العادات والتقاليد
من أهم ما يميز القرويين العرب في فلسطين، البساطة، والتعاون، والتكافل في شتى مجالات الحياة، علاوة على حرصهم على إكرام الضيف، ونصرة الضعيف، ومساندة المظلوم، ورعاية حق الحار، واحترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وزيارة المريض، ومواساة المصاب، والمشاركة في الأفراح.
وهكذا، تحظى العادات والتقاليد في أوساط القرية باحترام شديد، وفي حالات كثيرة أصبحت العادات كالقانون غير المكتوب، وعلى الجميع احترامها، وخاصة العادات المتعلقة بالعرض والشرف والمحافظة على حرمة الغير. وهنا لابد من الإشارة إلى أن المجتمع القروي لم يكن خاليا من عادات سيئة،ولكنه أيضا لم يحافظ عليها ، بل تركها لعامل الزمن والتطور والتعليم حتى أخذت تتلاشى شيئا فشيئا . ومن أشدها أثرا على حياة المجتمع والأفراد قضية الثأر . أما العادات المتعلقة بأمور حياتية كالمسكن ،والملبس ، والمأكل فقد طرأ عليها تغير كبير ، ولم يتمسك القرويون بها بل واكبوا التطور الحضاري دون المساس بالأساسيات.
ومن العادات والتقاليد المحببة في القرية التحية والمجاملة : فالتحية التقليدية السائدة : السلام عليكم وأحيانا إضافة : ورحمة الله وبركاته . وهذه تضفى شعورا بالأمن والأمان والاطمئنان . والصغير يبادر إلى طرح التحية على الكبير ، والقادم على المقيم ، والماشي على الجالس . ومن المتعارف عليه عدم جواز الغدر بعد طرح السلام ، ولا يجيز المجتمع الخداع في السلام. وهناك عدد كبير من عبارات التحية ،مثل قوّك والرد قوّاك الله أو قوّى الله عزا يمك وعواف أو عوافي والرد الله يعافيك.
ومن آداب المجاملة إذا مر رجل بجماعة أو فرد في عمل يبادرهم بقوله: " صح بدنك." ويكون الرد "صح دينك وإيمانك." وإذا وجدهم يجنون منتوجهم أو يرعون مواشيهم ، فعليه أن يقول:
"الله يزيد ويبارك أو الله يطرح البركة أو ما شاء الله أو اللهم صلي على سيدنا محمد والرد بارك الله فيك."
ومن أنواع التحيةالله يصبحك بالخير، سلامات ، صباح الخير ، مساء الخير. والردالله يسلمك ويسلم غاليك. كذلك ربما تعاد التحية نفسها الله يصبحك بالخير ، والله يمسيك بالخير.
ومن التقاليد الحميدةالمحافظة على حسن علاقات الجوار، ومراعاة حقوق الجار . والقرآن والسنة يحثان المسلم على احترام الجار وحقوقه والإحسان إليه . وهناك أمثال شعبية كثيرة تؤكد على هذه التقاليد والعادات الحميدة مثل جارك القريب ولا أخوك البعيد، الجار ما يستغني عن جاره والنبي وصّى على سابع جار.
ومن العادات أنه ينبغي على الساكن القديم أن يستقبل الساكن الجديد المجاور له استقبالا حسنا،ويساعده قدر استطاعته ، ويستضيفه ويظهر له كل مودة وترحيب . وبذلك يصبح بينهم "عيش وملح" وهي رمز للمؤاخاة .
ومن المجاملات في مناسبات مختلفة مثل زيارة المريض، والخارج من السجن، أو العائد من السفر، أو تهنئه بالنجاح أو الولادة وفي العزاء وغيرها .
للمريض:كيف انّك أو إنشاء الله راح السو والرد مانجيك في شر.
للخارج من السجن: كفارة والرد زالت.
للعائد من السفر: كل مرة بسلامة أوالحمد لله عالسلامة والردالله يسلمك.
للنجاح والولادة: ألف مبروك ، يتربى بعزك ، إنشاء الله تأكل من تعبه. والرد عقبال عندك وعند أولادك ،أو في حياتك.
وفي العزاء من عبارات المواساة لأهل الفقيد :
عظم الله أجرك، البقية في حياتك، اللي خلف ما مات، يسلم خاطرك ، الله يجعله أخر الأحزان. ومن الردود : حياتك الباقية ، يسلم دينك وإيمانك ، عمرك الباقي.
ومن الردود أيضاُ: إنشاء الله مانجيكو في مكروه ، والرد عليه من المعزي "ولا تراه."
ومن المجاملات في الأعياد : كل عيد وأنت بخير أو وأنت سالم ، إنشاء الله من العايدين الغانمين ، العيد الجاي وأنت على جبل عرفات ، العيد الجاي وأنت راجع من الحج ، والرد : إحنا وأنت إنشاء الله .
ومن مجاملات الحلاقة والاستحمام : نعيما والرد أنعم الله عليك.
وعند الانتهاء من الصلاة يقال : حرما والرد جمعا ،أو يتقبل الله والردمنا ومنّك.
ومن مجاملات الضيافة : أهلا وسهلا ، أنت في بيتك، زوادة الشبعان أربعين لقمة ، الكريم مايهاب الزاد ، تفضل مافي إشي من قيمتك.
ومن الردود : سلامة البيت وصاحبه ، الله يخلف عليك ، كفيت ووفيت ، الله يجعله دايما عمار، يسلم البيت وصاحبه ، الله يجعله دايما مفتوح للخير.

Previous Post Next Post