حاجات الطالب التي يجب توفيرها


  إن العمل بفاعلية يتطلب تولد شعور لدى الطلاب بالراحة تجاه طبيعة  التعليم والتعلم عن بعد. حيث يجب أن تبذل الجهود لتسخير نظام التوصيل لتحفيز الطلاب وملاءمة حاجاتهم على أفضل وجه، ذلك من حيث مضمون الأشكال المفضلة من التعلم. وفيما يلي الاستراتيجيات التي تساعد على تلبية حاجات الطلبة:


-  مساعدة الطلاب كي يعتادوا ويشعروا بالارتياح لتكنولوجيا التوصيل وتحضيرهم ليصبحوا قادرين على حل المشاكل التقنية التي يمكن أن تظهر. والتركيز على حل المشاكل المشتركة بدلاً من إلقاء اللوم على المصاعب التقنية التي قد تحدث من وقت لآخر.


 - تعزيز الوعي والارتياح لدى الطلاب بخصوص أنظمة الاتصالات الجديدة التي سوف تستعمل خلال الحلقة الدراسية.


 - التعامل بحساسية مع أنظمة الاتصالات المتباينة والخلفيات الحضارية المتعددة. فعلى سبيل المثال، يجب التذكر بأن الطلاب ربما يختلفون في قدراتهم اللغوية، كما أن روح النكتة مسألة ذات خصوصية حضارية، لذلك فإن استيعابها لن يكون بنفس الطريقة من قبل الجميع.


-  فهم ودراسة الخلفية الاجتماعية والحضارية للطلبة ولتجاربهم وخبراتهم من استراتيجيات التعليم عن بعد.


 - تذكر ضرورة أن يمارس الطلبة دوراً فاعلاَ في الحلقة الدراسية التي تصلهم عن بعد وذلك بأخذ زمام المسؤولية بخصوص تعلّمهم بصورة استقلالية.


- الوعي الكافي لحاجات الطلاب من حيث التوافق مع التواقيت المتعارف عليها للجامعات، مع الأخذ بعين الاعتبار للوقت الذي يضيع في كثير من الأحيان في مسألة وصول البريد.


مهارات التدريس الفعال التي يتم استعمالها:-
 

 لكي يكون التدريس عن بعد فاعلاً فإن ذلك يتطلب زيادة

وتقوية المهارات الموجودة أصلاً بشكل أكبر من تطوير

قدرات جديدة. انتبه بشكل خاص لما يلي:


-  قم بدارسة واقعية حول كمية المادة التي من الممكن

توصيلها بفاعلية خلال الحلقة الدراسية. بسبب العوامل (اللوجستية) (نقل وتوفير الأشخاص والمعدات)، فإن تقديم محتوى معين عن بعد، يحتاج عادة إلى وقت أكبر مما يحتاجه نفس المحتوى في غرف الصف التقليدية.

 - الانتباه ومراعاة الاختلاف في أسلوب التعليم واختلافه عند الطلبة، فبعضهم يتعلم بسهولة من خلال التنظيم على أساس المجموعات, في حين أن سواهم يبدعون عندما يعملون بشكل مستقل.


-  نوّع نشاطات الحلقة الدراسية وجعلها ذات طابع تدريجي وتجنب المحاضرات المطّولة. وزّع طريقة عرض المحتوى مع المناقشات والتمارين التي ترّكز على الطلاب.


 - قم بإعطاء طابع إنساني للحلقة الدراسية وذلك بالتركيز على الطلاب وليس على نظام التواصل. فكر في استعمال المواد المطبوعة كجزء مكمل للمواد غير المطبوعة.


 - استعمل دراسات الحالة والأمثلة ذات البعد المحلي قدر المستطاع, وذلك لمساعدة الطلبة على فهم وتطبيق محتوى الحلقة الدراسية. فكلما كان عمل ذلك خلال الحلقة الدراسية أسرع, كلما كان أفضل.


 - استعمل الإيجاز والجمل القصيرة ذاالتقييم,الواضح, والأسئلة المباشرة, آخذاً بالاعتبار أن الوصلات التكنولوجية قد تزيد من الوقت الذي يلزم الطالب للاستجابة.


-  طوّر خططاً لتقوية الطلاب من حيث التقييم, الإعادة, وسيلة الاتصال, ولتحقيق ذلك فإن إجراء المناقشات عن طريق الهاتف وإرسال البريد الإلكتروني من شخص إلى آخر , قد يكون فعالاً .


-  مع الوقت سوف يتعامل المشاركون بشكلٍ أفضل مع عملية التعليم عن بعد, وسيرجع الوضع الطبيعي حول التدريس الفعّال.


أخيراً سيزداد إحساس المشاركين بالراحة مع عملية التعلم عن بعد مع الوقت.


.

التعليم عن بُعد والتنمية الشاملة:-

من المعلوم أن التربية بوجه عام هي أداة التنمية ووسيلتها عبر العصور المختلفة. فالتربية تعنى بتعديل السلوك وإكتساب المعارف والمعلومات التي من شأنها أن تنعكس ايجابياً على حياة الإنسان؛ فالتربية من هذا المنطق يعزى إليها ما تبلغه المجتمعات من تقدم ورقي، فلا غرر في ذلك أن كل ما نشهده اليوم من تطورات علمية، بل واقتصادية واجتماعية إنما يعود إلى التربية.

وتقاس فاعلية النظم التربوية بمقدار ما تحققه من نمو للمجتمع و أفراده، وبمقدار ما تلبي النظم التربوية حاجات الفرد والمجتمع الحقيقية بمقدار ماتسهم في تحقيق أهداف الفرد والمجتمع.
والتعليم عن بعد هو نمط التعليم الأكثر قدرة على تربية معظم شرائح المجتمع ، ولا تقتصر على فئة أو فئات محددة من أفراد المجتمع، وإكسابهم المعارف والإتجاهات والمهارات ذات الصلة الوثيقة بحاجتهم، ولهذا فإن التعلم عن بعد يستند في وجوده إلى ارتباطه بتلبية حاجات المجتمع وأفراده فالتعليم عن بعد مقترن لامحالة بالتنمية بكافة أشكالها: الثقافية والإجتماعية والإقتصادية.

التعليم عن بُعد في سياق التربية المستمرة مدى الحياة:-

يهدف التعليم عن بعد إلى توفير فرص التعليم لكل راغب فيه بعض النظر عن العمر أو الجنس أو الظروف: الإجتماعية والإقتصادية والجغرافية والسياسية، حيث يصل هذا النوع من التعليم إلى الدارسين حيث هم، وهذا ما أكده أنور (2002م ، ص 18) عندما قال: ]من أهم الإيجابيات التي نحققها في التعليم عن بعدتحقق التعليم للجميع، في كل وقت وكل مكان بغض النظر عن الفوارق الإجتماعية والإقتصادية[.

ولما كان التعليم التقليدي بكافة مراحلة يستهدف فئات محددة فإن من حرم من التعليم نتيجة ظروف معينة فإن التعليم عن بعد يعيد الأمل لهؤلاء، ويوفر لهم أفضل فرص التعليم. إن التعليم عن بعد ليس تعليماً نظامياً فحسب، وإنما أداة ثقافية تصل إلى كافة أفراد المجتمع، فهو يحقق رغبة الدارسين في حصولها على درجات علمية متعددة في جميع المجالات و التخصصات والفنون، كما أنه يستهدف معظم شرائح المجتمع التي يمكن أن تتابع البرامج التعليمية التي تبثها معاهد وجامعات التعليم عن بعد، ولاسيما إذا أعدت هذا البرامج على نحو مبسط ومفهوم ويخاطب عقول التابعين لها، ومجتمعات اليوم باتت تحرص على توفير البرامج الثقافية والإجتماعية في مجالات عديدة كالطب و الزراعة والتجارة و الإدارة و العلوم و الصحة.... وغيرها من خلال البرامج التلفازية والإذاعية والإنترنت و ......خلافه. 
ويمكن القول أن هناك إقبالاً متزايداً على البرامج الثقافية والإجتماعية لدى المجتمعات اليوم وحرص واضح من أفراد هذه المجتمعات على معرفة ما يجري حولهم سواء في مجتمعهم أو المجتمعات الأخرى.

ولا تقف أهمية التعليم بعد على توفير التعليم و التثقيف للدارسين الملتحقين به، وإنما يمكن أن يسهم في تثقيف وتعليم المجتمع ولا سيما في الموضوعات التي تهم معظم شرائح المجتمع.

وخلاصة القول: أن التعليم عن بعد نمط من التعليم إذا ما ارتبط بحاجات الفرد والمجتمع يمكن أن يكون أداة ووسيلة تربوية تعليمية وتثقيفة فعّالة لمعظم شرائح المجتمع وطبقاته وفئاته على المستوى القريب والبعيد، وهو بذلك يتفوق على التعليم التقليدي.  
 

























        الخـــــــاتـمــة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين............. لقد حاولنا أن يخرج هذا العمل على أكمل وجه وأجمل صورة – بقدر المستطاع – وسعينا أن نلم بالموضوع من جميع جوانبه وبمختلف فروعه – قدر الإمكان – وحاولنا أن نجمع المراجع و المؤلفات التي تحدثت عن هذا الموضوع وعملنا على دراستها والإطلاع عليها والإلمام بها ليكون هذا البحث بهذه الصورة.

ولاشك أن (( التعليم عن بعد)) وهو عنوان هذا البحث من الموضوعات الجديدة على الساحة كما أنه من الموضوعات المهمة في وقتنا الحاضر التي يجب أن يلم بها أهل التربية ويطلعون عليها ليكونوا على دارية بالمستجدات التي تؤثر في تربية الأفراد والمجتمعات.

وفي النهاية: ما كان في هذا العمل من خير فمن الله عز وجل، وما كان فيه من شر ونقص فمن  أنفسنا و الشيطان وآخر دعوانا... أن الحمد لله رب العالمين.  

المــــــراجـــــــــــــــــــــــع

* أنور، أحمد سعيد. الاتجاهات الحديثة في التعليم. الكويت، دارالعلوم للنشروالتوزيع، 2002م
*           البدراني، محمد إبراهيم. الإنفجارالمعرفي. مكتبة الرشد، 1422 هـ .
*           الدباسي، صالح مبارك. العولمة والتربية. الرياض، مطبعة السفير، 1423هـ، ط 1.
*           زيتون، كمال عبد الحميد. تكنولوجيا التعليم في عصر المعلومات والإتصالات. الأردن، عمان، العربية للنشر والتوزيع، 1422 هـ.
*           السعدون، فؤاد حسن. التعليم وخدمة المجتمع.  الكويت، مكتبة العيدروس، 1423 هـ
*           عليان، ربحي مصطفى. وسائل الإتصال وتكنولوجيا التعليم. عمان، دار الصفاء للنشر، 1999 م ، ط 1.
*           العمري، علاء الدين. التعليم عن بعد باستخدام الإنترنت. رسالة دكتوراة، مجلة المعرفة، الرياض، العدد 91 شوال 1423 هـ .
*           الفرجاني، عبد العظيم. تكنولوجيا المواقف التعليمية. مصر، المنيا، دار الهدى للنشر والتوزيع ، 2000 م.
*           الموسى، عبدالله. التعليم الإلكتروني. الرياض، مكتبة العبيكان، 1425هـ.
*           نشوان، يعقوب حسين. التربية في الوطن العربي. الاردن، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزيع، 1425 هــ.
*           http://www.elearning-arab-academy.com/21st-century-teacher/ 246-2011-08-12-21-38-13.html
                                                         *http://education.own0.com/t61-topic       



Previous Post Next Post