الخصائص الجوهرية لمنظومة النقل متعدد الوسائط
تقــــديم:
فرضت ثورة تحوية البضائع التى بدأت فى الستينيات من  القرن الماضى تغييرات جذرية فى صناعة النقل وسرعان ما أصبحت وسيلة نقل البضائع العامة داخل الحاويات هى الطريقة المثلى لنقل هذه النوعية من البضائع بين الدول المتقدمة كما أنها بدأت تأخذ طريقها بين الدول النامية.
ولقد ساعدت تحوية البضائع على تطور أنظمة النقل من أماكن الإنتاج فى دولة ما إلى أماكن التشغيل أو الإستهلاك فى دولة أخرى بإستخدام أكثر من وسيلة نقل يتولى تدبيرها متعهد نقل بموجب عقد نقل متعدد الوسائط بحيث يأخذ هذا المتعهد على عاتقه مسئولية إستلام البضاعة فى بلد المنشأ والقيام بنقلها بأكثر من وسيلة نقل واحدة حتى تصل إلى مكان المستلم النهائى فى بلد آخر فى الموعد المتفق عليه مع المحافظة عليها وذلك مقابل أجر يتفق عليه مع صاحب هذه البضاعة.
وغالباً ما يكون النقل البحرى هو الواسطة الرئيسية للنقل متعدد الوسائط، كما أن الحاوية هى وحدة الحمولة النمطية فى معظم الشحنات وأن سفينة الحاويات هى وسيلة النقل الرئيسية فى الرحلات البحرية خصوصاً للمسافات الطويلة بين قارات العالم.
ويعتبر النقل متعدد الوسائط فى جوهره نظام قانونى جديد لنقل البضائع وليس نظام أو واسطة نقل جديدة تضاف إلى أنظمة النقل أُحادية الواسطة كالنقل البحرى والنقل البرى والنقل الجوى والنقل النهرى وكلها موجودة من قبل فالجديد ليس النقل ذاته ولكن النظام القانونى الذى يحكم ويربط بين تلك الأنظمة أو بعضها فى عقد واحد هو عقد النقل متعدد الوسائط.
وفى مجال النقل متعدد الوسائط تنقسم العلاقات التعاقدية بين الأطراف المعنية إلى علاقات تربط مرسلى البضاعة ومتعهد النقل المتعدد الوسائط من ناحية، وعلاقات تربط بين هذا الأخير بمقاولى النقل من الباطن الذين يستعين بهم لتنفيذ عقد النقل متعدد الوسائط من ناحية أخرى.
وفيما يتعلق بالقسم الأول من هذه العلاقات فقد حاولت الهيئات الدولية المهتمة بالنقل جاهدة إرساء قواعد قانونية موحدة للنقل المتعدد الوسائط أهمها التوصل إلى إتفاقية الأمم المتحدة للنقل متعدد الوسائط للبضائع عام 1980 وإصدار مؤتمر التجارة والتنمية (الأونكتاد) قواعد إختيارية UNCTAD/ICCRulesبشأن وثائق النقل الدولى متعدد الوسائط عام 1991 وأخيراً إتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولى للبضائع عن طريق البحر كلياً أو جزئياً المعروفة بإسم "قواعد روتردام فى عام 2009"[1]، أما القسم الثانى من هذه العلاقات التعاقدية فيخضع للإتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية السارية الخاصة بنقل البضائع بحراً، أو جواً، أو براً، أو نهرياً وتختص كل وساطة من هذه الوسائط بنظام قانونى خاص بالمسئولية.
وقد تأثر النقل متعدد الوسائط بالتطورات المتلاحقة فى مختلف العلوم والتكنولوجيا مثل ثورة الحاويات وثورة الإتصالات وتبادل المستندات إلكترونيا، وبناء وتجهيز وسائل النقل والإدارة اللوجستية وأنظمة التوزيع والتسويق والجودة الشاملة وظهور وثيقة النقل متعدد الوسائط التى يتم تبادل بياناتها إلكترونياً، كما ظهرت أيضاً عقود جديدة فى هذا المجال مثل عقد تبادل البيانات إلكترونيًا.
وقد أدى تطور النقل متعدد الوسائط إلى توسع سريع فى نظام الإنتاج متعدد الجنسيات وأصبحت القرارات المتعلقة بالأيدى العاملة والمواد الخام ومواقع الإنتاج وشبكات النقل والتوزيع والأسواق ومدد التوريد تقوم على إعتبارات عالمية، كما أصبح الإستهلاك أيضاً عالمياً تتنافس فيه المنتجات البديله "فى ظل منظمة التجارة العالمية" الأمر الذى يتطلب مزيداً من التحكم فى تكاليف الإنتاج والنقل بهدف تخفيضها وتحقيق التميز التنافسى فى الأسواق العالمية، وأصبحت قيمة السلعة تقاس طبقاً للجودة والثمن وزمن التسليم، وقد نشأ من عولمة الإنتاج والإستهلاك متطلبات جديدة فى مجال النقل والتوزيع تتمثل فى الحاجة إلى زيادة السرعة والثقة والأمان وخفض التكاليف وتنوع وسائط النقل الدولى وهى متطلبات لا يمكن تحقيقها عن طريق النقل المجزأ بل عن طريق النقل متعدد الوسائط.
1- أهداف وملامح ومزايا النقل متعدد الوسائط
يهدف نظام النقل متعدد الوسائط إلى ضمان إنسيابية ومرونة حركة البضاعة خلال سلسلة نقل متكاملة بالسعر المناسب وفى الوقت المطلوب مع ضمان وصول البضاعة للمستهلك النهائى بحالة جيدة.
ولاشك أن إدخال نظام النقل متعدد الوسائط بالدول العربية سيساعد على تدفق التجارة البينية بينها فى سهولة ويسر وبتكلفة منخفضة إذا ما قورنت بالنقل أُحادى الواسطة، كما سيساهم فى تسهيل عمليات صادرات هذه الدول مع العالم الخارجى لزيادة قدرة المصدرين على البيع المباشر فى الأسواق الخارجية طبقاً لمخطط بالغ الدقة يوائم بين الإنتاج والمبيعات والتوزيع مع توافر مستمر للمعلومات.
كما يساعد النقل متعدد الوسائط على تطبيق قواعد وأُسس إدارة اللوجستيات التى تعنى تخطيط وتنفيذ ومراقبة التدفق والتخزين الكفء والفعال للبضائع وما يتعلق بها من معلومات بأقل تكلفة وذلك من نقطة المنشأ إلى نقطة الإستهلاك بغرض تلبية طلبات العملاء، وهى تتضمن فى جوهرها عناصر النقل والتوريد والتوزيع، والأصل أنه يقع على عاتق المصدرين بالدول العربية عبء ترتيب نقل وتوزيع المواد الخام والسلع المنتجة وعليهم فى نفس الوقت أن يكونوا ملمين بالخيارات المتاحه لإتجاهات التوزيع وما تنطوى عليه من تكلفة كذلك أن يعوا العلاقة بين الإنتاج والمبيعات والتوزيع لكى يوائموا بينها، فهناك علاقة بين التوزيع الأمثل وكمية المخزون من السلعة التى يلزم الإحتفاظ بها، وبداهة فإن المخزون يعتبر عاملاً هاماً فى كل مرحلة من مراحل الإنتاج والتوزيع، أى منذ بدء شراء المواد الخام حتى إتمام تصنيع وتجهيز وتوزيع السلعة، فالمخزون الزائد عن الحاجة يعطل جزءاً من رأس المال العامل ويشغل مساحة زائدة فى المخزن أو الساحه، كما أنه قد يعرض السلعة المخزنة للتلف ومن هنا تظهر أهمية تطبيق قواعد علم إدارة اللوجستيات بإعتبارها إحدى الدعائم الرئيسية للنقل متعدد الوسائط، بحيث يمكن عن طريقها ضبط مستوى المخزون إلى الحد الأدنى بما يؤدى إلى تخفيض تكاليف الإحتفاظ بمخزون كبير من البضائع إنتظاراً لتصريفها.
ويقدر البعض أن الأنشطة اللوجستية بالدول النامية تتكلف ما بين ضعفين أو ثلاثة أضعاف تكلفتها بالدول المتقدمة، وتشكل تكاليف اللوجستيات 20% من إجمالى الناتج القومى على مستوى العالم، وقد إستطاعت الدول المتقدمة خفض هذه التكاليف من 15% من إجمالى مبيعاتها عام 1987 إلى 7% عام 2003 فى حين مازالت هذه النسبة فى حدود 30%فى الدول النامية، ومن الملاحظ أن معظم هذه الدول لم تتنبه إلى خطورة عدم كفاءة الأنشطة اللوجستية لتجارتها بما يؤدى إلى زيادة معدلات التضخم وإلى ضعف القدرة التنافسية لمنتجاتها وما يترتب على ذلك من تأثير سلبى على ميزانها التجارى وكذلك على ميزان مدفوعاتها لأن الجزء الأكبر من تكلفة هذه الأنشطة يدفع بالعملات الأجنبية.
وتشكل خدمة النقل في الولايات المتحدة  بحوالى 46% من إجمالى التكاليف اللوجستية، وأهم العوامل التى تؤثر على تكاليف النقل هى تلك المرتبطة بخصائص السلعة من حيث قابليتها للتلف السريع ومعامل تستيفها وسهولة أو صعوبة تداولها وقيمتها، كما تؤثر العوامل المرتبطة بظروف السوق فى إرتفاع أو إنخفاض تكلفة النقل من حيث مسافة ومخاطر النقل إلى السوق والقوانين والقرارات الحكومية المفروضة على وسائل النقل وموسمية السلعة ودرجة المنافسة.
ولاشك أن تطبيق نظام النقل متعدد الوسائط فى الدول العربية سيساعد على تفعيل إقامة السوق العربية المشتركة وإبرام إتفاقيات ثنائية للتبادل التجارى من خلال إنشاء مناطق تجارة حره وإنشاء لجان وظيفية لتسهيل النقل والتجارة بين الدول العربية وتبادل المعلومات والمستندات إلكترونياً والتوسع فى تطبيق التجارة الإلكترونية وتعاون الدول العربية فى مجال نقل البضائع بحراً وبراً وجواً.
(1)              يولد النظام درجة عالية من المهنية في كل مراحل النقل، كما يشجع الشاحنين على أن يقوموا بالحجز المسبق للسعات المكعبة لشحناتهم، ربما بشهور مقدما. ونتيجة لذلك فأن تسهيل التخطيط الجيد والأتاحة الفعالة لكل موارد النقل متعدد الوسائط وتسهيلاته يصبح أمراً ممكنا - وبالأضافة لذلك فأن التواصل الالكتروني الميسر مع الناقل يخلق حوارا أيجابيا ومستمرا ما بين الشاحن والناقل.
(2)              يشجع الأستخدام الفعال لكل البنية التحتية لنظم النقل متعدد الوسائط بكافة جوانبها على الأستثمار من جانب كل من الناقل والشاحن (المصدر والمستورد) وبصورة عامة فأن دلك يولد روح الشراكة والتفاهم الأيجابي بين الشاحن والناقل.
(3)              يعتبر النقل متعدد الوسائط القاطرة التي تقود التنمية، فهو يقرب البائع إلي المشتري أكثر وأكثر، كما يمكن الأعمال الدولية من التدفق دون أى عقبات أو عوائق من خلال تنامي روح التفاهم والمشاركة في الأفكار والمفاهيم والأرتفاع لأعلي المستويات المهنية والأحترافيه في العمل- والواقع أن منظومة النقل متعدد الوسائط تعد امتدادا طبيعيا لسلسة أمداد المصانع ومن ثم فأنها تولد الرغبة العميقة لدي المصنعين في التخطيط لفتح الأسواق العالمية لمنتجاتهم .
(4)              تعتبر منظومة النقل متعدد الوسائط مثالاً إيجابيا للتنافسية من خلال تقديم اسعار تنافسية للنقل من الباب للباب أومن المخزن للمخزن – الأمر الذي يمكن الشاحن من المتابعة الدائمة لتكاليف التوزيع الدولي وعقد المقارنات بين الطرق البديلة علي أساس القيمة المضافة.
(5)              يسعي مشغلي سفن الحاويات ومقدمي خدمات النقل للعمل من خلال مراكز لوجستيه في المناطق المختلفة كما يسعون لتقديم خدمة متكاملة من الخدمات مصممة خصيصا لكي تلي الاحتياجات الفردية لكل عملائهم، وتشمل هذه الخدمة المتكاملة تخزين البضائع في المخازن المجمعة أوالحرة وإدارة المخزون، وتنفيذ طلبات العملاء والتجميع وإدخال التعديلات المطلوبة علي المنتجات حسب رغبات العملاء والتعبئة والتوزيع الداخلي أوالدولي وأعداد وتنفيذ مستندات الجمارك ...الخ.
(6)              تحت رعاية الغرفة الدولية للتجارة (ICC) وغيرها من الهيئات الدولية الأخري تم تفعيل كود مشترك للمسئوليات وأنهاء المستندات المطلوبة لعمليات النقل الدولية يتم العمل به حاليا، وهوالأمر الذي ولد ثقة هائلة فيما تقوم به منظومة النقل متعددالوسائط من خدمات ويشمل ذلك العديد من الأمثلة مثل قواعد مستندات النقل متعدد الوسائط الصادرة من الاونكتاد وغرفة التجارة الدولية لعام 1991(UNCTAD / ICC) والتي استخدمت لعمل بوليصة الشحن الخاصة بالنقل متعدد الوسائط (FBL) أوالــ(FIATA)، وايضا وثيقة المصطلحات التجارية المستخدمة في النقل الدولي(INCOTERMS) لعام 2010 وايضا الوثيقة الموحدة للجمارك والممارسات الخاصة بالوثائق الأئتمانية رقم 600 والمعروفة باسم ICCUSP NO.600(1).
(7)              خلق نظام النقل متعدد الوسائط مناخا جديدا في مجال التوزيع الدولي وهوالمناخ الذي يحدده السوق والذي قام بخلق شراكات قوية ما بين الناقل والشاحن ومن المجالات الخاصة التي نالت اهتماما كبيرا الحفاظ علي جداول ومواعيد الرحلات والعمل علي تحسينها لخدمة العملاء، مما ادي إلي تقليل الزمن الذي يظل فيه رأس المال المستثمر في البضائع في مرحلة الأنتظار لحين النقل،كما قام بالأسراع في جدول شبكات التوزيع، الأمر الذي نتج عنه تحسين القيمة المضافة وتوفير ربحية أكبر وخدمة أفضل للمستورد وخاصة بالنسبة للمنتجات الخاصة بالغذاء وايضا المنتجات فائقة التقنية ذات معدل الوزن المنخفض أوالخفيف.
ومن ثم فقد كان المتبع في الماضي أن يقوم المشغل بتوفير الخدمة والبينة الأساسية، أما اليوم فإن الشاحن – من جانبه يسعي باستمرار لتحسين وأختراق الاسواق الجديدة، في الوقت الذي يستجيب له الناقل بأيجابية عالية.
(8)              تمثل منظومة النقل متعدد الوسائط قوة دافعة هائلة لدور الموانئ البحرية والمطارات الجوية- فعلي مستوي العالم كله تقوم هيئات الموانئ بتطوير موانيها وخلق المراكز الصناعية والتجارية والمناطق الحرة بها، في نفس الوقت الذي تبادر فيه هيئات الموانئ بتشجيع مشغلي البنية الأساسية للمواني- وفي هذا الصدد فإن هؤلاء المشغلين يمثلون القاعدة القوية الفعالة التي يعتمد عليها في تطوير وتحسين شبكات منظومة النقل متعدد الوسائط وامثلة ذلك نجدها في موانئ سنغافورة ودبي وكلانج وروتردام.
وبشكل عام فإن هيئات الموانئ تركز علي تنسيق أنشطتها وتطوير استراتيجيتها بمعدل غير مسبوق، خاصة فيما يتعلق بإعادة الشحن بالاسواق البحرية/ الجوية.
وبالمثل فإن ملاك السفن يقومون ببناء سفن حاويات أكبر وأكبراستجابة لنمو نمط النقل القائم علي التوقف في ميناء واحد، ومن ثم فإنهم يستخدمون نظم الشبكات والموانئ البحرية وذلك لتحسين وخفض الزمن الكلي لإعادة شحن البضائع ولزيادة الكفاءة.
(9)              هناك تغير كبير في الوقت الحاضر في النمط السائد للتوزيع الدولي حيث أنخفض حالياً معدل النقل بكثير من ميناء لميناء كما أزداد في النقل متعدد الوسائط مما ساعد كثيرا علي التخفيف من مشاكل تكدس الموانئ وأدي الي التنافس في انشاء المواني الجافة ومناطق التجارة الحرة وانشاء المراكز المحلية للتحكم في جمارك الواردات والصادرات.
ومن ثم فأن ذلكقد خلق رؤية جديدة مليئة بالحماس والألتزام لكل مستويات سلاسل الأمداد بهدف تطوير وتحسين مزايا القيمة المضافة بدأت في البزوغ لكل من المصدر والمستورد باستخدام منظومة الشبكات المحورية.
(10)         من المهم للغاية استخدام ابحاث ودراسات السوق لتحسين منظومة النقل متعدد الوسائط، بما يتطلب التسويق المستمر والمتواصل للشبكة بما في ذلك المواصفات الفنية للسلع، والتغيير المستمر في تدفق الحمولة بالأطنان بالنسبة للمنشأ والمقصد النهائي، وتحسين وخفض زمن إعادة الشحن وما إلي ذلك.
(11)         الكل سواء في منظومة النقل متعدد الوسائط التي تقدم خدماتها لكل من الشاحن الصغير والشاحن الكبيرعلى حد سواء وبالمثل للشحنة كاملة الحمولة من البضائع المجمعة حسب طلب وأحتياج العميل.
(12)         تقوم منظومة النقل متعدد الوسائط بفتح وتنمية الأسواق الجديدة، كما تحسن من جودة المنتجات / السلع، وترفع من معدل الحمولات المنقولة وتخفض من زمن الانتظار، كما تقلل من التعبئة وتساعد علي نمو وتصاعد أسواق مستهلكي السلع فائقة التقنية وسريعة الحركة.
وبالأضافة لذلك فإنها تقرب من الثقافات والأعمال الدولية سواء علي مستوي الأهداف أوالأيدولوجية.
(13)         ضمان إنسيابية ومرونة حركة البضاعة خلال سلسلة نقل متكاملة بالسعر المناسب فى الوقت المناسب مع ضمان وصول البضاعة للمستهلك النهائى بحالة جيدة مما سيساعد على تدفق التجارة العربية البينية فى سهولة ويسر وبتكلفة منخفضة إذا ما قورنت بالنقل أُحادى الواسطة.
(14)         تسهيل عمليات صادرات الدول العربية مع العالم الخارجى لزيادة قدرة المصدرين على البيع المباشر فى الأسواق الخارجية طبقاً لمخطط بالغ الدقة يوائم بين الإنتاج والمبيعات والتوزيع مع توافر المعلومات بصفة مستمرة.
(15)         يساعد النقل متعدد الوسائط على تطبيق قواعد وأُسس إدارة اللوجستيات التى تعنى تخطيط وتنفيذ ومراقبة التدفق والتخزين الكفء والفعال للبضائع وما يتعلق بها من معلومات بأقل تكلفة وذلك من نقطة المنشأ إلى نقطة الإستهلاك بغرض تلبية طلبات العملاء فى الوقت المناسب وبالسعر المناسب وبالكمية المناسبة مع ضمان وصول البضائع سليمة وبحالة جيدة.
(16)         تطبيق قواعد وأُسس إدارة اللوجستيات بإعتبارها إحدى الدعائم الرئيسية للنقل متعدد الوسائط بحيث يمكن عن طريقها ضبط مستوى المخزون إلى الحد الأدنى بما يؤدى إلى تخفيض تكاليف الإحتفاظ بمخزون كبير من البضائع إنتظاراً لتصريفها تطبيقاً لمبدأ  الانتاج في الوقت المناسب Just in Time.
(17)         تطبيق نظام النقل متعدد الوسائط فى الدول العربية سيساعد على تفعيل إقامة السوق العربية المشتركة وإبرام إتفاقيات ثنائية للتبادل التجارى من خلال إنشاء مناطق تجارة حرة وإنشاء لجان وظيفية لتسهيل النقل والتجارة بين الدول العربية وتبادل المعلومات والمستندات إلكترونياً والتوسع فى تطبيق التجارة الإلكترونية وتعاون الدول العربية فى نقل البضائع بحراً وبراً وجواً.
2-    لماذا يفضل الشاحنون النقل متعدد الوسائط؟
توضح الاعتبارات التالية الأسباب التي تدفع الشاحنين لتفضيل النقل متعدد الوسائط.:
(1) الخدمة يمكن الاعتماد والتعويل عليها من حيث معدل تردد الرحلات ومن حيث تنافسية الأسعار، كما أن البضائع تصل إلي المقصد النهائي لها من خلال برنامج زمني محدد يشمل وسائط النقل المتعددة المستخدمة في النقل وكذلك المتعهدين من الباطن الذين يباشرون أعمالهم في الدول المختلفة.
(2) تتسم الكثير من الشركات العاملة في مجال النقل متعدد الوسائط بملامح الشبكة الكونية المرتبطة بسلاسل الأمداد أو سلاسل تجارة التجزئة وأحيانا ما تتضمن سلسلة الأمداد مصنع خاص بالتجميع يخدم السوق المحلية، بينما قد تعمل سلاسل تجارة التجزئة علي القيام بشراء المنتجات من الأسواق الخارجية عبر البحار والمقصود هنا بتاجر التجزئة هو كل من يعمل في تجارة التجزئة مثل المحل التجاري أو المصانع أو المستهلك ... الخ.
(3) يتيح نظامالنقل متعدد الوسائط للشركات أن تنفذ توقيتاتها العالمية على أساس:"فى الوقت المطلوب بالضبط" وذلك عندما تتبنى جداول زمنية متكاملة ومحددة تربط بين مخازن الشاحن وبين مراكز التوزيع – ولهذا فان منظومة النقل متعدد الوسائط تعد منظومة مثالية فى هذا الشأن للدرجة التى تجعل بعض الشركات تنظر الى النقل متعدد الوسائط على أنه الذراع القوية لتوزيع منتجاتها من خلال تلقى الطلبات مباشرة بالوسائط الالكترونية.
(4) خدمات نظام النقل متعدد الوسائط هى خدمات مهمة خصيصاً يتم تنفيذها طبقا لاحتياجات العملاء سواء على مستوى التجارة / السلع، ولهذا السبب فهى تخدم السلع والمعدات عالية التقنية كما أن النظام يوفر ضمانات كافية كفيلة بحماية البضائع أثناء نقلها ووصولها الى مقصدها النهائى فى حالة ممتازة سواء أكانت هذه البضائع مجمدة او قابلة الكسر او من المنتجات الكهربائية ذات التقنية الفائقة.
(5) يقلل النقل متعدد الوسائط الى الحد الادنى خسارة الوقت ومخاطر فقدان البضائع وأعمال السرقة والتلف وأى عوار قد يصيب البضائع المنقولة فى نقاط إعادة الشحن بوسائط النقل المتعددة شريطة أن يتم تخطيط كل عمليات النقل متعدد الوسائط تخطيطاً جيداً وأن يتم التنسيق والترابط بين هذه العمليات بأتقان شديد بحيث تكون هذه العمليات بمثابة عملية واحدة متكاملة الجوانب . وفي هذه الصدد يجب على مشغل النقل المتعدد الوسائط أن يتابع عن كثب كل روابط اتصالاته وأن ينسق تبادل البيانات وأن يرقب ويتابع تدفق البضائع بسلاسة ويسر عبر نقاط اعادة شحنها.
(6) يفضل المنتجين والبائعين الا يشغلوا أنفسهم بتفاصيل عملية النقل الخاصة بمنتجاتهم وسلعهم وذلك بأن يعهدوابذلك الاخر للناقلين المحترفين والمتخصصين وذلك حتى يتفرغ هؤلاء المنتجين بشكل أساسى لأنشطتهم المهنية من خلال تعهيد الانشطة غير الاساسية للمتعهدين الخارجيين.
(7) يقوم الشاحن بمقابلة ناقل واحد فقط وهو فى هذه الحالة مشغل النقل متعدد الوسائط أومقدم خدمات النقل المتكاملة وهو الشخص المسئول عن البضائع ونقلها من الباب الى الباب بمقتضى وثيقة واحدة من خلال مسئوليةمحددة للناقل ومن خلال خدمة رصد وتتبع الكترونى واحدة ومن خلال سعر نولون واحد لكل عملية النقل ومن خلال عقد تأمين واحد على البضاعة المنقولة من نقطة الاستلام الى نقطة التسليم.
ومعنى ذلك أن المرسل اوالشاحن يتعامل مع مشغل النقل متعدد الوسائط فقط فى كل الامور المرتبطة بنقل البضائع بما في ذلك تسوية المطالبات المتعلقة بفقدان او تلف البضائع أو تأخير التسليم فى المقصد النهائى المحدد لوصولها.
(8) فى منظومة النقل متعدد الوسائط تكون المستندات والوثائق المطلوبة فى حدها الادنى حيث أن هناك وثيقة واحدة هى بوليصة الشحن كما أن سعر نولون النقل هو سعر شامل وواحد بالاضافة الى وثيقة تتضمن كافة الاشتراطات والقواعد الخاصة بالنقل وطبقا لذلك ليسهناك عبئ اصدار وثائق ومستندات متعددة بالاضاقة الى الامور الرسمية الاخرى المرتبطة بكل قطاع اوجزء فى سلسلة النقل وبمعنى آخر فانه المستندات المطلوبة تكون فى الحد الادنى لهافى منظومة النقل متعدد الوسائط.
(9) تركز حاليا العديد من الشركات بشكلأكثر على التوزيع العالمى كعنصر هام فى مجال أنشطة الاعمال الدولية وتحدد مثل هذه الشركات بشكل خاص مركزين للربحية هما : الصانع / سلسلة المنتجات وسلسلة التوزيع من نقطة الامداد الى المقصد النهائى الخارجى عبر البحار.
(10)                   تدرك الشركات التى تستخدم شبكة النقل متعدد الوسائط كسلسلة امداد أهمية زمن اعادة الشحن فى النقاط المختلفة والاثر البالغ لربط رأس المال واحتجازه فى هذه النقاط ولذلك فان تسريع زمن اعادة الشحن كفيل يربط وتنسيق وصول الامدادات وإلى مصانع التجميع الواقعة فى الدول المختلفة وارتباطها الوثيق ببعضها البعض مما يقلل من تجميد رأس المال المستثمر أثناء عملية النقل – وطبقا لذلك فان اعادة الشحن السريعة للبضائع تجعل من الممكن على منظومة النقل متعدد الوسائط أن تتجنب عيوب البعد عن الاسواق النائية وتجميد رأس المال.
(11)                   من العناصرالاساسية فى هذا النظام توافر المستندات المحددة فى NNOCC والخاصة بمخازن محطات الاستقبال البحرية – والعديد من هذه التسهيلات يشمل استخدام اسلوب قراءة رموز التشفير كما يشمل أيضا توافر التسهيلات لأغراض خاصة لاستقبال البضاعة المتخصصة والمماثلة كما هو متوافرفي مراكز التوزيع وساحات التخزين.
(12)                   مازالت تكنولوجيا التحوية تتناهى وتتحسن حيث تحول السوق فى السنوات الاخيرة من كونه سوق للمنتجات الى سوق للمستهلكين وبحيث أصبح الشاحن هو العنصر المهيمن على تصميم وتطوير سوق التحوية .
(13)                   قامت عمالقة التحوية مثل : CGM- CMI وNedlloyed وخطوط حاويات Atlantic بتفعيل شبكة قوية من الادارات اللوجستيه ترتبط بفروعها العالمبة وذلك بهدف تقديم المساعدة لعملائها ولخدمة هؤلاء العملاء فى انشاء أفضل الاليات ذات الكفاءة الاقتصادية للتوزيع من خلال النقل الامثل للبضائع.
(14)                   أدى تطور السوق المشتركة الواحدة داخل الاتحاد الاوروبى الى تنسيق الجمرك الشامل داخل الاتحاد مما أتاح لرجال الاعمال توافر سوق ضخم واحد لا يحده اى عوائق اوعقبات تجاربة.
وينطبق ذلك بالمثل على منطقة التجارة الحرة لشمال أمريكا (NAFTA) والتى تشمل كندا والمكسيك والولايات المتحدة الامريكية، علما بأن مثل هذه المناطق التجارية الهائلة تفضل بقوة استخدام منظومة النقل متعدد الوسائط التى تزيل كافة الحدود الدولية، الامر الذى ينمى ويدفع مراكز التوزيع التى يقودها السوق والتى تعمل من خلال الموانى المحورية والشبكات الرابطة بين مختلف دول العالم.
(15)                   تتطلب أسواق السلع الاستهلاكية سريعة الحركة مثل المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية توافر شبكات توزيع على درجة عالية من التعقيد والكفاءة حيث تتضمن هذه الشبكات عمليات لوجستية معقدة مثل تلك المتوافرة فى الموانى المحورية والشبكات الرابطة للنقل، وهوالامر الذى يزيد من سرعة انتقال البضائع من نقطة نقل الى اخرى فى مراحل اعادة الشحن، كما يقلل من تكلفة المخزون كما يوفر خدمة هائلة للمستهلك وتحرك أسرع خلال سلسلة الامداد وصولاً الى المستهلك النهائى.
(16)                   قدمت خدمة تبادل المعلومات الكترونيا (EDT) خدمة جليلة للوجستيات التوزيع وحققت لها نقلة نوعية، فليس هناك حدود دولية أو فروق فى التوقيتات بالنسبة لها ومن ثم فانها تقدم آلية تحكم ومراقبة ومتابعة للأداء بالنسبة لعمليات نقل البضائع وكما سبق وذكرنا فان استخدام وأجهزة قراءةالترميز أوالتشفير فى العديد من شبكات التوزيع وذلك لتفعيل ومرور البضائع قد أضاف الكثير والكثير لمراحل النقل متعدد الوسائط.
(17)                   وفورات التكلفة الناتجة عن كل المزايا السابقة لمنظومة النقل متعدد الوسائط عادة ما تنعكس فى أسعار النولون الشاملة التى يتقاضاها مشغل النقل متعدد الوسائط وأيضا فى تكلفة التأمين على البضائع المنقولة وكلما تم نقل هذه الوفورات الى المستهلك النهائى كلما زاد الطلب على المنتجات والسلع وبالتالى على النقل – وبالاضافة لذلك فان المزايا الكامنة فى منظومة النقل متعدد الوسائط كفيلة بأن تخفض أيضا التكلفة الاجمالية للصادرات وتحسن من وضعها التنافسى فى الاسواق العالمية.
(18)                   ولكى ننهى هذا التحليل لمنظومة النقل متعدد الوسائط يجب علينا أن نؤكد أن التكنولوجيا الحديثة سوف تظل تلعب دوراً رئيسيا فى التنافس والتوسع المستمر لشبكات النقل متعدد الوسائط وهو الامر الذى سيمثل فى النهاية أداةهائلة تيسر نحو تطور التجارة الدولية.

[1]اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولى للبضائع عن طريق البحر كلياً أو جزئياً المعروفة بإسم "قواعد روتردام عام 2009)، تتعلق بالنقل البحري بالرغم من محاولة الفريق العامل الثالث تحويلها إلى اتفاقية نقل متعدد الوسائط إلا أنها بقيت اتفاقية خاصة بعقود النقل البحري سواء كان هذا النقل البحري يمثل كامل عملية النقل أو جزء منها ، وبالتالي لا يمكن اعتبارها من التنظيمات التي عنت بالنقل المتعدد الوسائط.

(1)وتعني UCP: الوثيقة الموحدة للجمارك والممارسات الخاصة بالوثائق الائتمانية.

Previous Post Next Post