هل الديناصورات من ذوات الدم الحار أم البارد أم الفاتر

الديناصورات والدم الحار
جذب عدد من مجالات البحث المتعلقة بالديناصورات       النظرَ إلى ما يتجاوز نطاقَ
الاهتمام الأكاديمي البحت بهذه الكائنات. ويبدو أن هذا الاهتمام العام ينشأ نتيجةَ
استحواذ الديناصورات على الخيال العام بطريقة لم تتوافر إلا لعدد قليل من موضوعات
البحث الأخرى؛ لذا، تركِّز الفصول التالية على هذه الموضوعات من أجل توضيح التنوُّع
الاستثنائي في الأساليب، وأنواع المعلومات المستخدَمة في محاولاتنا لكشف الغموض
المحيط بالديناصورات وتكوينها الحيوي.
هل الديناصورات من ذوات الدم الحار أم البارد أم الفاتر؟
— « ديناصور » كما رأينا في الفصل الأول، فإن ريتشارد أوين — في وقت اختراعه لكلمة
صاغ نظريةً عن التكوين الفسيولوجي للديناصورات، ويمكن أن نستخلص هذا المعنى
من عبارته الأخيرة المسهبة في تقريره العلمي:
يمكن أن نخلص من ذلك إلى أن الديناصورات تتمتَّع بقدر فائق من التكيُّف
مع الحياة على وجه الأرض … وهو ما يقترب مما تتميَّز به حاليٍّا الفقارياتُ
ذوات الدم الحار [أي الثدييات والطيور الموجودة حاليٍّا].
( (أوين ١٨٤٦
التي ،« الشبيهة بالثدييات » على الرغم من أن نماذج إعادة تجميع الديناصورات
أعدَّها أوين للعرض في حديقة القصر البلوري، تعكس مشاعرَه بوضوح، فإن الدلالات
الديناصورات
الحيوية التي كان يشير إليها لم يدركها قطُّ أيٌّ من العامِلين الآخَرين في هذا الوقت.
بطريقةٍ ما، خفَّفَ من حدة أسلوب أوين المثالي المنطقُ الأرسطي العقلاني؛ فقد كانت
الديناصورات تشبه الزواحف في تكوين جسمها، ولهذا لديها جلد مغطٍّى بالحراشف
دم » وتضع بيضًا له قشرة قاسية، وكانت — مثل كل الزواحف الأخرى المعروفة — ذات
خارجية التنظيم الحراري). ) « بارد
تمامًا مثل أوين، أشار توماس هكسلي — بعد ٥٠ عامًا تقريبًا — إلىضرورة النظر
إلى الطيور والديناصورات باعتبارهما أقاربَ مقرَّبة؛ نظرًا لأوجه التشابُه التشريحية التي
يمكن إثباتها بين الطيورِ الموجودة حاليٍّا، وأقدمِ حفريتين معروفتين لطائر الأركيوبتركس
والثيروبود الصغير المكتشَف حديثًا؛ الكومبسوجناثز. واستنتج أن:
… ليس من الصعب قطعًا تخيُّل وجود كائن وسيط قائم بذاته بين الدرميس
[طائر الإيمو] والكومبسوجناثز [ديناصور] … كما لا يصعب تخيُّل فرضية
تمتدُّ أصولُها إلى الديناصورات الزاحفة … « الطيور » أن … فئة
( (هكسلي ١٨٦٨
إذا كان هكسلي محقٍّا فيما ذهب إليه، فمن الممكن طرح السؤال التالي: هل كانت
الديناصورات في الأصل زواحف (من الناحية الفسيولوجية)، أم كانت أقرب إلى الطيور
الثابتة الحرارة)؟ يبدو أنه ما من طريقة واضحة للإجابة عن مثل ) « الدم الحار » ذات
هذه الأسئلة.
الفكرية، مرَّ ما يقرب من قرن على بحث هكسلي، « الإسهامات » على الرغم من هذه
قبل أن يبدأ علماءُ الحفريات في البحث بعزمٍ أكبر عن بيانات ربما تكون لها صلة بهذا
السؤال المحوري. وجد الحافزُ لتجديد الاهتمام بهذا الموضوع صدًى له في تبنِّي البرنامج
علم الدراسة الحيوية » الأكثر اتساعًا وتكامُلًا لتفسير السجل الحفري؛ المتمثِّل في ظهور
كما أوضحنا في الفصل الثاني. رأينا في ذلك الفصل كيف عمل روبرت ،« للحفريات
باكر على ربط بعض الملاحظات الواسعة النطاق ببعضها، لتعليل ثبات الحرارة لدى
الديناصورات. لنعرضِالآنَ هذه الملاحظات وغيرها من الحجج بمزيدٍ من  التفصيل.
102
ظهرت محاولات لدراسة إلى أيِّ مدًى يمكن استخدام الحفريات في إعادة تكوينصورة عن
المناخ في العالم القديم. من المعترف به على نطاق واسع أن الكائنات ذات درجة الحرارة
الثابتة (الثدييات والطيور في الأساس) لا تمثِّل إلى حدٍّ كبير مؤشرات جيدة للمناخ؛
نظرًا لوجودها في كل مكان، من المناطق الاستوائية إلى المناطق القطبية؛ فتكوينها
الفسيولوجي ذو درجة الحرارة الثابتة (واستخدامها الماهر للعزل في أجسامها) سمح
لها بالتصرُّف على نحوٍ مستقلٍّ إلى حدٍّ ما عن الظروف المناخية السائدة. وفي المقابل،
تعتمد الكائنات ذات التنظيم الحراري الخارجي، مثل السحالي والثعابين والتماسيح،
على الظروف المناخية المحيطة؛ ونتيجةً لهذا تميل إلى الوجود بصفة أساسية في المناطق
المناخية الأكثر دفئًا.
ثبتَتْ جدوى استخدام هذا المنهج في دراسة التوزيع الجغرافي لذوات الدم البارد
وذوات الدم الحار الواضحة في السجل الحفري، لكنه طرح العديد من الأسئلة المثيرة؛
على سبيل المثال: ماذا عن الأسلاف المباشِرة في سلسلة تطوُّر الثدييات ذوات الدم الحار
في العصرين البرمي والترياسي؟ هل استطاعت أيضًا التحكُّم في درجات الحرارة الداخلية
لأجسامها؟ إنْ حدث هذا، فكيف أثَّر هذا في توزيعها الجغرافي؟ والأكثر أهميةً في هذا
السياق أن الانتشار الجغرافي للديناصورات بَدَا واسع النطاق، إذن هل يعني هذا أنها
استطاعت التحكم في درجة حرارة جسمها مثل ذوات الدم الحار؟



ديناصورات

عالم الديناصورات

بحث عن الديناصورات

ديناصورات حقيقية

عصر الديناصورات
دينا صور
ديناصور حقيقي
انقراض الديناصورات

أنواع الديناصورات
ديناصورت
بحث الديناصورات
زمن الديناصورات
اشكال الديناصورات
ديناسور

الدينسورات

الدناصورات

ديناصورات ديناصورات

Previous Post Next Post