الاقـتـصـاد  الاشـتـراكـي الـمـاركـسـي :
يـرى كـارل كـاركـس ( 1818 - 1883 ) أن الـنـظـام الـرأسـمـالـي يـحـمـل فـي ذاتـه بـذور فـنـائـه، لأنـه يـعـتـمـد أسـاسـا عـلـى مـبـدإ فـائـض الـقـيـمـة، والـسّـعـي إلـى مـضـاعـفـة الإنـتـاج، والـقـيـمـة الـفـائـضـة فـي نـظـر (مـاركـس ) تـعـنـي الـفـرق بـيـن مـا يـنـتـجـه الـعـامـل وبـيـن مـايـأخـذه مـن رب الـعـمـل كـأجـر مـقـابـل عـمـلـه ومـا أنـتـجـه. وعـلـيـه فـإن فـائـض الـقـيـمـة يـشـيـر إلـى الاسـتـغـلال الـذي يـتـم بـأسـالـيـب مـتـعـدّدة أهـمّـهـا الـزيـادة فـي سـاعـات الـعـمـل مـقـابـل أجـر زهـيـد لا يـسـاوي الـجـهـد الـمـبـذول إذن فـالـريـح هـو هـدف الـنـظـام الـرأسـمـالـي، فـي مـيـدان الـعـمـل الـذي يـؤدي إلـى عـدم الـتـوازن بـيـن الإنـتـاج والاسـتـهـلاك وبـذلـك يـضـمـن الأربـاح الـخـيـالـيـة الـضـخـمـة الـتـي مـن شـأنـهـا الـقـضـاء عـلـى الـمـشـروعـات الـصّـغـيـرة والـمـنـافـسـة الـلاّزمـة لانـتـعـاش الاقـتـصـاد الـرأسـمـالـي، فـيـنـهـار، ويـتـولـد الـنـظـام الاقـتـصـادي الاشـتـراكـي الـذي يـقـوم عـلـى أسـاس الـمـلـكـيـة الـجـمـاعـيـة لـوسـائـل الإنـتـاج وتـوجـيـهـه نـحـو الاسـتـثـمـار بـخـلـق مـنـاصـب جـديـدة لـلـشـغـل بـدل الاربـاح الـخـيـالـيـة، وتـوزيـع الـثـروة تـوزيـعـا عـادلاً، وإلـغـاء الـمـلـكـيـة الخـاصـة، والـقـضـاء عـلـى الـمـنـافـسـة، وجـعـل الـدولـة تـحـل مـحـلَّ ذلـك.

مــنــاقــشــة :
 رغـم الـتـحـلـيـل الـمـوضـوعـي لـكـارل مـاركـس واكـتـشـافـه لـفـسـاد الـنـظـام الـرأسـمـالـي إلاّ أن الـنـظـام الاقـتـصـادي الاشـتـراكـي لا يـخـلـو كـذلـك مـن عـيـوب وهـي :

1 - الـقـضـاء عـلـى روح الـمـبـادرة وإقـراره لـسـيـادة الـعـوامـل الاقـتـصـاديـة و نـفـيـه لـمـخـتـلـف الـعـوامـل الأخـرى كـالـتـراث، الـحـضـارة.  

2 - الـقـضـاء عـلـى روح الـمـنـافـسـة والـتـأكـيـد عـلـى أن الـعـمـل هـو الـذي يـحـدّد قـيـمـة     الـسـلـعـة، وإهـمـالـه لـلـعـوامـل الأخـرى كـالـطّـلـب والـتـكـالـيـف.

3 - الـقـضـاء عـلـى الـمـلـكـيـة الـفـرديـة يـؤدي إلـى تـفـشّـي، روح الاتـكـال بـيـن أفـراد الـمـجـتـمـع.
4 - إهـمـالـه لـلـفـرد وتـقـديـسـه لـلـجـمـاعـة.

5 - 3 - الاقـتـصـاد الإسـلامـي  :
إذا كـانـت الـرأسـمـالـيـة تـمـجّـد الـفـرد وتـفـتـح أمـامـه الـمـجـال لـلـربـح والـكـسـب والاسـتـغـلال، وإذا كـان الـنـظـام الاقـتـصـادي الاشـتـراكـي خـاصـة فـي مـرحـلـة الـشـيـوعـيـة يـلـغـي الـمـلـكـيـة الـفـرديـة كـلّـيـة، فـإن الإسـلام يـمـجّـد الـفـرد والـجـمـاعـة مـعـًـا ويـنـظـم الاقـتـصـاد بــكـيـفـيـة تـضـمـن مـصـلـحـة الـفـرد والـجـمـاعـة فـهـو يـعـتـرف لـلـفـرد بـحـريـتـه فـي الـمـلـكـيـة الـخـاصـة، الـبـعـيـدة عـن الاسـتـغـلال، ويـعـتـرف بـحـق الـمـجـتـمـع فـي ثـمـرة عـمـل الأفـراد.
وعـلـيـه فـمـبـدأ الـتـعـامـل الاقـتـصـادي فـي الاسـلام يـقـوم عـلـى أسـاس أخـلاقـي، هـو الـتـعـاون والـتـراحـم والـتـكـافـل الاجـتـمـاعـي والـعـدل، وقـد حـرّم الإسـلام جـمـع الـثـروة واكـتـنـازهـا، ونـادى بـالـعـدالـة الاجـتـمـاعـيـة والـمـسـاواة، ويـبـقـى الـقـول أن الـنـظـام الـربّـانـي لا يـتـحـمـل أخـطـاء الـمـسـلـمـيـن.
6 - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :

- حـاول اسـتـنـتـاج عـيـوب الـنـظـام الـرسـمـالـي ؟
- مـاذا نـعـنـي بـفـائـض الـقـيـمـة ؟ بـاخـتـصـار.

أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :

1 - عـد إلـى مـراجـعـة الأنـظـمـة الاقـتـصـاديـة وبـالـتّـحـديـد، الاقـتـصـاد الـحـرّ [ 5 - 1 ] وسـتـجـد أن عـيـوبـه هـي :
أ - أن الـنـظـام الاقـتـصـادي الـحـرّ لـمـا يـتـمـيّـز بـه مـن حـرّيـة الـتـمـلـك، يـؤدّي إلـى انـقـسـام الـمجـتـمـع إلـى طـبـقـتـيـن : طـبـقـة تـمـلـك كل شـيـئ، وطـبـقـة آخرى لاتـمـلـك أي شـيـئ إلاّ الـجـهـد.
ب - بـروز الاحـتـكـار والاسـتـغـلال الـذي تـخـتـفـي مـعـه الـقـيـم الإنـسـانـيـة.
جـ - تـكـديـس الـثـروات يـؤدّي إلـى الـبـحـث عـن أمـاكـن لـلـتـّسـويـق، وهـذا مـا أدّى إلـى حـدوث الـحـربـيـن الـعـالـمـيـيـتـن الأولـى والـثـانـيـة، وظـاهـرة الاسـتـعـمـار.
د - حـدوث الأزمـات الاقـتـصـاديـة الـخـانـقـة ( الـتـضـخّـم ).

2 - يـرتـكـز الـنـظـام الـرأسـمـالـي، عـلـى عـامـلـيـن أسـاسـيـيـن هـمـا : الـمـلـكـيـة الـفـرديـة لـوسـائـل الإنـتـاج، واسـتـعـمـال رأس الـمـال لـغـايـة الـزيـادة فـيـه وتـنـمـيـتـه، وقـد نـشـأت عـنـه نـتـائـج عـديـدة مـنـهـا :
أ - فـائـض الـقـيـمـة : إن الـغـايـة مـن اسـتـعـمـال رأس الـمـال لـيـس الـمـحـافـظـة عـلـيـه، بـل الـزيـادة فـيـه، إذن فـفـائـض الـقـيـمـة هـو هـدف الـزيـادة فـي رأس الـمـال الأصـلـي، الـتـي لا مـصـدرلـهـا غـيـر الـعـمـل.



الـدولـــــة والأمـــــــة


الـهـدف الـمـعـرفـي : الـتـعـرّف عـلـى خـصـائـص الـتـجـمـعـات الـبـشـريـة الـكـبـرى.
الـهـدف الـسـلـوكـي : تـنـمـيـة الـوعـي الـسـيـاسـي، والانـتـمـاء الـحـضـاري.
الـمـدة الـلازمـة : (04) سـاعـات نـظـري، سـاعـتـان للـتـطبيـق.
الـمراجـع : الـوجـيز في الـفـلـسفة  الأسـتـاذ/ مـحمـود يعـقـوبي
            الـفـلـسـفـة ...... لـطـلاب الـبـكـالـور يـاح I
           كـتـاب الـفـلـسـفـة ...... س 7 ثـانـوي ج II

Previous Post Next Post