1)  عيوب التعليم الإلكتروني Disadvantages of E-Learning
وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من العيوب disadvantages للتعليم الإلكتروني والتي يعد اللجوء إلى التعلم المدمج محاولة  للتغلب على الكثير منها، ومن هذه العيوب ( أحمد، 2005 : 90-92) .
·   الشعور بالعزلة وغياب المشاعر, وقلة الإحساس بالمجتمع والتفاعل مع الأقران وجهاً لوجه: إن الاتصالات غير المتزامنة ربما تكون لها بعض القيود التي تقلل من جودتها, حيث أن غياب المشاعر والتعبيرات الجسدية " اللغة الجسدية" ربما يؤثر على تعلم وتفاعل الطالب, بالإضافة إلى أن نتائج الأبحاث تشير إلى تفضيل الطلاب الذين لديهم شعور بالخجل المشاركة بدرجة كبيرة في بيئة التعليم الالكتروني أكثر من التعليم التقليدي, وبالعكس فالطلاب الذين  لديهم طلاقة أدبية وفصاحة بلاغية ربما يتجنبون الكتابة أو الاشتراك في المناقشات الالكترونية غير المتزامنة.
·   المشكلات المتعلقة بالوقت مع الحمل المعلوماتي الزائد:  تشير إحدى الدراسات إلى قلة الوقت اللازم للإعداد الكافي لعمل الواجبات وأن التدريس الالكتروني يستغرق وقتاً أكبر من التدريس التقليدي.
·   المشكلات المتعلقة بالتقويم: لقد أصـبح الغش ظاهرة عامة في العملية التعليمية, حيث توجد إحصائيات مزعجة عن هذه الظاهرة توضح أن حوالي 70٪ من المدرسين بالمدارس العليا الأمريكية سمحوا بالغش – عـلى الأقل - في امتحان واحد, وأن95٪ من هؤلاء الطلاب الذين صرحوا بالغش لم يتم ضبطهم.
·   مشكلة التسرب: يُعرَّف الهدر على أنه "عدد الطلاب الذين سجلوا في مقرر ما ولكنهم  لم يكملوا كل متطلبات المقرر أو لم يكملوا  المقرر أو أخفقوا في اجتيازه" , وتشير إحدى الدراسات إلى ارتفاع تلك  النسب حيث تتراوح ما بين 30: 50٪, وأعزى الباحث هذه النسبة العالية إلى الارتباك والقلق, والشعور بالعزلة, والإحباطات التكنولوجية.
·   الكلفة: حيث أنه من بين معوقات التعليم الالكتروني ما يتعلق بالتكلفة اللازمة لتوفير أجهزة الكمبيوتر، والبرمجة، والصيانة, والتدريب, ودخول الانترنت. إلا أنه يمكن للتعليم الالكتروني أن يكون أقل كلفة كلما زاد عدد الطلاب المستخدمين له، حيث أن كلفة  الساعة المعتمدة سوف تقل تلقائيا.
·   الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا:Misuse of Technology والذي قد يرجع لأسباب فنية كنقص التدريب على استخدام الأجهزة، أو أخلاقية أو صحية كمشكلات العين eye strain.
·   المشكلات الفنية: حيث تشير بعض الدراسات إلى  شعور طلاب التعليم الالكتروني بنوع من الإحباط والقلق نتيجة  التدفق الضعيف للاتصالات والمشكلات الفنية, والاعتماد الكلى على التكنولوجيا وأنظمة الدعم الخارجي, وضعف المستوى المهاري للطلاب عند التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
ومن مميزات التعليم الالكتروني أنه يراعي: الملاءمة Convenience: حيث تزود تقنيات التعليم الالكتروني الطلاب والمعلمين بأوضاع ملاءمة لظروفهم, بمعنى  الحصول على العديد من تلك التقنيات من داخل المنزل عبر مؤتمرات الفيديو كونفرانس, أو عن طريق القمر الصناعي, أو من خلال شرائط الفيديو التي يمكن الاطلاع عليها ومراجعتها في أي وقت. وكذلك المرونة  Flexibility: حيث يستطيع الطلاب اختيار الوقت المناسب لتعلمهم ومشاركتهم على أساس فردي, فبينما يشاهد طالب شريط الفيديو في منتصف الليل يقوم آخر بقراءة بريده الالكتروني في الصباح, وبينما يستعرض أحد الطلاب الموقع الالكتروني لمدة نصف ساعة, يقضى طالب آخر ساعة لنفس الغرض وهكذا كل حسب ظروفه.إضافة إلى الفاعليةEffectiveness: فليس التعليم الالكتروني ملائما فقط بل ذا فاعلية أيضاً, فقد وجدت العديد من الدراسات أن التعليم الالكتروني مساوٍ إن لم يكن أكثر كفاءة من التعليم التقليدي.
وكذلك من مميزات التعليم الإلكتروني أنه يراعي تنوع الحواسMulti-Sensory: والتي تقابل احتياجات كل فرد, فبعض الطلاب يتعلم عن طريق الصورة المرئية, وآخر عن طريق الصوت والصورة, وثالث عن طريق برامج الكمبيوتر حتى يتم القضاء على الملل وتصبح العملية التعليمية متجددة. والتفاعلية Interactivity: حيث تتيح مقررات التعليم الالكتروني تفاعلات أكثر مع الطلاب. فالطلاب الذين لديهم خجل من طرح أسئلة في الفصل, غالباً ما ينفتحون عندما تقدم لهم الفرصة للتفاعل عبر البريد الالكتروني أو أي وسائل فردية أخرى، الأمر الذي يساعد المعلم على  تلبية حاجات الطلاب الفردية. إضافة إلى التكافؤ Equity: حيث يعد ضعف تكافؤ الفرص أمرا واضحا في التعليم النظامي التقليدي, حيث أن هناك فجوة واضحة بين الريف والحضر, وبين الذكور والإناث في بعض الأماكن, وبين السود والبيض فى أماكن أخرى وغير ذلك من المتغيرات, ولكن عندما يتم تطبيق التعليم الالكتروني يمكن أن يُحدث نوعاً من التكافؤ في تقديم الخدمات التعليمية بواسطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويشير سالم (2007 : 3) إلى انه توجد ثلاث صيغ لتوظيف التكنولوجيا فى عمليتي التعليم والتعلم في مؤسسة تعليمية ما، والتي قد توظف مجتمعة أو منفردة وهي:


الصيغة الأولى: النموذج الجزئي أو المساعد:
ويقوم على استخدام بعض أدوات التعلم الإلكتروني في دعم التعليم التقليدي، وقد يحدث ذلك داخل حجرات الدراسة أو خارجها وفي وقت اليوم الدراسي أو خارج ساعات اليوم الدراسي. وذلك مثل: توجيه الطلاب إلى الإطلاع على بعض المواقع بالإنترنت، ووضع الجداول الدراسية، وأسماء الطلاب ونتائج الاختبارات والإعلانات على الموقع الإلكتروني، واستفادة المعلم نفسه من الإنترنت فى تحضير دروسه وفى تعزيز المواقف التدريسية التي سيقدمها فى الفصل التقليدي.
الصيغة الثانية: النموذج الكامل للتعلم الإلكتروني:
في هذا النموذج يعتبر التعلم الإلكتروني بديلا عن التعليم التقليدي ولا يتقيد بحدود الحجرات الدراسية، بل يتم التعلم من أي مكان وفى أي وقت خلال 24 ساعة من قبل المتعلم، حيث تتحول الفصول إلى فصول افتراضية، وهذا ما يطلق عليه التعلم الافتراضي Virtual Learning ويتم في مؤسسات أو جامعات افتراضية Virtual University، ويلعب المتعلم فيه الدور الأساسي، حيث يتعلم ذاتيا بطريقة فردية على حده أو بطريقة تعاونية مع مجموعة صغيرة من زملائه عبر الخط بطريقة تزامنيه Synchronous أو غير تزامنيه  Asynchronousعن طريق غرف المحادثة chatting rooms، مؤتمرات الفيديوvideo conference ، السبورة البيضاء، مؤتمرات التليفونtelephone conference ، البريد الإلكتروني e-mails، مجموعات المناقشة، لوحة الإعلانات Bullet Board باستخدام أدوات التعلم الإلكتروني المختلفة سواء القائمة على الحاسب أو على الشبكات.
الصيغة الثالثة: النموذج المختلط أو المخلوط ( المدمج):
ويعتمد على الجمع بين أساليب التعليم الصفي التقليدي والتعلم الإلكتروني داخل حجرة الدراسة، أو في معمل الحاسوب أو في مركز مصادر التعلم، أو في الصفوف الذكية أي الأماكن المجهزة في المدرسة بأدوات التعلم الإلكتروني القائمة على الحاسوب أو على الشبكات. ويمتاز هذا النموذج بالجمع بين مزايا كلا النوعين من التعليم مع التأكيد على أن دور المعلم ليس الملقن بل الموجه والميسر والمدير للموقف التعليمي، ودور المتعلم هو الأساس فهو يلعب دورا إيجابيا في عملية تعلمه.
وتأخذ عملية الجمع بين التعلم الإلكتروني والتعليم الصفي أشكال عديدة منها أن يبدأ المعلم بالتمهيد للدرس ثم يوجه طلابه إلى تعلم الدرس بمساعدة برمجية تعليمية ثم التقويم الذاتي النهائي باستخدام اختبار بالبرمجية (تقويم إلكتروني) أو اختبار ورقي (تقويم تقليدي)، وقد تبدأ عملية التعلم بالتعلم الإلكتروني ثم التعليم الصفي، وقد يتم التعليم الصفي لبعض الدروس التي تتناسب معه والتعلم الإلكتروني لدروس أخرى تتوفر له أدوات التعلم الإلكتروني ثم يتم التقويم بأحد الشكلين (التقليدي أو الإلكتروني).
وأشار (Carman, 2002) إلى أنه توجد خمس مكونات رئيسة للتعلم المدمج وهي:
·       الأحداث الحيّة  Live Events حيث يقدم المعلم أحداثا متزامنة يشارك فيها كل المتعلمين في نفس الوقت وصولا إلى ما يمكن أن يسمى الفصل الافتراضي virtual classroom. ويمكن ذلك من خلال نموذج ARCS الذي قدمه Keller والذي يتكون من أربع خطوات متمثلة في: جذب انتباه الطلاب Attention، والصلة Relevance وذلك حفاظا على تركيز المتعلم بإدراكه الصلة بين التدريب واحتياجاته المختلفة، والثقة Confidence حيث يجب أن يثق المتعلم بما لديه من مهارات وإمكانات ليبقى متحفزا لعملية التعلم، الرضا Satisfaction والذي يتمثل في ضرورة أن يرضى المتعلم عن نتائج خبرات التعلم التي  مر بها.
·       التَعَلّم ذو الخطو الذاتي Self-Paced Learning وذلك بتقديم خبرات تعليمية يستطيع المتعلم إنجازها بمفرده وبما يتناسب مع سرعته في التعلم وفيما يناسبه من وقت.
·       التعاون Collaboration وذلك من خلال توفير بيئات تعليمية يستطيع المتعلم فيها أن يتواصل مع الآخرين عن طريق البريد الإلكتروني أو الدردشة على الإنترنت. ويوجد هناك نوعان من التعاون الأول ما يسمى Peer-to-Peer ويسمح في هذا النوع بمناقشة العديد القضايا بين المتعلمين بعضهم البعض، والثاني ما يسمى Peer-to-Mentor ويتم فيه النقاش بين المتعلم والمعلم.
·       التقييم Assessment وذلك حيث يتم تقييم معارف الطالب سواء تلك التي لديه قبل المرور بخبرات التعلم عن طريق التقييم القبلي Pre-Assessment أو تلك التي اكتسبها نتيجة المرور بالخبرات التعليمية عن طريق التقييمPost-Assessment .
·       المواد الداعمة للأداءِ  Performance Support Materialsوهي تلك المواد التي تدعم عملية التعلم في التعلم المدمج (مصطفى، 2008: 7 ).
Previous Post Next Post