الملاحظة
          يستخدم الباحث الملاحظة دون غيرها من أدوات البحث التربوي، وذلك إذا أراد جمع بيانات مباشرة عن واقع الظاهرة المدروسة، مثل معرفة كيف يتصرف المبحوثين تحت ظروف ضاغطة، أو كيفية تأثر الأداء بعامل الضوضاء، ونحو ذلك.
         وسنستعرض هنا تعريف الملاحظة، وأنواعها، وخطواتها، وأدواتها، ومزاياها وعيوبها، وذلك على النحو التالي:
1 ـ تعريف الملاحظة:
                   يقصد بالملاحظة "عملية مراقبة ورصد سلوك أو أداء المبحوثين وفق محكات معينة" . وتتضمن الملاحظة الانتباه المقصود والموجه نحو سلوك فردي أو جماعي معين؛ بقصد متابعته ورصد تغيراته ليتمكن الباحث من وصف السلوك فحسب، أو وصفه وتحليله، أو وصفه وتقويمه.
                   كما تعني الملاحظةً معاينة منهجية لسلوك المبحوث ، يقوم بها الباحث مستخدماً بعض الحواس أوأدوات تقنية معينة؛ بقصد رصد سلوك المبحوث أو مستوى أدائه، أو انفعالاته ، أو اتجاهاته، وتحديد ذلك بصيغة كمية.
2 ـ أنواع الملاحظة:
                   للملاحظة العلمية أنواع، ويمكن تصنيفها كما يلي:
أ ــ أنواع الملاحظة وفق التنظيم:
-        ملاحظة بسيطة، وهي غير منظمة، وتعد بمثابة استطلاع أولي للظاهرة.
-        ملاحظة منظمة، وهي المخطط لها من حيث الأهداف، والمكان والزمن، والمبحوثين، والظروف، والأدوات اللازمة .
ب ــ أنواع الملاحظة وفق دور الباحث:
-        ملاحظة بالمشاركة، وهي التي يكون الباحث فيها عضواً فعلياً أو صورياً في الجماعة التي يجري عليها البحث.
-        ملاحظة بدون مشاركة، وهي التي يكون الباحث فيها بمثابة المراقب الخارجي، يشاهد سلوك الجماعة دون أن يلعب دور العضو فيها.
جـ ـ أنواع الملاحظة وفق الهدف:
-        ملاحظة محددة، وهي التي يكون لدى الباحث تصور مسبق عن نوع البيانات التي يلاحظها أو نوع السلوك الذي يراقبه.
-        ملاحظة غير محددة، وهي التي لا يكون لدى الباحث تصور مسبق عن المطلوب من البيانات ذات الصلة بالسلوك الملاحظ، وإنما يقوم بدراسة مسحية؛ للتعرف على واقع معين.
د ـ أنواع الملاحظة وفقاً لأسلوب تطبيقها:
-        ملاحظة مباشرة، وهي التي تتطلب اتصال مباشر بالمبحوثين؛ بقصد ملاحظة سلوك معين.
-        ملاحظة غير مباشرة، وهي التي لا تتطلب اتصال مباشر بالمبحوثين، وإنما يكتفي الباحث بمراجعة السجلات والتقارير ذات الصلة بالسلوك المراقب للمبحوثين.

3 ــ خطوات الملاحظة:
                   يتبع الباحث الذي يستخدم الملاحظة العلمية كأداة لجمع البيانات المطلوبة الخطوات التالية:
أ ــ تحديد أهداف الملاحظة، فقد تكون لأجل وصف السلوك أو تحليله أو تقويمه.
ب ــ تحديد السلوك المراد ملاحظته، لئلا يتشتت انتباه الملاحظ إلى أنماط سلوكية غير مرغوب في ملاحظتها .
جـ ــ تصميم استمارة (بطاقة) الملاحظة على ضوء أهداف الملاحظة والسلوك المراد ملاحظته، والتأكد من صدقها وثباتها.
د ــ تدريب الملاحظ في مواقف مشابهة للموقف الذي سيجري فيه الملاحظة فعلاً، وبعد ذلك يقوم الملاحظ بتقويم تجربته في الملاحظة واستمارة الملاحظة .
هـ ــ تحديد الوقت اللازم لإجراء الملاحظة، ولاسيما في تلك الدراسات التي يسمح فيها المبحوث بإجراء الملاحظة أو يكون على علم بإجرائها.
و ــ عمل الإجراءات اللازمة لإنجاح الملاحظة.
ز ــ إجراء الملاحظة في الوقت المحدد مع استخدام أداة معينة في تسجيل البيانات.



4ــ أدوات الملاحظة:
         يستعين الباحث بأدوات معينة من أجل جمع البيانات المطلوبة من المبحوثين بصورة دقيقة، ويتوقف استخدام هذه الأدوات على طبيعة مشكلة البحث، ومن هذه الأدوات:
أ ــ السجلات والتقارير والاحصاءات ( بالنسبة للملاحظة غير المباشرة).
ب ــ بطاقة الملاحظة، وتصمم لتقدير السلوك أو الأداء وفق محكات معينة، فمثلاً يُحدد مستوى أداء المبحوث في "تذكر الأحداث" على مقياس كمي متدرج (من صفر إلى 10 مثلاً).
ج - الأجهزة السيكوفيزيائية: مثل جهاز قياس سرعة التذكر ، جهاز قياس التآزر الذهني العصبي الحركي، ونحو ذلك.
 د- أدوات أخرى (بسيطة أو تقنية) تصمم وتستخدم تبعاً لحاجات بحثية معينة.
5 ــ مزايا وعيوب الملاحظة:
         للملاحظة عدد من المزايا التي تجعلها أداة فاعلة قياساً إلى غيرها من أدوات البحث التربوي. وفي الوقت ذاته لا تخلو من بعض العيوب المرتبطة بالتطبيق.
أ ـ مزايا الملاحظة :
-        درجة الثقة في البيانات التي يحصل عليها الباحث بواسطة الملاحظة أكبر منها في بقية أدوات البحث؛ وذلك لأن البيانات يتم التحصل عليها من سلوك طبيعي غير متكلف.
-        كمية البيانات التي يحصل عليها الباحث بواسطة الملاحظة أكثر منها في بقية أدوات البحث؛ وذلك لأن الباحث يراقب بنفسه سلوك المبحوثين ويقوم بتسجيل مشاهداته التي تشتمل على كل ما يمكن أن يصف الواقع ويشخصه.
-        غير قابلة (تقريباً) لتزييف الاستجابات لأنها لا تعتمد على التقرير الذاتي للمبحوث عن نفسه.

ب ـ عيوب الملاحظة:
-        قد يكون لتواجد الباحث بين المبحوثين أثرٌ سلبي، يتمثل في إمكانية تعديل سلوكهم من سلوك طبيعي إلى سلوك مصطنع أو متكلف.
-        تقل قيمة الملاحظة في حالة التعامل مع الظواهر المعقدة، حتى وإن استخدم الباحث أدوات الملاحظة.
-        إمكانية تحيّز الباحث عند تسجيله جوانب السلوك المطلوب.
-        إذا ما عرف المبحوثون الهدف الدقيق للملاحظة، قد يغيروا من سلوكياتهم وينهجون سلوكاً لا يعبر عن سلوكهم الطبيعي.
-        حاجة الملاحظة إلى الوقت الطويل عند تطبيقها.

Previous Post Next Post