القيم
تواجه المجتمعات البشرية على المستويين –الإقليمي والعالمي– خطراً أكبر من الأسلحة الذرية والنووية، إنه خطر الزلازل الجارية في ميادين القيم وسوف يشهد القرن القادم اختفاء ثقافات وذوبان مجتمعات من خلال عمليات الانصهار والتحليل والتركيب الجارية في ميدان القيم(75) .
ويؤكد العديد من الباحثين، أن مشكلة تبلور الشخصية،  ترتبط إلى حدٍ بعيد بثقافة كل شعب والقيم التي يحملها ومفهومه عن المحرمات ونظرته إلى ما هو رفيع وإلى ما هو دنيء وهذه المجموعة من المواقف، تشكل قيم كل شعبٍ ولها احترام وقدسية عنده(76) .
وتلعب القيم دوراً كبيراً، في توجيه سلوك الفرد واتجاهاته فيما يتصل بما هو مرغوب فيه أو مرغوب عنه من أشكال السلوك، في ضوء ما تتضمنه القيم من قواعد ومعايير(77) كما أن التربية في حقيقتها عبارة عن " نسق من القيم، يسهم في تشكيل شخصية الفرد وضميره والوازع الداخلي الذي يضبط سلوكه "(78) .
وتعرف القيم من منظور إسلامي بأنها " مفهوم يدل على مجموعة من المعايير والأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية، بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته، يراها جديرة بتوظيف إمكانياته وتتجسد من خلال السلوك العملي أو اللفظي بطريقة مباشرة وغير مباشرة "(79)، وقد أولى قطب اهتماماً بالغاً بموضوع القيم وعالجها بدقة وعمق في مواضع عديدة من تفسيره ويمكن إجمال تصوره للقيم من خلال الجوانب الآتية :

أ) تصنيف القيم :

ب) القيم التي يُقاس بها الناس :
أن الميزان الذي أنزله الله للناس مع الرسل، ليقوموا به القيم كلها، هو التقوى فهي القيمة الوحيدة التي يرجح بها وزن الناس وهي قيمة سماوية بحتة، لا علاقة لها بمواصفات الأرض وملابساتها(93)، وينسجم ذلك مع قوله تعالى : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " (الحجرات، آية : 13) .
وينتقد قطب اهتمام الناس الزائد بقيم الحياة المادية كالمال والبنين والتي يتعبدون بها في الأرض ويَزِنُونْ بها الناس وفي المقابل يذرون القيم الحقيقية التي يفترض أن يوزن الناس على أساسها وهي الصالحات من الأعمال والأقوال والعبادات(94) .
كما يستنكر قطب سلوك الناس الذين يقيِّمون الآخرين بناءً على القيم المادية الظاهرة التي يرونها في أنفسهم، فيسخر الرجل الغني من الرجل الفقير والقوي من الضعيف وذو الأولاد من العقيم وتسخر الجميلة من القبيحة وهذه جميعاً مقاييس فاسدة ليس لها اعتبار في ميزان الله عز وجل(95)، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار بالمظهر العام وبين أن الله عز وجل لا يقيس الناس بمظاهرهم وأشكالهم وإنما يقيسهم بناءً على قلوبهم وأعمالهم " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "(96) .
وحينما يعم الفساد وتضطرب الموازين، ينصح قطب بالرجوع إلى تصور ثابت لميزان القيم، يستند إلى قاعدة أخرى غير التي اصطلح عليها في جيل من الأجيال، ألا وهي قاعدة الإيمان بالله، التي ينبثق منها الميزان الصحيح(97) .

ج) القيم بين الثبات والتغير :
القيم الإيمانية والإنسانية والأخلاقية، قيـم ثابتة وليست متغيرة لا تستقر على حال، كما يزعم الذين يريدون إشاعة الفوضى في الموازين، بحيث لا يبقى هناك أصل ثابت يُرجع إليه في وزن أو تقييم ويرى أن هذه القيم الثابتة، هي التي تنمي في الإنسان خصائصه التي ينفرد بها عن الحيوان(98) .
وأما القيم المتغيرة فهي القيم المادية المرتبطة بمتاع الحياة الدنيا محدودة الأجل والتي سرعان ما تزول وتفنى(99) .
ومن الطبيعي أن يكون في حياة المسلمين، قيم مطلقة ثابتة وقيم أخرى نسبية متغيرة، فالقيم الروحية والخلقية التي مصدرها وحي الله وشرعه، قيم مطلقة وثابتة في كل زمان ومكان لا تتغير ولا تتبدل كالتوحيد والصدق والعفو والعفة وبر الوالدين والإحسان إلى الجار وأما القيم المتغيرة، فهي قيم اجتماعية يصدرها المجتمع وتكون أقرب إلى الاتجاهات والعادات والأعراف منها إلى القيم وبالتالي تخضع للتغيير حسب ما يراه المجتمع(100) .
ومهما يكن فإن القيم المادية، ليست منفصلة عن القيم المعنوية (الإيمانية) ولا ينبغي أن تتعارض معها من منطلق أن الأولى مقاصد وغايات والأخرى وسائل .


مفهوم التغير الاجتماعي والثقافي :
يقصد بالتغير " التبدل من حال إلى حالٍ غير الأولى وهو بذلك حركة قد تكون إلى الخير وقد تكون إلى الشر "(104) .
ويمكن تعريف التغير الاجتماعي والثقافي بأنه عبارة عن " إحداث تحولات على بنية ووظائف الأنظمة الاجتماعية والثقافية بدون إصدار أي أحكام قيمية عليها " .
فالتغير الاجتماعي تحولات تحدث في النظام الاجتماعي، أي في بناء ووظائف المجتمع المتعددة والمختلفة، بينما يحدث التغير الثقافي في كل فروع الثقافة - المعرفة والمعتقدات والقيم والأخلاق والفن والعرف والعادات التي حصل عليها الإنسان لكونه في مجتمع(105) وأيّاً كان الأمر فإنه ليس بالإمكان، الفصل بين عناصر التغير الاجتماعي والثقافي، فإذا ما حدث تغيرٌ في واحد منهما، استدعى ذلك – غالباً - تغييراً في الآخر .
وقد أولى قطب اهتماماً كبيراً بموضوع التغير، من حيث مقاصده والمبادئ التي يقوم عليها ووسائله ويمكن بيان ذلك على النحو التالي :
أ) مقاصد التغيير :
يتحدث قطب بصورة مستفيضة عن الواقع الجاهلي الذي تعيشه البشرية اليوم والذي يظهر فيه التدهور الخلقي والانحلال الاجتماعي وتتآكل في ظله إنسانية الإنسان وتتحلل آدميته وهو يلهث وراء الحيوان ليلحق بعالمه الهابط(106) .
وقد تغلغلت الجاهلية في التقاليد والعادات والأخلاق والعلاقات، فهي نظام حياة مناقض للنظام الإسلامي وواقع متخلف(107) .
فالجاهلية –كما يراها قطب– عبارة عن " كل منهج تتمثل فيه عبودية البشر للبشر"(108).
وقد عبر عن هذا الواقع السلبي في حياة المسلمين الاجتماعية والثقافية، ما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حينما أخر أصحابه قائلاً لهم : "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم إن بعدهم قوماً يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السُمن "(109) .
وفي ضوء ما سبق، يحدد قطب الهدف من التغيير الذي ينشده بقوله : " إن مهمتنا الأولى هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه، هذا الواقع الذي يصطدم اصطداماً أساسياً بالمنهج الإسلامي وبالتصور الإسلامي والذي يحرمنا بالقهر والضغط، أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإلهي "(110) .
فالتغيير الذي ينشده قطب، يستهدف استبدال وجه العالم الحالي بعالم آخر، يُقر فيه سلطان الله وحده ويُبطل سلطان الطواغيت، إنه العالم الذي يولد فيه الإنسان الحر الكريم، المتحرر من العبودية لغير الله(111) .
وينتقد قطب بعض المفكرين، الذين يتصورون أن الواقع الجاهلي هو الأصل الذي يجب على دين الله، أن يطابق نفسه عليه وأن يغير في أحكامه، حتى يصبح مقبولاً لدى الآخرين(112) .
ويرى قطب أن تحقيق هذا الهدف، لا يكون بمجاراة الجاهلية والسير معها خطوات في أول الطريق، كما أنه لن يكون بمقاطعتها والانعزال عنها وإنما يكون من خلال المخالطة مع التمييز والأخذ والعطاء مع الترفع والصدع بالحق في مودة والاستعلاء بالإيمان في تواضع(113).
ويتضح مما سبق، أن التغير الذي يتطلع إليه قطب، هو تغير شامل يستهدف الأصول والفروع ويأتي على جميع مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية، كما يتبين أن منهج قطب في التغيير، قائم على الاعتدال والتوازن بعيداً عن التعصب الأعمى والانغلاق السلبي، على الرغم من إقراره بفساد الواقع الجاهلي واصطدامه مع دين الله .

ب) المبادئ التي يقوم عليها التغيير :
هناك جملة من المبادئ، التي ارتأى قطب ضرورة مراعاتها في عملية التغيير المنشودة وهي تنسجم مع طبيعة المنهج الإسلامي، ويمكن تلخيص أبرزها فيما يلي :
1- الاستبقاء على عناصر ثابتة :
فهناك سنن للحياة ثابتة، تتحرك الحياة في مجالها ولكنها لا تخرج عن إطارها والذين تشغلهم الظواهر المتغيرة عن تدبر الحقائق الثابتة، لا يفطنون لهذا القانون الإلهي الذي يجمع بين الثبات والتغير في صلب الحياة ومن ثم، فإن التطور المستمر لا يمنع أن تكون هناك قواعد ثابتة، فالثبات والتغير متلازمان في كل زاوية من زوايا الكون وفي كل جانب من جوانب الحياة(114) .
ومن الطبيعي في ضوء الإيمان بالقيم الثابتة المطلقة، أن يكون هناك عناصر ثابتة في الحياة لا تتغير، ذلك أن تغييرها يعني الانحراف عن منهاج الله وما من شك في أن المجتمع الإسلامي، في حاجة إلى التغير والثبات في آن واحد، فالتغير ضروري لمواكبة روح العصر المتجدد وتمكين الإنسان من التكيف معه وأما الثبات فهو الذي يحفظ على المجتمع تماسكه وهويته واستقراره .

2- التغيير عملية إنسانية تربوية :
ينتقد قطب تلك السلبية الذليلة، التي تفرضها المذاهب المادية على الإنسان، فتجعل منه عنصراً سلبياً إزاء الحتميات الجبارة، حتمية الاقتصاد وحتمية التاريخ وحتمية التطور، إلى آخر الحتميات التي ليس للكائن الإنساني إزاءها حول ولا قوة(115) .
وقد أكّد القرآن الكريم، على إرادة الإنسان ودوره في عملية التغيير سواءً كان ذلك في الاتجاه الإيجابي أو السلبي، ويتضح ذلك من خلال قوله عز وجل : " ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الأنفال، آية:53) . ويعقب قطب على الآية قائلاً : " إن من عدل الله في معاملة العباد، أنه لا يسلبهم نعمة وهبهم إياها، إلا بعد أن يغيروا نواياهم ويبدلوا سلوكهم ويقلبوا أوضاعهم ويستحقوا أن يغير ما بهم مما أعطاهم إياه . للابتلاء والاختبار من النعمة التي لم يشكروها ومن الجانب الآخر، يكرم هذا المخلوق الإنساني، حين يجعل قدر الله به ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله ويجعل التغيير القدري في حياة الناس، مبنياً على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم ومن هذا الجانب، تتبين فاعلية الإنسان في مصير نفسه وفي مصير الأحداث من حوله"(116).
ويشير (حسنه) إلى أن " اكتشاف دور الإنسان وفاعليته في منهج التغيير بدرجة كافية وحسم هذه القضية، أصبح من الضرورات الملحة للعقل المسلم، ذلك أن العقيدة الإسلامية، جعلت الإنسان مدار الحركة التغييرية ومحورها وأوكلت إليه مهمة التغيير والبناء وكلّفته بتحقيق الخلافة على هذه الأرض "(117) .
ولئن كان التغيير مسئولية الإنسان كفرد، إلا أنه كذلك سنة جماعية، وقد عبر عن ذلك قوله تعالى : " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد، آية : 110) .
فعلى الرغم من أن تغيير ما بالأنفس أساس تغيير المجتمع، إلا أن الفردية وحدها ليس لها حظٌ في التغيير الشامل، الذي يقوم على العمل الجماعي، وليس على أساس المجهودات الفردية غير المنسّقة والتي –أحياناً – ما تكون متضاربة، ولا تؤدي إلى الغرض المطلوب(118).
ومن هنا جاءت دعوة قطب، إلى تضافر الجهود والقوى والإرادات المخلصة وتعاونها جميعاً، حتى يحدث التغيير المنشود، فالفرد ما لم يفجر طاقته والمجتمع ما لم يستغل جميع أبناءه المخلصين، فلن يستطيع أن يخرج من وضعه السيئ إلى وضع أكثر رقياً، ذلك أن المجتمع الجاهلي لا يتحرك كأفراد وإنما يتحرك ككائن عضوي ومن ثم لا يمكن مواجهة هذا الكيان، إلا في صورة تجمع ولاؤه بعضه لبعض وإلا وقعت الفتنة في الأرض وحل الفساد فيها وطغت الجاهلية على الإسلام وذلك أفسد الفساد(119) .
وحتى تؤتي عملية التغيير أكلها –بصورتها الفردية والجماعية– يؤكد قطب على ضرورة الانطلاق من التربية كعامل أساس في التغيير القائم على بصيرة ويضرب مثالاً لذلك، الفترة المكية التي كانت فترة تربية وإعداد لقومٍ في بيئة معينة وقد كان من أبرز أهدافها، تعويد الفرد العربي على الصبر على ما لا يصبر عليه عادةً، من الضيم يقع على شخصه أو على من يلوذون به وتربيته كذلك على ضبط انفعالاته، فلا يندفع لأول مؤثر ولا يهيج لأول مهيّج وتربيته كذلك على أن يتبع مجتمعاً منظماً له قيادة يرجع إليها في كل أمر من أمور حياته ولا يتصرف إلا وفق ما تأمره وقد كان هذا، هو حجر الأساس في إعداد شخصية العربي لإنشاء المجتمع المسلم(120) ولا يقف دور التربية في عملية التغيير، عند تهيأة الأفراد لقبوله والتعامل الواعي مع برنامجه وإنما يتعدى ذلك الدور التوجيهي إلى دور تصحيحي ونقدي، وقد أشار (الرشدان) إلى دور التربية الحيوي، في فترة التغيير والمتمثل في إعادة البناء والفحص المستمر للآراء والأفكار والمعتقدات والمؤسسات(121) .

3- مرحلية التغيير وتدرجه :
يؤمن قطب بأن التغيير الناجح، يقوم على أساس مراعاة التدرج، فهو يبدأ بالفرد حين يغير ما بنفسه فيصبح داخله نظيفاً وقلبه صالحاً ويتبع ذلك تغيير الأسرة ثم المجتمع، حينما يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم فيغير الله ما بهم(122) .

4
ج) وسائل التغيير الاجتماعي والثقافي :
عرض قطب لجملة من وسائل التغيير الشامل نحو الأفضل، جميعها يقوم على أساس الإرادة الإنسانية والفعل البشري كما يسير وفق 
الإرادة الإلهية وتتلخص هذه الوسائل فيما يلي :
1- تصحيح العقيدة :
الإسلام – بطبيعته – لا يبدأ التغيير من المنطلقات المادية والدوافع الأولية والاحتياجات الآنية، فهي – مع أهميتها – تبقى تابعة للمنطلقات المعنوية، التي تشكل القوام الأساس لإنسانية الإنسان، لذلك يبدأ التغيير من ضبط المعتقدات، من خلال ربطها بخالقها وموجدها عز وجل، مما يحقق الارتقاء الروحي، الذي يقود القيم والسلوك في الاتجاه الصحيح(124) .
ويؤكد قطب على أن التغيير، يبدأ بتصحيح العقيدة واجتثاث التصور الاعتقادي الجاهلي من جذوره وبهذه الطريقة، يستمر الناس على التغير الإيجابي فلا يعودون إلى سابق وضعهم بعد أن عرفوا إلههم الحق، إذ بدون العقيدة لا ينجح مع الفطرة البشرية تهذيبٌ أو إصلاح(125) .
ويلحظ من خلال استقراء المرحلة المكية في الدعوة الإسلامية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، اهتم اهتماماً بالغاً، بغرس وترسيخ أصول العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين الأوائل وقد استغرق ذلك ثلاثة عشر عاماً حتى أتت هذه التربية ثمارها(126) .

2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
يؤكد قطب على أن التغيير لا يتحقق، ما لم تُوجد جماعة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فمنهج الله في الأرض، ليس وعظاً وإرشاداً وبياناً فقط ولكنه تحقيق للمعروف ونفي للمنكر من حياة البشر وصيانة تقاليد الجماعة، من أن يعبث بها كل ذي هوى وهذا التكليف ليس بالهيّن ولا البسيط ولا تفلح الأمة حتى يسود الخير فيها ويكون المعروف معروفاً والمنكر منكراً(127) .
ويكتسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قيمته التربوية، من خلال كونه متضمناً لأهم المعايير الإسلامية لتقويم السلوك الفردي والجماعي، كما أنه يهيئ الظروف الاجتماعية الصحية اللازمة لتربية الشخصية المسلمة(128) .

Previous Post Next Post