أنساق الزمن
يمكن تحديد أنساق الزمن في الثلاثية في  ثلاثة:‏
1 ـ النسق الزمني الصاعد، الذي تتتابع فيه الأحداث كما تتتابع الجمل على الورق، ويكثر في القصص الكلاسي الذي يبدأ بوضع البطل في إطار معين، ثم يأخذ بالحديث عنه، منذ نشأته، فصباه، فزواجه... وهكذا كان جريان الزمن في الثلاثية، صعوداً، منذ هجرة العائلات هرباً من ظلم الأتراك من جبال (الريحانة) إلى (سهول العلا وأم العيون)...‏
2 ـ النسق الزمني المتقطع، حيث تتقطع فيه الأزمنة في سيرها الهابط من الحاضر إلى الماضي، أو الصاعد من الحاضر إلى المستقبل، فيبدأ الراوي باستعمال الزمن الهابط ثم لا يلبث أن يقطع الزمن الآنف الذكر، ليبدأ قصة جديدة. وقد استخدم الراوي في الثلاثية هذا الزمن في مواطن كثيرة.‏
3 ـ النسق الزمني الهابط: الذي يعود فيه الراوي إلى ذكرياته في الماضي، فيعود عزيز بخياله إلى يوم خطب حبيبته (شمس) فطلب أبوها مهراً غالياً: أن يكون عزيز شيخ قبيلة أو قائد عسكر، ليصبح جديراً بابنة الشيوخ.‏
5 ـ التواتر السردي (أو التكرار):‏
اختُلف فيه: هل هو مقولة زمنية أم أسلوبية؟ بوصفه علاقات تكرار بين الحكاية والقصة. وهذا التكرار ذو طابع زمني وعددي. وقد عدّه (جينيت) مظهراً من مظاهر الزمنية السردية. كما لا يمنع أن يكون مظهراً أسلوبياً يكشف عن دلالات مخصوصة. وقد فصّل (جينيت) في (خطاب الحكاية) علاقات التواتر في المحاور الأربعة التالية:‏
1. تروي مرة واحدة ما وقع مرة واحدة.‏
2. تروي مرات عديدة ما وقع مرات عديدة.‏
3. تروي مرات عديدة ما وقع مرة واحدة (في الرواية النسبية، وفي الرباعية).‏
4. تروي مرة واحدة ما وقع مرات عديدة (مثل: كنت أنام مبكراً كل يوم من أيام الأسبوع).‏
ومن خلال هذا التناوب التكراري بين السرد والوقائع يتم الكشف عن أهداف أسلوبية كالتأكيد أو الإلحاح. فالأول: كثير. والثالث: نادر، حيث يؤدي التكرار إلى الملل والسأم. والرابع: أكثر وروداً، وهو يتناسب مع طبيعة الأسلوب العربي الذي يختصر الدلالات الكثيرة فيه بأقل ما يمكن من الألفاظ.‏

Previous Post Next Post