النظريات المفسرة للعمل التطوعي  :إن النظريات المفسرة للعمل التطوعي تأخذ أبعاداً عدة وهي في مجملها تحاول تفسير سلوك الإنسان الذي يقوم به للعمل التطوعي ويمكن تناولها كما تناولها كل من (العنزي،2006م) (الشهراني،2006 م) (الباز،2002 م) كما يلي :
1- النظرية التبادلية EXCHANGE THEORY
أ-رواد هذه النظرية هم جورج هوماتس (Homans ,1974,16) وتتضمن هذه النظرية مجموعة من الفرضيات هي كما يلي :
-كلما كان هناك مكاسب من العمل أو النشاط الذي يقوم به الفرد زاد من احتمالية تكرار ذلك العمل.
-مراعاة عدم وجود فاصل بين القيام بالعمل وتحقيق المكاسب المعنوية والمادية.
-كلما زادت مكاسب الفرد من قيامه بعمل ما زادت من احتمالية قيامه بهذا العمل مرة أخرى .
-إذا كان هناك مؤثرات في الماضي أدت إلى وجود مكاسب للفرد فإن وجود مؤثرات مشابهة ستفع الفرد للقيام بالعمل السابق أو بعمل مشابه له .
-كلما كان تقييم الفرد لنتائج فعله أو نشاطه إيجابياً زادت من احتمالية قيامه بالفعل .
-حينما يؤدي الفرد عملاً ولا يحصل على مكاسب كما كان متوقعاً أو يوقع عليه عقاباً فإن احتمالية وجود سلوك عدواني كبيرة ، وإذا حصل على ما يتوقع يكون احتمالية قيامه بالسلوك المرغوب فيه مرة أخرى أكثر .
والخلاصة أن هذه النظرية تطبق على العمل التطوعي فالمتطوع الذي يحصل على مكاسب معنوية ومادية سواء من احترام المجتمع له وحبه له وتعاطفهم معه وتقديرهم له مع جوانب مادية يدفعه إلى مزيد من العمل التطوعي.
2- نظرية الدور  THEORY OF THE ROLE:وهذه النظرية تؤكد أن الدور يشكل أحد عناصر التفاعل الاجتماعي وهو نمط متكرر من الأفعال المكتسبة التي يؤديها الشخص في موقف معين وهذا يوضح الدور البارز الذي يؤديه المتطوع في تفعيل النشاط والعمل التطوعي والنهوض بخدماته لسد حاجات الأفراد والجماعات
والتطوع هنا يأخذ صور متعددة فقد يكون تبرعاً بالمال أو تضحية بالوقت كما يحدث في الجمعيات والمراكز الخيرية والأهلية والأندية الرياضية والثقافية ، وتظهر هذه النظرية مفهوم المركز الاجتماعي الذي يرى أن كل شخص من الذين يحتلون هذه المراكز يقوم بأفعال معينة أو يقوم بادوار ترتبط بالمراكز وليس بالأشخاص الذين يحتلون هذه المراكز وبما أن العمل التطوعي فيه إشباع لحاجة الأفراد والمجتمع على حد سواء فهو يعمل على سد الثغرات والنقص وبشكل أساسي في عملية التفاعل الاجتماعي القائمة بين الأفراد ،ومن مفهوم المركز الاجتماعي يمكن تفسير الدور الذي يؤديه القائمون بالعمل التطوعي انطلاقاً من دوافع الخير وهذا الدور في الأساس يقوى من المركز الاجتماعي للمتطوع ،ولقد استندت فكرة الدور الاجتماعي أو نظرية الدور في تفسير العمل التطوعي على مفهوم التوقعات المتصلة بالمراكز الاجتماعية وصنفت التوقعات إلى ثلاثة أنواع التوقعات الثقافية وتوقعات الآخرين وتوقعات المجتمع العامة.
3- النظرية البنائية والوظيفية  THEORY OF STRUCTURAL AND FUNCTIONAL  :وهي نظرية تحاول تفسير السلوك التطوعي الاجتماعي بالرجوع إلى تفسير النتائج التي يحققها هذا السلوك في المجتمع ،فالمجتمع في هذه النظرية يمثل أجزاء مترابطة يؤدي كل منها وظيفة من أجل خدمة أهداف الجميع ، وهذه النظرية ترى أن المجتمع له نسقاً من العلاقات الاجتماعية ومن ثم تجمع هذه العلاقات في صورة منظمة اجتماعية وبالتالي ينبغي النظر للمجتمع نظرة كلية باعتباره نسقاً يحوي مجموعة أجزاء مترابطة كما يترتب على هذه الرؤية التصويرية تعدد العوامل الاجتماعية ، كما أن التكامل في المجتمع لن يكون تاماً على الإطلاق وهذا يحدث الخلل والانحراف الذي يحدث في الكشف الاجتماعي ،وتنطبق هذه النظرية على العمل التطوعي باعتباره أحد الأنساق الاجتماعية للحفاظ على استقرار المجتمع وتكامله وهنا يترابط النسق التطوعي مع النسق الأسري والاقتصادي والتربوي ليشكل البناء الاجتماعي فإذا عجز أحد الأنساق الاجتماعية من القيام بأحد وظائف البناء الاجتماعي فقد ينشأ الخلل الوظيفي الناتج عن عجز الأعضاء في المؤسسة عن ممارسة الوظائف الاجتماعية فيأتي العمل التطوعي لسد هذا العجز ويعيد الضبط الاجتماعي لطبيعته .
4- نظرية الحاجات(نظرية التفاعل) THEORY NEEDS (THEORY OF INTERACTION ):وهي نظرية لماسلو تنقسم إلى خمسة مستويات لتشكل هرماً قاعدته الحاجات الأساسية متمثلة بالطعام والشراب والسكن والجنس والملبس وهي حاجات أساسية لبقاء الإنسان ثم يلي الحاجات الأساسية عند ماسلو إشباع حاجات الأمان والطمأنينة للفرد على نفسه بما في ذلك تأمين دخل مناسب له والحاجات التي تليها على سلم حاجات ماسلو هي الحاجات الاجتماعية والتي يندرج   تحتها العمل التطوعي بالنظر لما يترتب عليها في مجال تحقيق الذات وربما حتى تغير النظرة الفردية لشخصية المتطوع وما يتحقق عنه من تقدير خاص للمتطوع من طرف الجماعة بصورة خاصة ومن المجتمع عامة ،إن المتطوع يجود بماله ونفسه ووقته لخدمة المجتمع مما يعطيه الإحساس بأنه فرد فعال في مجتمعه وأهمية نظرة المجتمع له حيث كلما وجد المتطوع التقدير من حوله زادت دافعيته للعمل التطوعي واقتناعه بأهميته وما يقوم به وما يؤديه من أعمال خيرية تطوعية للمجتمع .  
5- نظرية القيم (المدخل القيمي) THEORY OF VALUES :ترى هذه النظرية أن الإنسان خلال حياته الاجتماعية يكتسب الكثير من القيم وتشكل التنشئة الاجتماعية محوراً أساسياً في هذه النظرية أو المدخل وهي تستند إلى الآتي:
-التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً أساسياً وكبيراً في هذه النظرية من خلال غرس قيم العمل التطوعي وتعزيزها لدى أفراد المجتمع.
-التنشئة الاجتماعية تتضمن أهداف وقيم للعمل التطوعي.
-القدرة الاجتماعية هي امتداد لحياة المجتمع وثقافته.
-تتكون من خلال التنشئة الاجتماعية كل الأدوار والمكافآت .
ويفسر العمل التطوعي من خلال هذه النظرية أن ثقافتنا زاخرة بالقيم والأعراف التي تخص عمل الخير والخدمات العامة حيث يكون الفرد تحت تأثير تعلم السلوك التطوعي من خلال الأسرة والمسجد والرفاق والمدرسة والإعلام وجميع مؤسسات المجتمع.
والخلاصة أن العمل التطوعي له علاقة بالنظريات التي تفسره من خلال الآتي:
1-النظرية التبادلية حينما يؤدي الفرد عملاً ويحصل على مكاسب سواء كانت معنوية أو مادية أو كلاهما وهذا يفسر العمل التطوعي كعملية تبادلية لدى الفرد في المجتمع .
2-نظرية الدور وهي أن الدور يشكل أحد عناصر التفاعل الاجتماعي وهو نمط مكرر من الأفعال المكتسبة التي يؤديها الشخص في موقف معين وهذا يوضح الدور البارز الذي يؤديه المتطوع في تنفعيل النشاط التطوعي والنهوض بخدماته لسد حاجات الأفراد والجماعات والعمل التطوعي يقدم العديد من الخدمات للمجتمع .
3-النظرية البنائية الوظيفية وهي تفسر السلوك الاجتماعي من خلال النتائج التي يحققها هذا السلوك في المجتمع .
4-نظرية الحاجات وهي تفسر العمل التطوعي كنوع من الحاجات الاجتماعية في مجال تحقيق الذات وتغيير النظرة الفردية للشخص المتطوع وما يحصل عليه من تقدير مما يجعله يجود بوقته وماله ونفسه لخدمة المجتمع وأفراده .
5-نظرية القيم وهي أن ثقافتنا مليئة بمجموعة من القيم والأعراف التي تختص بعمل الخير وتفسر هذه النظرية العمل التطوعي انه قيم بحد ذاته يجعل الفرد يقدم وقته وماله وجهده في مساعدة الآخرين من جانب قيمي.  
7- استراتيجيات العمل التطوعي :لكي يحقق العمل التطوعي ويضمن الجودة والتميز لا بد من وجود استراتيجياته ولقد أبرز علماء الاجتماع جملة من الاستراتيجيات للعمل التطوعي كم ذكرها(الاصيبعي،2000م،14) وتتمثل :
1-إستراتيجية العمل التطوعي كأداة تعليمية علاجية .
2-إستراتيجية العمل التطوعي كأداة لتغيير السلوك .
3-إستراتيجية العمل التطوعي كأداة لاستكمال هيئة العاملين .
4-إستراتيجية العمل التطوعي كأداة للتعزيز والدعم  .
5-إستراتيجية العمل التطوعي كأداة للحصول على تأثير المجتمع (خاطر،1984م،99) .
ويذكر (النقيثانن2006م،92)أن هناك أساليب لتهيئة الفرد للعمل التطوعي تتمثل في:1-تعريف المتطوع بالعمل التطوعي وأنشطته 2-تدريب المتطوع على العمل التطوعي 3-التدرج في الإسناد للأعمال التطوعية للمتطوع 4-تحفيز المتطوع وبث الدافعية لديه .

Previous Post Next Post