طبيب الدار السلطانية إبراهيم بن زرزار اليهودي . رحل إلى المغرب فقرأ على أبي عبد الله العلوي في فاس[30] .


ب ـ رحـلات الأطباء الأندلسيين إلى المشرق العربي والإسلامي :
كان لرحلات الأطباء الأندلسيين إلى المشرق العربي والإسلامي حوافز عديدة، أهمها حرص كثير منهم على تلقي العلوم ونقل الكتب اعتداداً منهم بعلوم أهل المشرق ، فقد كان العالم والطبيب في الأندلس لا يجد له منزلة بين قومه – حسب ما جاء في كتب التراث الأندلسي – ما لم يكن قد زار حواضر المشرق العربي الإسلامي عن طريق الرحلة والدراسة والتحصيل في معاهدها المشرعة الأبواب أمام القادمين إليها . وكان يصحب الرحلة إلى أداء فريضة الحج نقل للأفكار والآثار العلمية لأن العالم والطبيب كان أثناء ذلك يعمل بطلب العلم نفسه فيستفيد ويفيد ويحمل معه كل ما هو جديد .
وكان البعض الآخر من الأطباء يقصدون الكسب من وراء تلك الرحلات فمنهم من يأتي للعمل لدى الخلفاء والأمراء ومنهم مَن يقوم بمعالجة المرضى في المستشفيات .
وقد فاضت كتب التراث الأندلسي بأسماء الأطباء الأندلسيين الوافدين إلى بلاد المشرق العربي والإسلامي ، نستعرض فيما يلي مَن استطعنا جمعهم من تلك الكتب وحسب تسلسلهم التاريخي:
1. عبد الملك بن حبيب السلمي الألبيري ، أبو مروان : من رجال القرن الثالث الهجري . وهو من البيرة خارج غرناطة ، سكن قرطبة ، أصل أسرته من طليطلة ، تلقى العلم بالأندلس ثم رحل إلى المشرق سنة 207 هـ فحلّ بمصر وبالمدينة المنورة ولقي عدداً من أصحاب مالك بن أنس . رجع إلى وطنه عام 210 هـ . وسرعان ما ذاعت شهرته العلمية ، فأمرالأميرعبد الرحمن بن الحكم بنقله إلى قرطبة حيث رتبه في طبقة المفتين .
الفّ كتباً تجاوزت الألف وتناولت علوماً مختلفة والحديث والسير والتاريخ والطب .
من مؤلفاته الطبية التي وصلت كتاب مختصر في الطب ، وكتاب طب العرب ولهذا الكتاب أهمية مؤكدة في دراسة تاريخ العلوم عند العرب والكشف عن بداياته وعن مدى تأثر الطب العربي في صدر الإسلام بغيره ، وتتجلى أهمية هذا الكتاب أيضاً في كونه أول تأليف أندلسي في الطب يصل إلينا [31] .
2.يحيى بن مالك العابدي : هو أبو زكريا يحيى بن مالك بن عابد بن كيسان ويعرف العابدي ولد بطرطوشة بالأندلس سنة 300 هـ / 911 م ، ورحل إلى المشرق سنة 343 / 979م [32].
3.      يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة ( 315 هـ / 927 م ) : طبيب قرطبي كان بصيراً بالحساب والفلك متفنناً في الآداب مشاركاً في الفقه والرواية ، رحل إلى المشرق ثم عاد إلى الأندلس .[33]
4.، 5 . احمد بن يونس الجذامي الحراني هو وأخوه عمر : رحلا إلى المشرق سنة                 30 هـ /941 م في خلافة عبد الرحمن الناصر ودخلا بغداد ، ودرسا فيها ( كتب جالينوس على ثابت بن قرة ، وعلل العين على ابن وصيف ) . وعادا إلى الأندلس عام 351 هـ في دولة المستنصر فألحقهما لخدمته ، ومات عمر ، وبقي احمد من المقربين إلى الخليفة المؤتمنين عنده في مأكله ومشربه وسكن في قصره في مدينة الزهراء . وتولى إقامة خزانة بالقصر للطب لم يكن قط مثلها ورتب لها اثني عشر طبيباً من الصقالبة لصنع الأدوية التي كانت توزع مجاناً على من يحتاج إليها من المرضى [34].  
1.      محمد بن يحيى الأزدي الرباحي ( 328 هـ /968 م ) : أصله من جيان وانتقل أبوه إلى قلعة رباح ، كانت له معرفة بعلم الطب وكان عالماً بالعربية . رحل إلى المشرق ولقي أبا جعفر النحاس فحمل عنه كتاب سيبويه ثم عاد إلى قرطبة حيث تصدّر للتعليم [35].
2.      أسد بن خيون الجذامي ، أبو القاسم ( 360 / 970 ) : من أهل استّجة ، قرأ بقرطبة ورحل إلى المشرق ، وكان له بالطب بصر .[36]
3.      محمد بن عبدون الجبلي الشهير بالعددي (361 هـ/971 م ) : اشتغل في أوائل حياته بتعليم الحساب ، ثم رحل إلى المشرق عام 347هـ ، ودخل البصرة وأتى مدينة فسطاط مصر ودبر مارستانها ، وكان طبيباً حاذقاً حسن الدربة لا يجارى في عصره ، خدم عند عودته إلى الأندلس سنة 360 هـ الحكم المستنصر وهشام المؤيد بالله [37].
4.       سعيد بن دعامة القيسي ، أبو عثمان ( 365 هـ /975 م ) : قرأ بقرطبة ، ورحل إلى المشرق ، كان له حظ من العربية وغلب عليه الإنتساب إلى الطب [38].
10 .عمر بن عبد الرحمن الكرماني ، أبو الحكم ( 458هـ / 1065م) : طبيب جراح قرطبي ، أحد الراسخين في علم العدد والهندسة ، رحل إلى ديار الشرق وانتهى منها إلى حران من بلاد الجزيرة وعني هناك بطلب الهندسة والطب ، ثم رجع إلى الأندلس واستوطن مدينة سرقسطة ، وجلب معه رسائل إخوان الصفا وهو أول من أدخلها إلى الأندلس ، وكان له نفوذ مشهور في الكي والقطع والشق والبط وغير ذلك من أعمال الصناعة الطبية .[39]
11 . أبو مروان عبد الملك بن محمد بن زهر الأيادي الأندلسي[40] : هو أول طبيب من عائلة ابن زهر ، كان فاضلاً في صناعة الطب خبيراً بأعمالها ، رحل إلى الشرق ودخل القيروان ومصر وتطبب هناك زمناً طويلاً ، وتولى رئاسة الطب ببغداد ، ثم بمصر ثم القيروان ، ثم استوطن مدينة دانية ، وطار ذكره فيها إلى أقطار الأندلس والمغرب ، واشتهر بالتقدم في علم الطب حتى بزّ أهل زمانه ، ثم انتقل إلى إشبيلية ولم يزل بها إلى أن توفي سنة 471 هـ / 1078م .
12.يوسف بن احمد بن حسداي ( توفي بعد 522هـ / 1128 م ) :
من الفضلاء في صناعة الطب . سافر من الأندلس إلى الديار المصرية ، واشتهر ذكره بها أيام الآمر بأحكام الله الفاطمي . واختص بشرح بعض كتب ابقراط ، من مؤلفاته ( شرح المقالة الأولى من كتاب الفصول لأبقراط ) . وكان بينه وبين أبي بكر بن يحيى المعروف بابن باجة مراسلات [41].
13. أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت ( 529هـ/ 1134م ) :
من دانية في الأندلس ، بلغ في صناعة الطب مبلغاً لم يصل إليه غيره من أهل زمانه وكان ذا معرفة في الآداب الرياضيات والفلك والموسيقى ، جيد اللعب بالعود ، وشاعراً مجيداً أتى القاهرة وأقام بها مدة . من مؤلفاته كتاب الأدوية المفردة وكتاب الانتصار لحنين بن اسحق على ابن رضوان في تتبعه لمسائل حنين [42]. 
14. عبيد الله بن المظفر الباهلي الأندلسي ( 549 هـ/ 1134م) : خدم السلطان محمد بن ملكشاه ( من السلاطين السلاجقة ) ، وانشأ له مارستان يُحمل على الجمال في الأسفار ، وكان شاعراً خليعاً وعاش في دمشق ، وكان يجلس على دكان بجيرون للطب [43].
15. السموأل بن يهودا المغربي ( حوالي 570 هـ/1174 م) : أندلسي نشأ في فاس ، ثم رحل مع أبيه إلى المشرق وأقام بالشام وارتحل إلى أذربيجان وخدم بيت البهلوان وامراء دولتهم وأقام بمدينة المراغة وأولد أولادا هناك سلكوا طريقته في الطب ، وأسلم وحَسُن إسلامه وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود . ومات بالمراغة .[44]
16. أبو الحكم المغربي الأندلسي الحكيم المرسي : رحل إلى العراق واشتهر ذكره في بغداد ، وكان كثير الهزل والمجون ثم رحل إلى دمشق واستحسن البقاء فيها ، وفتح دكان عطار يبيع به العطر ويطب ، وأقام على ذلك إلى أن أتى أجله [45].
17. عبد الودود الأندلسي الطبيب : وأصله من بلنسيه ، وهاجر إلى العراق ثم ارتحل إلى خراسان ، حيث انتظم في خدمة السلطان محمد بن ملكشاه [46].
18. محمد بن عمر الجلياني ، أبو الفضل ( 531 –602هـ / 1136-1205م) :
طبيب أديب ، رحالة ، سائح ، مؤلف شاعر أصله من وادي ( آش ) قرب  غرناطة،
وصل في رحلته إلى القاهرة ، ودمشق ، ودخل بغداد سنة ( 601هـ) ولُقِب بـ                          ( حكيم الزمان ) وحضر مجلس السلطان ( صلاح الدين الأيوبي )[47].
19. موسى ابن ميمون ، أبو عمران ( 605 / 1218 م) : من أهل قرطبة يهودي ، كـان  رئيس اليهود في الديار المصرية ، وهو أوحد زمانه في صناعة الطب ، متفنن في العلوم ، وله معرفة جيدة بالفلسفة . وكان يطب لصلاح الدين الأيوبي وولده الملك الأفضل علي وقيل أنه تظاهر بالإسلام في المغرب ثم ارتد في مصر إلى يهوديته . من مؤلفاته اختصار الكتب الستة عشر لجالينوس ، مقالة في البواسير وعلاجها ، مقالة في تدبير الصحة ، مقالة في السموم والتحرز من الأدوية القتالة ، كتاب شرح العقار ، كتاب كبير على مذهب اليهود [48].
20. احمد بن محمد بن مفرج النباتي المعروف بابن الرومية ، أبو العباس ( 637 هـ/               1239م ) : من أهل إشبيلية ، كانت له معرفة بالنبات وتمييز العشب فاق في ذلك أهل زمانه.  رحل لطلب العلم ومعرفة النبات في منابتها ، والف في علم الأعشاب كتاب ( الرحلة ) الذي كان من أهم مصادر ابن البيطار ،كما الف ( شرح حشائش دياسقوريدس وأدوية جالينوس ) زار بغداد والموصل ودمشق وسمع من علمائها[49] .
21. عبد الله بن احمد بن حفص الأنصاري ، أبو محمد ( 646هـ/1248م) : من أهل دانية
وسكن شاطبة ، تلقى العلم ببلده وبإشبيلية وأخذ عن كبار علماء وقته اللغة والآداب والفقه ، ثم رحل إلى المشرق فسمع بالإسكندرية ودمشق والموصل ، ومال إلى علم الطب وعني به وتوفي بالقاهرة [50]
22. عبد الله بن احمد المالقي المعروف بابن البيطار ،أبو محمد ( 646هـ/1248م) :
أصله من مالقة ، تعلم بالأندلس ثم قام برحلة لبلاد الأغارقة والروم ولقي جماعة يعانون هذا الفن ، وأخذ عنهم معرفة نبات كثير وعاينه في مواضعه . واجتمع في المغرب وغيره بكثير من الفضلاء في علم النبات ، وعاين منابته ، وتحقق ماهيته . وأتقن دراية كتاب ديوسقوريدس اتقاناً بالغاً . خدم الملك الكامل محمد الأيوبي الذي عينه رئيساً للعشابين في الديار المصرية . ثم خدم الملك الصالح نجم الدين أيوب . وتوفي ابن البيطار في دمشق [51]
    من مؤلفاته ( الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ) وهو أشهر كتبه ، وكتاب ( المغني في الأدوية المفردة ) ، وكتاب ( الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام ) ينقد فيه (منهاج البيان ) لابن جزلة .
23. احمد بن المغربي الإشبيلي ( 718هـ / 1318م) : كان بارعاً في الفلسفة والنجوم والطب ، ولي رئاسة الطب بديار مصر ، وكان يهودياً فأسلم في أيام الملك الأشرف خليل بن قلاوون سنة 690 هـ [52].
24. حسن بن يوسف الأنصاري ( كان حياً عام 896 هـ / 1490 م) : أصله من المرية رحل إلى المشرق واشتغل بالطب والهيئة ، أقام بالقاهرة وزار دمشق وحج[53] .
25. عبد الله بن قاسم اللخمي الإشبيلي الحريري البغدادي ، أبو محمد ( 591 – 646 هـ / 1193 – 1248 م ) : ولد بجزيرة شقر القريبة من ساحل الأندلس موطن أسلافه . انتقلت عائلته إلى إشبيلية وهو في سن عشر سنوات . فيها شب ودرس مختلف العلوم قام برحلة إلى المشرق فزار العراق وفارس ثم بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا ، وقضى في بغداد معظم وقت رحلته هذه لذا لقبه أهله بالبغدادي ولما عاد واستقر في إشبيلية عكف على التدوين وتبويب ما جمعه من هذه الصناعة ( الكحالة ) مضيفاً إلى ذلك خلاصة تجاربه في كتاب سماه ( نهاية الأفكار ونزهة الأبصار ) والذي يمكن اعتباره أكمل وأحسن ما كتب في طب العيون عند العرب والمسلمين [54].
26. احمد بن حسان الغرناطي ، أبو جعفر : مولده ونشأته بغرناطة واشتغل بصناعة الطب ، أجاد في علمها وعملها ، وخدم المنصور بالطب . وحج مع ابن جبير الغرناطي   (صاحب كتاب الرحلة ) . توفي أبو جعفر بن حسان بمدينة فاس . وله من الكتب كتاب تدبير الصحة الفه للمنصور [55].
27. غالب بن علي بن محمد اللخمي الشقوري ، أبو تمام ( 741 هـ /1340 م) :
    من أهل غرناطة ومن بيت طب وخبرة ، رحل إلى المشرق في شبيبته فحج . وقرأ علم الطب بالمارستان المنصوري في القاهرة . وحذق العلاج على طريقة المشارقة ، وانتصب للمداواة ببجاية ، ثم عاد إلى بلده ، فنبه قدره ، وخدم الدار السلطانية ، ثم رحل إلى فاس . وله تآليف طبية . وتوفي في سبته [56].
28. محمد بن محمد بن احمد الأنصاري المعروف بالسواس( كان حياً 750هـ/ 1349م) :
من أهل غرناطة ، طبيب وسّع معارفه المهنية أثناء رحلته إلى المشرق للحج وعاد لبلده وتصدر للطب ، ثم رحل إلى بلاد المشرق ثانية حيث عظم صيته ، وعُين أميناً على أحباس المسجد النبوي بالمدينة المنورة [57].
ج _ رحلات الأطباء المغاربة إلى المشرق العربي والإسلامي :
1.      أعين بن أعين المصري ، الطبيب المتوفى سنة 385هـ/ 995م [58]: كان طبيباً متميزاً في الديار المصرية ، متخصصاً في طب العيون ، خدم المعز لدين الله بالقيروان ، وانتقل معه إلى مصر ، وخلف عدة مؤلفات منها أمراض العيون ومداواتها ، وكُناش في الطب .
2.       علي بن يقضان السبتي : طبيب شاعر أديب ، أصله من سبته ذكره بعض أهل                  مصر ، فقال ورد إلى البلاد المصرية سنة ( 544هـ/ 1149م ) ومضى منها إلى                 اليمن ، وسافر إلى المشرق وزار العراق ، ودار الآفاق ، وله قصيدة في الوزير جمال الدين أبي جعفر محمد بن علي بن أبي منصور الأصفهاني بالموصل . [59]
3.       يوسف بن يحيى بن اسحق السبتي المغربي ، أبي الحجاج (623هـ/1226م) : نزيل حلب وهو من سبته ، يُعرف بابن سمعون ، قرأ الحكمة في بلاده ، رحل إلى مصر واجتمع بموسى بن ميمون القرطبي . وخرج من مصر إلى الشام ، ونزل حلب وسافر عن حلب تاجراً إلى العراق ، ودخل الهند ،وعاد سالماً وأثرى حاله . وخدم في أطباء الخاص في الدولة الظاهرية بحلب وتوفي فيها [60].
4.       عمر بن علي العلقمي المغربي ، أبو جعفر ( 576هـ / 1180م) : طبيب ماهر في الأدوية والأمراض وعلاجها ، كتب ملاحظات على كتب ابن سينا . ولد بالمغرب وعاش في دمشق حيث كان له دكان للعيادة [61].
5.       محمد القوبع ( 738هـ / 1337م) : تونسي نبغ في عهد الحفصيين ، درس الطب بالبيمارستان في دمشق .
6.      أبو العباس  الشريشي السلوي الأصل : أخذ الطب في المغرب عن ابن بنان ، توفي بالفيوم من مصر عام 641هـ/ 1243 م [62]
ثانيـاً – رحلات الأطباء العرب والمسلمين من الشرق إلى المغرب العربي والأندلس :
ويمكن تصنيف هذه الرحلات أيضاً إلى ثلاثة أنواع هـي :
أ‌-         رحلات الأطباء المشرقيين إلى الأندلس :
قلنا فيما سبق بأن الصلة بين الأندلس وبقية مراكز العلم في المشرق والمغرب العربي كانت دائمة فكما حفظت لنا كتب التراجم ذِكراً للعديد من العلماء والأطباء الذين قاموا برحلات إلى الشرق كذلك زخرت بآخرين كانوا يفدون إلى الأندلس للأخذ من علمائها واللقاء بشيوخها في مختلف فروع المعرفة فيما عدا الطب حيث لم نعثر على أي طبيب قام برحلة طلباً للعلم أو السماع من أحد . وكل ما وجدناه كان ذِكراً لطبيبين عالجوا وساهموا في إدخال المعرفة الطبية إليها وهم :
1.      الوليد المدحجي : دخل الأندلس مع عبد الرحمن ابن معاوية وكان طبيبه ، أخذ عنه ابنه إبراهيم [63] .
2.      يونس الحراني : ورد من المشرق إلى الأندلس في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن . وكانت عنده مجربات حسان في الطب، فاشتهر بقرطبة وحاز الذكر فيها . وأدخل الأندلس معجوناً ، كان يبيع السقية بخمسين ديناراً لأوجاع الجوف ، فكسب به مالاً [64].
ب  - رحلات الأطباء المشرقيين إلى المغرب :
1.      اسحق بن عمران البغدادي (294هـ / 902 م ) : طبيب مسلم ، ومؤسس الطب بشكل عملي في ديار تونس الأغلبية وشيخ أطبائها جميعاً . كان في بدايته من أطباء بغداد وسامراء . كانت نهايته على يد آخر أمراء الأغالبة زيادة الله الثالث . عرفنا من مؤلفاته ما يزيد على الخمسة عشر كتاباً ، لم يصلنا كاملاً الاّ كتاب المالينخوليا الذي يحوي آراءه وتجاربه في معالجة مرض المالينخوليا [65].
2.      اسحق ابن سليمان الإسرائيلي أبو يعقوب ( حوالي 320هـ/ 932 م ) : من أهل مصر ، وسكن القيروان ، تتلمذ على الطبيب اسحق ابن عمران البغدادي . وكان بصيراً بصناعة الطب حاذقاً في العلاج ، وعمّر طويلاً ، من مؤلفاته التي تربو على العشرة كتاب الحميات ، كتاب الأدوية المفردة والأغذية ، كتاب البول [66].
3.      أبو العباس احمد الأصبهاني ( من أبناء القرن السابع الهجري ) : طبيب أصبهان الذي قضى آخر حياته الطبية بالمغرب[67]
4.      داؤد بن عبد الله البغدادي ثم التلمساني : الطبيب الماهر ، كان ضريراً لقيه ابن القاضي في مصر عام 986 ومعرفته بالطب عظيمة [68]
ج _ رحلات الأطباء المغاربة إلى الأندلس :
إن الارتباط السياسي بين المغرب العربي والأندلس لفترات طويلة من التاريخ كما ذكرنا جعل تواصلاً علمياً بينهما فارتحل عدد من الأطباء المغاربة إلى الأندلس حيث استقر بعضهم ووجد متسعاً وتشجيعاً لمواصلة التأليف وممارسة الطب . وكان أبرز هؤلاء :
1.      أبو عبد الله الصقلي : يبدو أن هجرته إلى الأندلس كانت في الفترة ( 337-340هـ 948-951 م) واستمر بقاؤه في بلاط عبد الرحمن الناصر وخليفته الحكم الثاني المستنصر.وقد تعاون أبو عبد الله مع غيره من الأطباء في ترجمة كتاب العقاقير لديسقوريدس . وكان هذا الطبيب الصقلي يحسن الطب والصيدلة [69].
2.      عبد الله بن محمد الثقفي السوسي ، أبو محمد (  ت403 هـ / 1013 م) : طبيب دخل الأندلس وسكن قرطبة ، ولم يذكر أحد من مترجميه مسقط رأسه . كان بارعاً في صناعة الطب بصيراً بالحكمة ماهراً في العلاج . وكان معاصراً للزهراوي ، قتل في الفتنة الحادثة بقرطبة عام 403هـ وكانت عمره سبعين سنة أو نحوها [70].
3.      عبد الله بن يوسف بن طلحة الوهراني ، أبو محمد ( كان على قيد الحياة عام 429هـ/1037م) : قدم الأندلس تاجراً ، وكان من الثقات له رواية عن شيوخ أفريقيا ، وكان  نافذاً في الطب والحساب [71].
4.      احمد بن علي الملياني ،أبو العباس ( 715هـ/1315م) ، من أهل مراكش ، صاحب العلامة بفاس ، أخذ بحظ من الطب ، وكان أديباً شاعراً ثائراً ، أقام بتلمسان ثم رحل إلى الأندلس وبها توفي  [72].
5.      محمد بن يحيى العزفي ، أبو القاسم ( 768هـ /1366م) : من بيت حسب ورئاسة في مدينة سبته كان رئيساً بها وخلع فانتقل إلى  غرناطة ثم إلى فاس ، وهو أديب شاعر اشتغل بالطب وألف فيه ( كتاب الاكتفاء في طلب الشفاء ) [73].
ثالثاً – رحلات الأطباء العرب والمسلمين إلى بقية أوربا :
على الرغم من عدم ورود ذكر لأطباء كثيرين قاموا برحلات إلى بقية أوربا الاّ أن مجرد العثور على ذكر بعض الأطباء والمترجمين من العربية إلى اللاتينية ممن قاموا برحلات من الأندلس إلى أنحاء مختلفة من أوربا يشير إلى مسار من مسارات انتقال الطب العربي الإسلامي إلى الغرب .
نذكر فيما يلي من عثرنا عليه من هؤلاء :
1.      بطرس الفونسي الإسباني : اليهودي الذي تنصر فيما بعد ، سافر إلى إنكلترا حاملاً معه علوم الطب العربي الذي نشره هناك وصار طبيباً للملك هنري الأول ، وكان من أوائل نقلة العلوم العربية الفلكية والرياضية والطبية في غضون النصف الأول من القرن الثاني عشر وسار على نهجه الكثيرون [74].
2.       إبراهيم بن عزرا : من مدينة طوليدو ( طليطلة ) ، عالم فيلسوف يهودي . زار لندن في سنة 1158 م و1159 م . ودرّس هناك حقبة من الزمن [75].
3.      قسطنطين الأفريقي ( 1015 أو 1016 – 1087 م ) [76]. ولد بقرطاج وفي هذا القرن انتقل سكان قرطاج إلى تونس . واختلف المؤرخون في بيان ديانته ، أكان مسلماً أو مسيحياً ،فقد ذهب حسن حسني عبد الوهاب إلى أنه مسيحي .ليس في التراثيات العربية ذكر لطبيب بهذا الاسم ، لا في تونس ولا في أي بلد إسلامي ، بينما تذكره المصادر اللاتينية والأوربية بتكرار وتركيز ووضوح على أنه طبيب مسلم من مواطني تونس نزح إلى إيطاليا أول مرة بصفته تاجراً قادماً من صقلية وحل ببلدة ساليرنو . وعاد إلى قرطاج واشتغل بالطب ثلاث سنوات وجمع عدة كتب في الطب وسافر ثانية نحو إيطاليا حاملاً الكتب التي فقد بعضها في البحر ، ووصل بما تبقى إلى ساليرنو واعتنق الدين المسيحي ثم حل بدير كسينوا واشتغل بالترجمة وتسمى باسم قسطنطين . ولا يذكرون ما هو اسمه           قبل تنصره .
على الرغم من شهرة قسطنطين كمترجم الاّ أنه من المرجح أنه لم يشتهر كممارس للطب ، كما أن من المرجح أنه لم يكن يحسن اللغة اللاتينية التي ترجم إليها الكتب العربية ولذلك كان يستعين بتلميذه أو زميله ( أفلانيوس ) ومع ذلك كانت المترجمات على قدر من التفكك والركاكة على أنها كانت بنفس الوقت لامعة وجذابة بين الكتب الأخرى في مدرسة ساليرنو . ويؤخذ على قسطنطين انتحاله لنفسه بعض الكتب العربية التي ترجمها ولم يشر لمؤلفيها . لقد زاد عدد مترجمات قسطنطين الأفريقي على ثلاثين كتاباً نقلها جميعاً إلى اللغة اللاتينية ، ونذكر منها :
1-     كتاب المالينخوليا لإسحاق بن عمران .
2-      كتب النبض والبول والحميات والأغذية لإسحاق بن سليمان .
3-     كتاب زاد المسافر لابن الجزار القيرواني .
4-     كتاب الحاوي لأبي بكر الرازي .
5-     كتاب كامل الصناعة الطبية لعلي بن العباس المجوسي . 
4.    بيتر الفونسي : اليهودي المتنصر الذي هاجر إلى إنكلترا وصار طبيب ملكها هنري الأول (1068-1133م) وهو من أوائل الذين أدخلوا العلوم العربية إلى إنكلترا . [77]
5.    أسرة طبون : ولد يهودا بن سول بن طبون في غرناطة سنة 1120 م ، فلما بلغ ثلاثين أو أربعين سنة أقام في لاندول وتوفي في لونيل سنة 1190م . وقد أنجز عملاً ضخماً في الترجمة من العربية إلى العبرية . وربى على هذا العمل ابنه صامويل بن يهودا بن طبون الذي ولد سنة 1150م في لونيل وعاش مدة طويلة في الأندلس ، وتوفي في مارسيليا حوالي سنة 1230م وكان ابن هذا الأخير موسى بن صمويل بن طبون الذي نبغ في المدة 1240-1283م من أخصب مَن ترجموا من العربية إلى العبرية [78].
ب_ رحلات لأطباء من المشرق العربي إلى بقية أوربا :
لم نعثر على ذكر أحد قام بمثل هذه الرحلات سوى واحد هو ثاذري ( تيودوروس الأنطاكي ) : أحكم اللغة السريانية واللاتينية وشيئاً من علوم الأوائل في أنطاكية ثم هاجر إلى الموصل ، وقرأ على كمال الدين بن يونس مصنفات الفارابي وابن سينا والمجسطي ، ثم عاد إلى أنطاكية ولم يطل المكث بها لما راعه في نفسه من التقصير فعاد مرة ثانية لابن يونس وأنضج ما استهنأ من علمه وانحدر إلى بغداد وأتقن علم الطب ، رحل إلى أرمينيا ثم إلى الإمبراطور فردريك الثاني ملك الفرنج فنال منه أفضالاً وعمل مع العلماء في بلاطه . ثم اشتاق إلى بلاده وأهله ولم يؤذن له فحاول الهرب بسفينة قاصداً عكا ، دفعت الريح السفينة إلى مدينة كان الملك قد أرسى بها فتناول ثاذري السم ومات خجلاً لاوجلاً وكانت وفاته نحو منتصف القرن الرابع . وترجم تيودورس لهذا الإمبراطور كتاب مختصر الحيوان لابن سينا وكتاب نواميس الطبيعة المشتمل على كتاب البول [79].
رابعاً – رحلات الأطباء العرب والمسلمين من صقلية وإليها :
ارتبطت الثقافة الإسلامية في صقلية بهجرة عرب المغرب بعد الفتح . ولعب أولئك العرب والمسلمون دوراً كبيراً في نشر الإسلام وثقافته فاتسمت ثقافة صقلية بثقافة القيروان . ثم ظهرت المدارس الثقافية الصقلية الأصيلة ، بعد أن تأكدت ذاتية صقلية وأصبحت مركزاً من مراكز الثقافة والعلوم الإسلامية . وبرز فيها علماء وفقهاء وأدباء وأطباء أنتجوا فأثروا في الحياة الثقافية ، وساهموا في ازدهار الحركة العلمية والأدبية في المغرب وغيرها من الأقطار العربية . وقام بعض من هؤلاء الأطباء برحلات إلى البلاد العربية كما قدم إليها البعض الآخر من البلاد العربية والإسلامية نستعرض فيما يلي من جاء ذكرهم من الأطباء في كتب التراث ممن قاموا بهذه الرحلات :
1.      أبو عبد الله الصقلي : كانت هجرته إلى الأندلس في الفترة ( 337 – 340 هـ/ 948 – 951 م) واستمر بقاؤه في بلاط عبد الرحمن الناصر وخليفته الحكم الثاني المستنصر . تعاون أبو عبد الله مع غيره من الأطباء في ترجمة كتاب العقاقير لديسقوريدس  من اللغة اليونانية إلى العربية في قرطبة أيام الخليفة عبد الرحمن الناصر . وكان يحسن الطب والصيدلة  واللغتين اليونانية والعربية [80].
2.      محمد بن محمد الشريف الإدريسي ، أبو عبد الله ( 493 – 560 هـ/ 1099 – 1164 م) : من أهل سبته ودرس في قرطبة وعاش في صقلية ، وهو جغرافي عالمي ذائع الصيت ، كانت له معرفة واسعة بأعيان الأعشاب ،وألف في ذلك كتاباً اسمه ( الجامع لشتات النبات) اعتمد عليه ابن البيطار من ضمن ما اعتمده من مصادر في تأليف كتابه ( الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ) . زار مراكش والبرتغال وإسبانيا وجنوب فرنسا وإيطاليا وبلاد اليونان وآسيا الصغرى ويقال إنه زار إنجلترا أيضاً حسب إحدى الروايات غير إنه استقر في صقلية ومات فيها [81].
3.      علي بن إبراهيم الطبيب الصقلي المعروف بابن المعلم : كان مفسراً للأحلام ، إضافة إلى معرفته باللغة والنحو وحسن الخط ، وتوفي بمصر سنة 532هـ / 1137 م[82].
خامساً – رحلات الأطباء الأوربيين إلى الأندلس والمشرق العربي :
أ‌.        رحلات الأطباء الأوربيين إلى الأندلس :
لقد استمر تواجد المسلمين في الأندلس ثمانية قرون ( 93-897هـ/ 711-1492م) . وفي عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ( 172-182هـ/ 788-798 م) جعلت العربية لغة التدريس في جميع المعاهد . وفي زمن عبد الرحمن الناصر ( 300-350هـ/ 912-961 م) أصبحت قرطبة عاصمة العلم في أوربا والغرب الإسلامي ، وقد نالت مختلف العلوم نصيبها الوافر من اهتمام الناصر وابنه الحكم الثاني المستنصر بالله ( 350 –366هـ / 961 –976 م) الذي أسس في قرطبة مكتبة علمية حوت ما يقرب من أربعمائة ألف كتاب ، وسهر الحكم بنفسه على حسن الاستفادة من هذه الكتب وعلى توفير البيئة الملائمة للدرس والبحث والتأليف وكان ذلك من بين الأسباب العديدة التي مهدت السبيل للازدهار العلمي الذي عرفته الأندلس منذ القرن الرابع الهجري واستمر بعد ذلك قروناً عديدة .
إن الطفرة التي شهدتها الأندلس في مختلف ميادين العلم لم تؤثر فيها الانقسامات السياسية فيما بعد لأن الأمراء تنافسوا في تنشيط الحركة العلمية وسعوا في جلب العلماء والأطباء وشجعوهم على الإقامة في الحواضر التي يحكمونها . وكان الطب والصيدلة وعلم الأدوية والأغذية والنبات من العلوم التي شملتها رعاية الأمراء بشكل خاص وحظي أصحابها بالتشجيع وأتيح لهم الجو الملائم لمواصلة نشاطهم بالبحث والتأليف والتعليم .
وهكذا أصبح للحضارة العربية الإسلامية في الأندلس بريق خلب ألباب جيرانهم من الأمم اللاتينية الذين لم تمنعهم عداوتهم للمسلمين من القيام برحلات إلى الأندلس لتلقي العلوم والطب من علمائها " فصارت قرطبة ، وطليطلة وإشبيلية هدفاً للأوربيين يأتونها من ساليرنو ، ومونبليه وألمانيا ، وسويسرا ، وإنكلترا ليطلعوا على ما فيها من روائع الحضارة ويتعلموا فيها ، ويحملوا منها ما يمكن حمله إلى بلادهم التي كانت يومئذ تفتقر إلى كل أنواع المعرفة " [83].
 نذكر فيما يلي الشخصيات العلمية الأوربية التي شدت الرحال إلى الأندلس ونهلت من ذلك المعين العلمي الثر وحملت معها عوامل النهضة العلمية بشكل عام والطبية بشكل خاص :
1-                " جربرت الأوربالكي ( Gerbert  ) ، المولود في اوفرني Auvergne حوالي 930 م ، والذي تقلد البابوية باسم سلفستر الثاني ، وتوفي سنة 1003 / ، لقد كان من الأوائل بين أشهر الشخصيات التي قامت برحلة إلى الأندلس ….. وينبغي الاعتراف بأن التأثير الذي تلقاه من العلم العربي كان عميقاً ، على الأخص فيما يتعلق بالرياضيات . والراجح أنه أول عالم  مسيحي عرّف أوربة بالأرقام العربية " [84].
    ويقول عنه رينو " كان أحد الوافدين إلى قرطبة ودرس في جامعاتها واهتم بدراسة العلوم الطبيعية والرياضية وبرع بها حتى خيل لعامة فرنسة إذ ذاك أنه ساحر "[85] . وهناك من يقول ومنهم مان أنه لم يذهب إلى قرطبة وإنما تابع تعليمه في برشلونة عن كتب ترجمت من العربية . ومهما يكن فان الكل متفق على أنه تلميذ الثقافة العربية الإسلامية وإنه أول من أدخل التعليم الدنيوي ودافع عنه على أسس تقدمية والذي كان حافزاً لحركة الأطباء بين الرهبان الذين انفصلوا شيئاً فشيئاً عن التقاليد الكنسية .
2- ادلارد من مدينة باث [86] Adelard  of  Bath  :  لا نعرف تاريخ ولادته وربما كان سنة 1070 م . وكان إنكليزياً بحسب الأصل وأقام عهداً من شبابه في نورمانديا , ولما شرع في الرحلة في المدة 1104 – 1107 م مرّ من ساليرنو وأقام مدة في صقلية ثم رحل إلى المشرق . فنجده في طرطوس على مقربة من أنطاكية ، حيث كان يتناقش في التشريح الفني ، وفي مانسيتر ، وأقام بعد ذلك في بيت المقدس .وبعد سبع سنين دخل مدينة ليون Leon  الفرنسية . ثم اشتغل معلماً للأمير هنري الذي أصبح فيما بعد الملك هنري الثاني ملك إنكلترا.
ترجم عدداً من المؤلفات العربية في علم الفلك والعلوم الرياضية وبذلك وسع نمو هذه العلوم في أوربا ، الاّ أن أهم وأطرف ما ألفه اديلارد كتاب سماه (( المسائل الطبيعية )) وجعله بشكل حوار بين المؤلف الذي درس عند العرب وابن أخيه الذي كان يدرس في الجامعات الفرنسية وهذا الحوار مقارنة بين الطريقتين العربية والفرنسية يؤكد اديلارد فيه دائماً على تفوق الطريقة العربية فيقول في المقدمة " سأدافع عن وجهة نظر العرب لا وجهتي " ونقتطف بعضاً من أقواله ، يقول :
" لقد تعلمت من أساتذتي العرب شيئاً وعلمت أنت شيئاً آخر . فأما أنت فقد أدهشتك المظاهر الخارجية للآراء التي تلقنتها وجعلتها لجاماً لك … إن استسلامكم الأعمى لآراء المؤلفين يقودكم إلى الخطر … لقد أعطي البشر العقل كيما يكون أداة تمييز بين الصحيح والخاطئ … فعلينا أن نبحث أولاً عن العقل فإذا وجدنا حكمة تطابق ما تلقن من علوم فإن ذلك يمكننا أن نقبل بها "[87]
3 _ روبرت الكيتوني Robert  of  Ketton : كان إنكليزياً ومن بين المترجمين في معهد طليطلة [88].
4- روبرت اوف تشستر ( 1141 – 1150 م) Robert  of  Chester : كان من بين المترجمين الأوربيين إلى اللاتينية ، قام بترجمة العديد من الكتب وكانت ترجمته لرسالة خالد بن يزيد في الكيمياء من أوائل الترجمات التي دخلت العالم اللاتيني .
5– هرمن دالماتس Hermaunus  Dalmatus[89] : من المترجمين الأوربيين ( من دالماس في غرب يوغسلافيا الآن ) إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر ، قام بترجمة العديد من كتب الرياضيات والفلك .
6 – دانيل أُف مورلي [90]Daniel  of morley : من الإنكليز القائمين على الترجمة إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر . ذهب إلى الأندلس وعاد بمجموعة كبيرة من الكتب .
7 – جيراردو دي كريمونا [91] : المولود في إيطاليا ( كريمونا ) حوالي 1114 م والمتوفى في طليطلة سنة 1187 /. كان خصب الإنتاج وهو يعد بحق أشهر المترجمين من العربية . قصد مركز الترجمة في طليطلة وفيها تعلم العربية على نصراني عربي من مواطني المدينة اسمه ابن غالب . ترجم المجسطي من صيغته العربية إلى اللاتينية وكان عمره يناهز الستين . ومع ذلك استمر يترجم بلا كلل حتى آخر عمره ، فكانت حصيلة أعماله تربو على الثمانين كتاباً مترجماً التي لولا بعضها لاختفت معارف عربية كثيرة ومهمة بسبب ضياع أصولها الأولى بعد انسحاب العرب من إسبانيا . فيما يلي بعض ما ترجمه جيراد من الكتب العربية :
1.      أكثر كتب ابقراط وجالينوس بترجمة حنين بن اسحق وتلاميذه .
2.      اكثر كتب اسحق بن سليمان الإسرائيلي وعريب بن سعد .
3.      الأجزاء الجراحية من كتاب المنصوري للرازي .
4.      الثلاثة أجزاء الجراحية من كتاب التصريف للزهراوي .
5.      الفصلين الرابع والخامس من الكتاب الرابع قانون ابن سينا .
6.      كتاب معرفة قوى الأدوية المركبة للكندي .
7.      نوادر الطب أو الفصول الحكمية لابن ماسويه .
8.      الأدوية المفردة لابن وافد الأندلسي ( طبع مع تقويم الصحة لابن بطلان – ستراسبورك 1531 م .
9.      شروح ابن رضوان المصري على جالينوس .
10.  بعضاً من كتب الفارابي ، ثابت بن قرة ، وابن الهيثم .
11.  كتاب الكناش الصغير ليوحنا ابن سرافيون ،( طبع في  البندقية 1497 م ) .
8- رايمون ريفونا : إيطالي الأصل ، استوطن مرسيه ثم انتقل إلى طليطلة . وفي هذه المدينة ترجم كتاب مسائل حنين بن اسحق بعنوان مسائل طبية .  
9 - الفريد السارشيلي ( حوالي 1200 م ) : إنكليزي عاش في إسبانيا واشتغل فيها وترجم من العربية كتاب النبات لارسطو الذي كان قد ترجمه إلى العربية حنين ابن اسحق ، وكذلك ترجم القسم الكيميائي من الشفاء لابن سينا ( يشارإليه عادة باسم المعادن ) [92] .
10 – ميخائيل سكوت Michael  Scoat : الإنكليزي ، كان في أول أمره في الأندلس                 (في طليطلة 1217 م ) وترجم تاريخ الحيوان من العربية في عشرة أجزاء وكتباً كثيرة أخرى في الفلك والفلسفة وفي سنة 1220 م كان في بولونيا ، ودخل في خدمة فردريك الثاني سنوات عديدة مترجماً محترفاً وفيلسوفاً تجريبياً ، وتوفي في صقلية بعد سنة 1232 م ، ويشتمل عصره الصقلي على تراجم ومؤلفات أصيلة في الحيوان والتنجيم والكتاب الطبي الفريد له كان كتاب في البول .
11 – جروست الإنكليزي ( المتوفى في سنة 1253 م ) : كان عالماً رياضياً وفلكياً ، وعالم طبيعة وفيلسوفاً ، وأول مدير لجامعة اوكسفورد ، بدأ دراسته في اوكسفورد ، وكانت المترجمات عن العربية قد وصلت إلى إنكلترا في هذا الوقت ، ولاشك اطلع عليها . وحرص على أن يذهب إلى إسبانيا بحثاً عن تراجم أخرى استفاد منها في مؤلفاته ، فنجد في كتاباته الفلكية أثراً كبيراً لثابت بن قرة ، كما أنه استقى معلوماته في البصريات عن ابن الهيثم [93]. وكان معلماً لسنت توماس وروجر بيكون ، وكان له أيضاً تأثيراً كبيراً في البرت الكبير [94] .
12 – هرمان الألماني Hermanus  Alemanus : الذي كان في طليطلة سنة 1240 م في استورجة ،وترك ترجمات لابن رشد والفارابي [95] .
13 – ارنولد فلانوفا Arnold  of Villanova : ( 1235 – 1312 م) إسباني الأصل من فالانسيا من الأساتذة الذين خدموا في جامعة مونبليه . وقد ساح طلباً للعلوم العربية . وعاصر أواخر عمره فرج بن سالم وزامله في بلاط باليرمو في صقلية .
ويعتبر أخصب المؤلفين إنتاجاً بالنسبة لزمانه وأكثرهم تأثراً بالآراء الطبية العربية ويعتبر
شرحه ( للنظام الصحي الساليرني Regimen  Sanitatis ) أحسن شرح لتلك القصيدة [96]. كان يعرف العربية والعبرية واليونانية واللاتينية . ومن ترجماته أقسام من كتب ابن سينا والكندي وابن زهر ، ومن ترجماته من العربية إلى اللاتينية ، الرعشة والنافض والاختلاج والتشنج لجالينوس من نسخة حبيش ابن الحسن ، ورسالة في معرفة الأدوية المركبة                 للكندي ، ورسالة في السهر لقسطا بن لوقا ، وقوى القلب لابن سينا ، وكتاب الأدوية المفردة لأبي الصلت أمية بن عبد العزيز[97] .
13 – سانجة Sanche : ملك ليون واستور الملقب بالسمين ، يقال أنه تعلم الطب على علماء قرطبة [98] .
ب – رحلات الأطباء الأوربيين إلى المشرق العربي :
لقد قام الأوربيون في فترات مختلفة برحلات إلى المشرق العربي للبحث عن المعرفة ومع أن تاريخ هذه الرحلات لم يتم دراسته بشكل موسع بعد ، غير أن من النزر الذي نعرفه من أخبار عدد منهم نذكرهم فيما يلي : 
1.      اسطيفان البيزاوي ( الأنطاكي ) Stephanus  d  Antioche = Stepanus de pisa " الذي ولد في بيزا وأقام في سوريا في حدود سنة 1127 م ونال ثقافته في ساليرنو وصقلية ثم رحل إلى أنطاكية " [99] .
" وقد اشتهر بسبب ترجمته الجديدة تماماً والأقرب كثيراً إلى النص الأصلي من ترجمة قسطنطين الأفريقي ، للكتاب الملكي ( كامل الصناعة الطبية ) لعلي بن العباس المجوسي ، وقد أضاف إليها كشافاً يونانياً ، عربياً ، لاتينياً ، للمصطلحات الفتية التي استعملها ديسقوريدس والراجح أيضاً أن استيفان هذاهو مؤلف كتابDemodo Medendi   [100]  .
2.      اندرياس الباكوس Andereas Alpagus  : دفعه تقديره للعلوم الإسلامية أن يرحل إلى الشرق ، وأن يقيم في دمشق ثلاثين عاماً ، اشتغل فيها طبيباً ، ثم عاد إلى بادوا سنة 1515 م . وترجم كتباً كثيرة من العربية إلى اللاتينية . ومن جملتها كتاب ابن النفيس المشهور              ( شرح القسم الخاص لقانون ابن سينا ) الذي انتحله مايكل سرفيتس [101]والمطبوع سنة 1527 م .
3.       ليوناردو دافنشي : الذي ولد في بيزا عام ( 1180م ) وخلال عمله في التجارة في                (بجاية ) في الجزائر تعلم الحساب وزار طوروس وسبته وتونس وتردد على مكتبات الإسكندرية ودمشق وناقش كبار العلماء في القاهرة ودرس كل ما حوته مخطوطات كبار الرياضيين والإغريق والهنود والغرب فنبغ في ذلك وبعد أن عاد إلى إيطاليا تنبه إليه القيصر فردريك الثاني وضمه إلى خلصائه من العلماء فهناك ألف الكتب وعلم الغربيين الأرقام العربية والصفر العربي [102].
4.      ماركو بولو : صاحب الرحلة السياحية المشهورة التي كان من بين أهدافها تلقي العلوم.



[1] - الخطابي ، محمد العربي – الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ص 32 .
[2] - ابن جلجل ، أبو داؤد سليمان بن حسان الأندلسي – طبقات الأطباء والحكماء ص 107 .
[3] - ابن أبي اصيبعة ، موفق الدين أبو العباس بن القاسم بن خليفة – عيون الأنباء في طبقات الأطباء –                  ج 3  ص 105  .
[4] - السامرائي ، د. خليل إبراهيم – علاقة المرابطين بالممالك الأسبانية بالأندلس وبالدول الإسلامية ص 58 ، بالأصل نقلا عن أبن الآبار – التكملة ص 172 .
[5] - ابن أبي أصيبعة  ج3  ص  106 .
[6] - ابن الأبار ، أبو علي بن محمد – المعجم في أصحاب القاضي الصدفي – تحقيق إبراهيم الإبياري                ص 284 .
[7] - الخطابي ، محمد العربي – الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ، مصدر سابق ص 60 ، بالأصل نقلاً عن التكملة 2/937 – 938 .
[8]- محمد ، الدكتور محمود الحاج قاسم – الطب عند العرب تاريخ ومساهمات ، ص 38 –48 .
[9] - الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس ج1 ص 61 . بالأصل نقلاً عن الذيل والتكملة 1/141 .
[10] - ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء ج3  ص 129 .
[11] - يبين الأستاذ العربي الخطابي آراءه المخالفة لمن سبقه في كتابه الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ص330 –409 .
[12] - بنعبد الله ، عبد العزيز – الطب والأطباء بالمغرب  ص 37.
[13] - الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ج1 ص 67 _ بالأصل نقلا عن تاريخ الإسلام للذهبي               ( حوادث سنة 609 – 620 ) .
[14] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 67 ( نقلاً عن جذوة الاقتباس 2/532-533 ).
[15] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 68 ( نقلاً عن الذيل والتكملة 1/282 ) .
[16] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 70 ( نقلاً عن التكملة 1/ 120-ق ).
[17] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 70 ( نقلاً عن عنوان الدراية 76 ).
[18] - ابن أبي اصيبعة ، عيون الأنباء - ج3 ص 128 .
[19] - ابن أبي اصيبعة ج3 ص 128 .
[20] - ابن أبي اصيبعة ج3 ص 133 .
[21] - ابن أبي اصيبعة  ، عيون الأنباء – ج3 ص 130 .
[22] - ابن أبي اصيبعة  ج3 ص 127 .
[23] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 74 ( نقلاً عن الديباج المذهب 2 / 372 ) .
[24] - السلماني ، ابن الخطيب – الإحاطة في أخبار غرناطة ، تحقيق محمد عبد الله عنان ص160- 162
[25] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 75 ( نقلاً عن الدرر الكامنة 1 / 233 ).
[26] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 76 ( نقلاً عن ذيل تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة 751 ) .
[27] - السلماني ، ابن الخطيب - الإحاطة – 4 / 390 . 
[28] - السلماني ، ابن الخطيب – الإحاطة – 515 –516 .
[29] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 191 .
[30] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 80 .
[31] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 85 – 98 .
[32] - ابن جلجل ، طبقات الأطباء والحكماء – حاشية ص 106 .
[33] - الخطابي ، لمصدر السابق ج1 ص 41 ( نقلاً عن طبقات الأمم 161- 162 ) .
[34] - ابن جلجل ،طبقات الأطباء والحكماء ص 112 – 114 .
[35] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 34 ( نقلاً عن أنباء الرواة 2/177 ).
[36] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 34 ( نقلاً عن ابن الفرضي 1 / 90 ).
[37] - ابن جلجل ، طبقات الأطباء والحكماء ص 115 ، ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 74 .
[38] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 44 ( نقلاً عن ابن الفرضي 1/603 ).
[39] - ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 64 .
[40] - اقرأ عنه ابن أبي اصيبعة، المصدر نفسه ج3 ص 103 – 104 /  التلمساني ، احمد بن محمد المقري ، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ، تحقيق الدكتور إحسان عباس ، دار صادر – بيروت 1968 ،                        مجلد 2 ص 244 .   
[41] - ابن أبي اصيبعة ، المصدر نفسه ج3 ص 82- 83 .
[42] -ابن أبي اصيبعة ، المصدر نفسه  ج3 ص 86 – 100 .
[43] - الحنبلي ، أبو الفلاح عبد الحي بن العماد / شذرات الذهب ج4 ص 153 .
[44] - القفطي ،تاريخ الحكماء ص 209 .
[45] - ابن العبري ، غريغوريوس أبي الفرج – تاريخ مختصر الدول ، وقف على تصحيحه الأب أنطون صالحاتي اليسوعي ، دار الرائد اللبناني ، بيروت 1983 ص 366 .
[46] - القفطي ، تاريخ الحكماء ص 228 .
[47] - جمال الدين ، د. محسن – أعلام من الأندلس في بغداد – مجلة المورد العدد 4 ، مجلد 8 1979 ص40 نقلاً عن النفح الطيب ج 2 ص 653 .
[48] - ابن أصيبعة ج3 ص 194 – 195 .
[49] - الخطابي ، المصدر السابق ج2 ص 69 ( نقلاً عن عيون الأنباء 3 /133 ، التكملة 1 /121 ، الإحاطة                  ( 1/207 –214 ).
[50] - الخطابي ، المصدر السابق ج2 ص 69 ( نقلاً عن التكملة 2 / 903 – 905 ) .
[51] - ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء  ج3 ص 220 –223 .
[52] - الخطابي ، المصدر السابق ج2 ص 74 ( نقلاً عن السلوك للمقريزي 2 / 161 ) .
[53] - الخطابي ، المصدر السابق ج2 ص 81 ( نقلاً عن الضوء اللامع     2 / 131 ) .
[54] - محمد ، الدكتور محمود الحاج قاسم – الطب عند العرب والمسلمين ...تاريخ ومساهمات ص 87 .
[55] - ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 129 .
[56] - الخطابي ، المصدر السابق ج2 ص 75 ( نقلاً عن الإحاطة 4 / 240 –241 ) .
[57] - الخطابي ، المصدر السابق ج2 ص 75 ( نقلاً عن الإحاطة 3 / 233 – 234) .
[58] - هدية العارفين م1 / 225 .
[59] - القفطي ، تاريخ الحكماء ص 239 – 240 .
[60] - المصدر نفسه ص 391 – 393 .
[61] - بنعبد الله ، عبد العزيز – الطب والأطباء بالمغرب ص 39 ( نقلاً عن لوكليرج 2 ص 40 )
[62] - المصدر نفسه ص 52 ( نقلاً عن الأعلام لعباس المراكشي ج1 ص 302 ) .
[63] -بنعبد الله ، الطب والأطباء بالمغرب ص 10 .
[64] - ابن جلجل ، طبقات الأطباء والحكماء ص 94 ، ابن أبي اصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 66 –67 .
[65] - محمد ، د. محمود الحاج قاسم – الطب عند العرب والمسلمين ص 74 – 75 .
[66] - ابن أبي أصيبعة ، عيون الأنباء ج3 ص 58 – 59 .
[67] - بنعبد الله ، الطب والأطباء بالمغرب ص 45 .
[68] - بنعبد الله ، الطب والأطباء بالمغرب ص 59 ( نقلاً عن درة المحال ص 143 ).
[69] - الدوري ، د. تقي الدين عارف – صقلية علاقتها بدول البحر المتوسط الإسلامية ص 229 .
[70] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 48-49 ( نقلاً عن التكملة لابن الأبار 2 / 912 ).
[71] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 49 ( نقلاً عن الصلة 1/298).
[72] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص71 ( نقلاً عن الإحاطة 1/284-286) .
[73] - الخطابي ، المصدر السابق ج1 ص 77 ( نقلاً عن الإحاطة 3/11-17) .
[74] - نصري ، عبد الهادي – دور الأندلس في انتشار العلوم العربية إلى أوربا – من أبحاث الندوة العالمية  الرابعة لتاريخ العلوم عند العرب – كتاب أبحاث الندوة ج2 ص 291 .
[75] - لويس ، د. برنارد – تاريخ اهتمام الإنكليز بالعلوم العربية ص 4 .
[76] - اقرأ عنه ابن ميلاد ، الحكيم احمد – الطب العربي التونسي ص 82 – 90 ، السامرائي ، مختصر تاريخ  الطب ج1 ص 647 –649 ، ج2 ص 219 – 221 .
[77] - السامرائي ، د. كمال – مختصر تاريخ الطب – ج2 ص 226 .
[78] - الدوميلي ، العلم عند العرب ص 465 .
[79] - عيسى ، د. احمد عيسى – معجم الأطباء ص 265 – 266 .
[80] - الدوري ، تقي الدين عارف – صقلية علاقتها بدول البحر المتوسط الإسلامية ص 253 . نقلاً عن السلفي– أخبار بعض من مسلمي صقلية ص 89 .
[81] - الخطابي ، الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية ج2 ص 59 ( نقلاً عن دائرة المعارف الإسلامية                 1 /547 – 549  ).
[82] - القفطي ، أنباه الرواة ج2 ص 220 –221 .
[83] - السامرائي ، مختصر تاريخ الطب ج2 ص 402 / نقلاً عن ( Campll- Arab  Medicine   1/ 107 ).
[84] - الدوميلي ، العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي ص 454 – 455 .
[85] - رينو ، جوزيف – تاريخ غزوات العرب في فرنسة وسويسرة وجزائر البحر المتوسط ص 296 .
[86] - اقرأ عنه الدوميلي ص 438 – 440 ، برنارد لويس ص 4 – 5 .
[87] - بوردينك ، التقاليد الجامعية وأثر العرب في تكوينها – مقال ترجمة د. احمد صالح العلي – مجلة المعلم الجديد ، الجزء الثالث ، السنة 13 ، 1950 ، ص 67 – 68 .
[88] - يونغ ، لويس – العرب وأوربا ، ترجمة ميشيل أزرق ، ص 120 .
[89] -الدوميلي ، ص 457 .
[90] -الدوميلي ، ص 457 .
[91] - اقرأ عنه الدوميلي ص 458 ، السامرائي ، مختصر تاريخ الطب ج2 ص229 .
[92] - مايرز ، الفكر العربي والعالم الغربي ص 112 .
[93] - مظهر ، جلال – حضارة الإسلام ص 527 – 528 .
[94] - مايرز ، الفكر العربي والعالم الغربي ص 115 .
[95] - الدوميلي ص 451 . 
[96] - السامرائي ، مختصر تاريخ الطب ج2 ص 213 .
[97] - مايرز ، ص 117 .
[98] - كرد علي ، محمد – أثر المستعربين من علماء المشرقيات في الحضارة العربية ، مقال مجلة المجمع العلمي العربي – دمشق ج10 ، م7 ،1927 .
[99] - العلوجي ، الطب العراقي ص 528 .
[100] - الدوميلي ، ص 440 – 441 .
[101] - سيزكين ، ص 22 .
[102] - محمد ، د. محمود الحاج قاسم – الطب عند العرب تاريخ ومساهمات ص 392 .

Previous Post Next Post