₪ ₪ المقدمة  ₪ ₪


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أحمده تعالى كما يحب ربنا ويرضى

والحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة والأولى

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

له الأسماء الحسنى والصفات العلا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه 

ومن بهداهم اهتدى وبهديهم اقتدى وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد
فإننا نتحدث عن أركان الإسلام .. كما تعلمون إخواني وأخواتي في الله فإن الدين الإسلام دين كامل وشامل من جميع الوجوه

دين منَ الله به على هذه الأمة .. دين شمل مصالح الأمة في معاشها ومعادها

فقد قمنا باختيار هذا الموضوع الطيب كي تعم الفائدة للجميع .. فقد تعاون الأعضاء على إنجازه وها هو يظهر لنا بالصورة المطلوبة 

راجين المولى عز وجل أن يستفيد منه كل من يقرأه وأن يجزي القائمين عليه خير الثواب

أولا
₪ ₪ الشهادتان ₪ ₪





أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

تعني الإقرار بأن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة .. والتصديق بما جاء به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .. والعمل بما جاء به الله ورسوله

][ معنى لا اله الا الله ][ 

معنى لا إله إلا الله
أما معناها الحق الذي لا ينبغي العدول عنه فهو لا معبود بحق إلا الله ولا يجوز لنا أن نقول : إن معناها لا خالق إلا الله أو لا قادر على الاختراع إلا الله أو لا موجود إلا الله


فمعنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله وقدرنا كلمة بحق لأن المعبودات كثيرة ولكن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له 
قال الله تعالى
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَالْبَاطِلُ )

سورة الحج

][ أركان لا اله الا الله ][


أركانها للشهادة ركنان : 

نفي في قوله لا إله

إثبات في قوله إلا الله 

فلا إله نفت الألوهية عن كل ما سوى الله .. وإلا الله أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.. ولا إله إلا الله في قوة قوله تعالى
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) 
سورة الفتحة 

وقوله 
( قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِتَوَكَّلْنَا )
سورة الملك 


هل يكفي
مجرد النطق بها كما مر معنا أن معنى الشهادة هو لا معبود بحق إلا الله .. فلا يعبد إلا الله ولا يجوز أن يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله .. فمن قال هذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها ؟

من نفي الشرك وإثبات الوحدانية .. مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته والعمل به فهو المسلم حقا .. فمن عمل بها من غير اعتقاد فهو المنافق .. ومن عمل بخلافها من الشرك فهو المشرك الكافر وإن قالها بلسانه




][ شروط لا اله الا الله ][


هذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء , وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله- بقوله : العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة


ونظمها بعضهم بقوله : علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وأضاف بعضهم شرطا ثامنا ونظمه بقوله : وزيد ثامنها الكفران منك بما سوىالإله من الأوثان .. وهذا الشرط مأخوذ من قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( منقال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه . )


هذه هي الشروط السبعة مع زيادة الشرط الثامن على وجه الإجمال , وإليك تفصيلها : والمراد به العلم بمعناها نفيا وإثباتا , وما تستلزمه من عمل , فإذا علم العبد أن الله - عز وجل - هو المعبود وحده , وأن عبادة غيره باطلة وعمل بمقتضى ذلك العلم - فهو عالم بمعناها .


ثانيا
₪ ₪ الصـــــــلاة ₪ ₪





][ معنى الصلاة ][

أولا لغة

لها عدة معاني ولكننا سنكتفي بالأصل وهو الدعاء ، وهو أصل معانيها 

منه قوله تعالى 
( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ )
سورة التوبة 

أي ادع لهم .

يقال صلى على فلان إذا دعا له وزكاه . 


ثانيا شرعا 

عبادة لله تعالى ذات أقول وأفعال مخصوصة ، مفتتحة بالتكبير ، ومختتمة بالتسليم .

والمراد بالأقوال : التكبير والقراءة والتسبيح والدعاء ونحوه . 

والمرادبالأفعال : القيام والركوع والسجود والجلوس ونحوه .




ثالثا (الزكاة)

][ تَعريف الزكاة][


الزكاة في اللغة : النَّماء والزِّيادة. وتطلق على المدح ،

كما في قوله تعالى 
( فلا تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ )
سورة النجم


والزكاة في اصطلاح الفقهاء : حق يجب في المال البالغ نصابا للأصناف الثمانية المنصوص عليها في كتاب الله تعالى



][ حكم الزكاة ][

هي أحد أركان الإسلام الخمسة وهي الركن الثالث بعد الشهادتين والصلاة وهيفريضة واجبة بالكتاب والسنة والإِجماع فَمُنْكِرُ وُجُوبِها كافرٌ مُرْتَدُّ عن الإِسلام.



][ 
مَنْ تجب عليه الزكاة ][

تجب على المسلم الحُرِّ المالِكِ للنِّصاب.وُيشْترط في النِّصاب أن يحول عليه الحول، إلا في الزرع فإنه تجب فيه وقت جَنْيِهِ 
][ مصارف الزكاة ][ 

مصارف الزكاة حددها اللّه عز وجل في كتابه الكريم في قوله تعالى

( إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيمٌَ )
التوبة



والأصناف الثمانية واضحة مفصلة في الآية الكريمة فهم : 


الفقراء
مع فقير وهو الذي لا مال له.

المساكين
جمع مسكين وهو الذي له مال ولكنه لا يكفيه.

العاملون عليها
أي عمال الزكاة يأخذون منها ولو كانوا أغنياء فيأخذون منها أجرا على عملهم فيها. 

المؤلفة قلوبهم
أي الذين يُعْطَوْن المال ليُسْلِمُوا أو ليَحْسُنَ إسلامهُم ويثْبتُوا عليه أو ليكُفُّوا أذاهم عن المسلمين، واللّه أعلم.

في الرِّقاب
أي في فكِّ الرقاب وعِتْقِ الرَّقيق، 

الغارمون
مثل من تحمَّل حَمَالَةً أو ضَمِنَ دَيْنا فلزمه أو غَرِمَ في أداء دينه أو في كفَّارة معصية تاب منها، فهؤلاء يُدفع إليهم من الزكاة ما يكفيهم.

في سبيل الله
الإنفاق على الجهاد في سبيل اللّه.

ابن السبيل
وهو المسافر المُجْتازُ في بلد ليس معه شيء يستعين به على سفره فيُعطى من الصدقات ما يكفيه حتى يعود إلى بلده.

رابعا (الصوم)
][ تعريف الصوم ][

الصوم في اللغة : الإمساك والركود
أما في الشرع : هو الإمساك بنية الأكل والشرب والشهوة من تبينطلوع الفجر إلى غروب الشمس.


( وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْل )
ِسورة البقرة
][ الحكمة من مشروعية الصيام ][ 

للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها، 

واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى
كما قال تعالى: 
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)
البقرة

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصوم جنة )
وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح، ولا قدرة له عليه بالصيام، وجعله وجاء هذه الشهوة.

والمقصود: إن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة؛ شرعة الله لعباده؛ رحمة بهم؛ وإحساناً إليهم؛ وحمية لهم، وجُنة.


وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أكمل الهدي، وأعظم تحصيل للمقصود وأسهله على النفوس.

ولما كان فطم النفوس عن مألوفاتها وشهواتها من أشق الأمور وأصعبها، تأخر فرضه إلى وسط الإسلام بعد الهجرة لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة، وألِفَت أوامر القرآن فنقلت إليه بالتدريج.


][ على من يجب الصيام ][

يجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم خالٍ من الموانع.
فخرج بقولنامسلم : الكافر
وخرج بقولنا بالغ عاقل : الصغير الذي لم يبلغ، والمجنون 

لقوله عليه الصلاة والسلام (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق)
أخرجه ابن الجارود.

وخرج بقولنا صحيح : المريض
وخرج بقولنا مقيم : المسافر
وخرج بقولنا خالياً من الموانع : الحائض والنفساء فإنهما لا يجب عليهما الصوم وتقضيان.
][ حكم الصوم وفضله ][ 

الصوم في رمضان ركن من أركان الإسلام
عن ابن عمر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بني الأسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان )
متفق عليه.


وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة منها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ شاتمه فليقل: إني صائم- مرتين- والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها ) 
أخرجه الشيخان

خامسا (الحج)
قال تعالى

( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) 
سورة آل عمران

][ التعريف به ][

الحج لغة : قصد الشيء المعظم وإتيانه .

الحج شرعا : قصد البيت الحرام والمشاعر العظام وإتيانها في وقت مخصوص .. على وجه مخصوص



][ حكم الحج ][

الحج أحد أركان الإسلام وهو خاصة هذا الدين الحنيف فرضه الله على أهل الإسلام

][ فوائد الحج ][

قال تعالى 

( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )
سورة آل عمران 


وأخبر - صلى الله عليه وسلم - : ( أنه أحد أركان الإسلام , وأن من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه , وأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) 


وورد في فرضه وفضله وثوابه أحاديث كثيرة وذلك لما فيه من المنافع العامة والخاصة , وقد بيَّن تعالى مجمل حكمه ومنافعه

في قوله ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) 
سورة الحج 
أي منافع دينية واجتماعية ودنيوية .


][ شروط وجوب الحج ][ 


الإسلام 
فغير المسلم لا يجب عليه الحج، بل ولا يصح منه لو حج، بل ولا يجوز دخوله مكة
لقوله تعالى

( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذا )
سورة التوبة 

العقل 
فالمجنون لا يجب عليه الحج.

البلوغ 
فمن كان دون البلوغ فإن الحج لا يجب عليه، ولكن لو حج، فحجه صحيح.

الحرية 
فـالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج، لأنه مملوك مشغول بسيده.

القدرة على الحج بالمال والبدن 
فإن كان الإنسان قادرا بماله دون بدنه، فإنه ينيب من يحج عنه .


][ أركان الحج ][

أركان الحج أربعة : الإحرام ، والوقوف بعرفة ، والطواف ، والسعي .

][واجبات الحج ][ 

هي أن يكون الإحرام من الميقات ، وأن يقف بعرفة إلى الغروب ، وأن يبيت بمزدلفة ، وأن يبيت بمنى ليلتين بعد العيد، وأن يرمي الجمرات ، وأن يطوف للوداع .


الخاتمة
وفي الختام لا أسع إلا وأن أقول أتمنى ان يعجبكم تقريري هذا الذي تطرقت به في أركان الإسلام 



₪ ₪ المصادر ₪ ₪
القرآن الكريم



كتاب الصلاة - تأليف أد: عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

( الأستاذ بقسم الفقه في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم)



المواقع الإسلامية التالية :

http://www.al-islam.com

http://www.kalemat.org

http://www.iu.edu.sa/Magazine

http://www.islamtoday.net

http://www.uae.gov.ae

http://www.islamlight.net

http://zakat.al-islam.com/arb/

Previous Post Next Post