مفهوم القطاع الصحي:
يُعبّر مفهوم القطاع الصحي عن جميع الوحدات, والخدمات, والتنظيمات التي تُعنى بالصحة.(فيليبس,2012) ويتميز القطاع الصحي بخاصية عدم التأكد, وتعني عدم التأكد من حدوث المرض وعدم التأكد من حدوث فعالية العلاج, ولا يطلب  المستهلك وهو المريض نوعية علاج محددة, ويعتمد في ذلك على الطبيب.(عبدالله,2011) وينبغي التفريق بين مفهومين كثيرا مايحدث اللبس بينهما, وهما: مفهوم الصحة ومفهوم الخدمة الصحية.
1/1/1 مفهوم الصحة:
تُعرّف الصحة بأنها: "حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا, لا مجرد انعدام المرض أو العجز"(منظمة الصحة العالمية,1946), ويُعد مفهوم الصحة مفهوما واسعا, وهو يدرس الصحة كمنتج نهائي نتج عن عدة مدخلات, إما أن تكون هذه المدخلات على مستوى الفرد؛ مثل: الوعي بأهمية الصحة, والعادات الصحية الشخصية, وإما أن تكون على مستوى البيئة المحيطة؛ مثل: نوعية المسكن, وجودة الغذاء وسلامة البيئة, وإما أن تكون على مستوى الجهات الصحية المتمثلة في القطاع الصحي في الدولة, وتتلخص هذه المدخلات في الخدمة الصحية, التي تنتج بدورها من مدخلات أخرى[1].(الشرقي وآخرون,2013)
1/1/2 مفهوم الخدمة الصحية:
تُعرّف الخدمة الصحية بأنها:"الخدمة التي تهدف إلى المشاركة في تحسين الصحة, والتشخيص, والمعالجة, وإعادة تأهيل البشر المعرضين للخطر"(منظمة الصحة العالمية,2013), وتُعد الخدمة الصحية سلعة تُباع وتُشترى في سوق الخدمات الصحية, بخلاف الصحة التي لا تُباع ولا تُشترى, ولا يمكن الاتّجار بها, وتنتج الخدمة الصحية من عدة مُدخلات, تشمل: عنصر العمل كالأطباء والممرضين والإداريين, وعنصر رأس المال الثابت, كالمباني والأجهزة والتأثيث, وعنصر المدخلات الجارية كالأدوية ومستلزمات الصيانة الدورية.(الشرقي وآخرون,2013), إذاً, فالخدمة الصحية ماهي إلا مُدخل من مدخلات إنتاج الصحة, وليست المُدخل الوحيد, وتنتج هى بدورها من عدة مُدخلات, ويركّز البحث اهتمامه على هذه الخدمة الصحية التي ينتجها القطاع الصحي.
1/2 تمويل القطاع الصحي: (الشرقي وآخرون,2013)
يتم تمويل القطاع الصحي من توليفة من الأموال العامة وهي أموال الدولة, والأموال الخاصة متمثلة في أموال القطاع الخاص, وأموال الجهات الخيرية, كما يُمكن الاستعانة بأموال من مصادر خارجية لتمويل القطاع في شكل قروض, أو معونات من جهات رسمية, أو معونات من منشآت تجارية وخيرية خارجية.
بالرغم من مشاركة القطاع الخاص في تمويل القطاع الصحي؛ إلا أن سوق الخدمات الصحية لا يخضع لآلية السوق بشكل كبير, كونه قطاع حيوي ويتداول سلعة ضرورية, ما جعل تدخُّل الحكومات أمرا مبرراً ومشروعاً, فهى على سبيل المثال من يمتلك حق إصدار التراخيص للمنشآت الصحية, وإصدار تصاريح مزاولة المهنة للأطباء, وحث المنشآت الصحية لاستخدام التكنولوجيا والعلاجات الحديثة.
1/3 سوق الخدمات الصحية
تُعد الخدمة الصحية سلعة حيوية ضرورية, ويمثل المرضى جانب الطلب وهم المستهلكين, ويمثل القطاع الصحي جانب العرض وهم المنتجين. ويتكون سوق أي سلعة أو خدمة من أربعة مكونات: السلعة أو الخدمة المتداولة في السوق, وجانب الطلب عليها, وجانب العرض, وسعر هذه السلعة أو الخدمة.(الشرقي وآخرون,2013)

[1] للمزيد في مدخلات الصحة, ينظر في الشرقي وآخرون(2013).

Previous Post Next Post