سلبيات مساوئ القافية

عيوب القافية
~~~~~~~~~~
   للقافية عيوب تقع فيها ، وقد احترز منها الأقدمون ، وعــابوا على خانته ملكته فوقع فيها 0
وعيوب القافية هي :
1ـ الإيطاء :
   أن تتفق القافـيتان في قصيدة واحدة ، فــإن اتفق اللفظ ، واختلف المعنى فهو جائز  (1)0
ومن ذلك قول المعري :
اصمت الشهور فهلا صـمت *** ولا صوم حتى تطيل الصموتا
ثم قال بعدها مباشرة :
أخو الراح إن قال قولا وجـد*** ت أحسن ما يقـول الصموتا
فقد أعاد الشاعر القافية 0
2 ـ السناد :
   اختلاف ما يراعى من الحروف والحركات قبل الروي ، ومنه سناد الردف كقول صالح بن عبد القدوس :
إذا كنت في حـاجـة مـرسلا *** فأرسل حـكيـما ولا توصه
وإن باب أمر عــليك التـوى *** فــشارو لبيبا ولا تعصه
   فالبيت الأول قافيته ( توصه ) مردفة ، وقـافية البيت الثاني
( تعصه ) غير مردفة ، فحـرف الواو في البيـت الأول ردف ، والصاد روي ، والهاء وصل ، ومن الملاحظ أن حـرف الـردف ذكر في البيت الأول ، ولم يذكر في البيت الثاني ، فــفي البيت الثاني عيب شان القافية ، وحطّ من قدرها ، وهذا ما أطلق عليه العروضيون سناد الردف 0
  3 ـ التضمين :
   ومعناه أن يعلّق الشاعر البيت بما بعده كقول الشاعر :
وهم وردوا الجفار على تميم *** وهم أصحاب يوم عكاظ أنّـي
شهدت لهم مواطن صادقـات *** شهدنا لهم بحسن الظن مني
   وقد عدّ النقاد التضمين عيبا يحط من قدر الشاعر، وينقـص من موهبته ؛ لأنهم اشترطوا في كل بيت أن يكون قائما بنفـسه في المعنى لا يرتكـز عـلى البيت التالي له ، فـكـل بيت وحدة مستقلة لا يتعلق معناه بمعنى البيت التالي له 0
   وإذا كان النقاد قد ذهبوا إلى أنّ تعلّق معـنى البيت الـثانـي بالأول يعد عيبا ، فإنّهم لم يعتبروا افتقار القافية في بيت ما بمـا بعده في تكميل الفـائدة مع استقـلال البيت الأول بنفسه عيـبا واعتبروه تعليقا معنويا كما في التفسير ، والنعـت ، والاستثناء والجار والمجـرور ارتباط شــيء من البيت السـابق ( عبر ) كلمة القافية بالبيت اللاحق فكـل ذلك ليس تضمينا ، فمكــمن العيب عندهم ألا يقوم البيت بنفسه في أداء المعنى (1)0
   4 ـ الإقواء :
   وهو أن تختلف حركة الروي في بيتين متتاليين بضم ، وكسر كقول النابغة الذبياني :
أمن آل مية رائـح أو معتدي *** عجلان ذا زاد وغير مـزود  
زعم البوارح أن رحلتنا غـدا *** وبذاك خبرنا الغراب الأسود
   فهنا نجد الإقواء متمثلا في الكسرة على الدال في البيت الأول والضمة على الدال في البيت الثاني 0
5 ـ الإصراف :
   هو اختلاف المجرى (حركة الروي المطلق) بالفتح ، والضم ، والكسر ، فالاختلاف من الفتح إلى الضم كقول الشاعر :
أريتك إن منعــت كلام يحيى*** أتمنعني على يحيى البكـاء
ففي طرفي على يحـيى سهاد *** وفي قلبي على يحيى البلاء   
والاختلاف من الفتح إلى الكسر كقول الشاعر :
ألم ترني رددت على ابن لـيلـى*** منيحـــته فعـجلت الأداء
وقلت لشاته لمـــــّا أتـتنا *** رماك الله من شـــاة بداء         
6 ـ الاكفاء :
   هو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخارج ، ومن ذلك 0
     أ‌-        اختلاف الصاد ، والسين كما في قول الشاعر :
إن يـأتني لــص فإنّي لص
أطــلس مثل الذئب إذ يعس
   ب‌-      اختلاف الغين ، والعين كما في قول الشاعر :
قبّحت من سالفة ومن صدغ
كأنها كشية خب في صقـع
ج اختلاف اللام ، والنون كم في قول الشاعر :
بنات وطـاء على خد الليل
لا يشكــين عملا ما اتقين
7 ـ الإجازة :
   هو اختلاف الروي بحروف متباعدة المخارج ، ومن ذلك :
أ‌)      اختلاف الراء ، والباء كما في قول الشاعر :
خليلي سيرا واتركا الرحل إنني *** بملكا والعــــاقبات تدور
فبينا يشري رحله قال قائــل *** لمن جمل رخو الملاط نجيب
ب‌)  اختلاف اللام ، والميم كما في قول الشاعر :
ألا هل ترى إن لم تكـن أم مالك *** بمـلك يدي إن الكفاء قليل
راى من خليليه جفاء وغلظــة *** إذا قام يبتاع القلوص ذميم  
ج) اختلاف النون ، والميم كما في قول الشاعر :
                     بني إن البر شيء هين
الكلم اللين والطعـيم(1)0

(1) طبقات فحول الشعراء 1/ 72 0
(1) حركات التجديد في الإيقاع الشعري 157 ، 158 0
(1) راجع :الوافي في العروض والقوافي 264 ، 265 0

Previous Post Next Post