مفهوم الوعي المروري:
تباینت الرؤى تجاه مفهوم الوعي المروري من لدن الباحثین الذي تعرضوا له في
مختلف دراساتهم وبحوثهم التربویة، وقد یرجع سبب ذلك إلى اختلاف مضمونه من مجتمع
إلى آخر، ومن فترة إلى أخرى داخل المجتمع الواحد، وفقا لمعطیات الواقع المروري
.(١١ ، (الخضور، ٢٠٠٧
وتتفق كل من مدیریة الأمن العام ( ٢٠١٠ )، والمعاني ( ٢٠٠٩ )، والخضور
٢٠٠٧ ) على أن هناك مفهوما شاملا للوعي المروري وهو " تعزیز الیقظة الحسیة )
والمعنویة والمعرفة والإلمام الواسع بكل ما یتعلق بالمرور من مركبة وطریق وإ شارات وأنظمة
وقوانین وغیرها ، ما ینعكس إیجابا على الشخص وحسن قیادته ومراعاته للأنظمة المروریة
المختلفة".
٣
بینما یراه رمضان ( ٢٠٠٩ ) " تبسیط المفاهیم الأخلاقیة والنظم والتعلیمات  ذات
العلاقة بكیفیة استخدام المركبة والطریق .. ووضع المنبهات الضروریة والأسالیب التي
تجعل الالتزام بها بصورة ذاتیة " .
و یراه السلیماني على أنه " الإلمام بمعلومات أساسیة مرتبطة بمواقف یتعرض لها
(٥٩ ، المشاة والسائقین أثناء السیر أو في المو اقف الطارئة والحوادث " (الخلف، ٢٠٠٥
ویعرفه یاسین على أنه " المعلومات المروریة كما یدركها الأطفال وقد یطلق علیه
الثقافة المروریة ویربط ذلك بأهداف نظریة وعملیة عن التعلیمات المروریة التي تضمن
.(٥٩، السلامة على الطریق سواء للمشاة أو السائقین أو المركبات " (الخلف، ٢٠٠٥
ویلحظ أن المفهوم الشامل للوعي المروري قد تعرض للمكونات الثلاثة للوعي
بمفهومه العام (المعرفي، الوجداني، المهاري،) بینما لا ت لُحظ هذه المكونات في غیره من
التعریفات للوعي المروري.
كما ی لُحظ كذلك أن جمیع التعریفات ركزت على ثلاثة جوانب مرتبطة بالوعي
المروري وهي سائقي المركبات، والمركبات، والمشاة.
١٠ ) أن الوعي المروري "ی مثل شكلا خاصا من أشكال ، ویرى خضور ( ٢٠٠٧
الوعي، فهناك ذات بشریة (السائقون والمشاة ورجال المرور ...خلا) تتفاعل مع محیط
خارجي، أي مع واقع موضوعي له معطیاته وقواعده ونظمه وقوانینه. إن معرفة معطیات
هذا الواقع الموضوعي (المجال المروري)، ومعرفة نظمه وقوانینه، ومن ثم السلوك المروري
السلیم في ضوء هذه المعرفة، هو ما یعكس الوعي المروري ویجسده .. وهذا النوع من
الوعي لا یحدث دفعة واحدة، بل هو مجموعة من المعارف والخبرات المتراكمة، التي یأتي
بعضها من خلال التجربة والخبرة والممارسة والاحتكاك، كما أن بعضها یأتي بفعل التعلم
والتعلیم ".
٣٩ ) على أنه نتاج للتوعیة المرو ریة وهدف من أهدافها، له ، ویجده الهزاع ( ٢٠٠٤
أهمیته، وأهدافه، ومقوماته، وأجهزته، ومحاوره أو القطاعات التي ینبغي أن ینصب علیها،
٤
وقد یعتبر وقوع حادث مروري في مكان ما نتیجة منطقیة لنقص الوعي المروري لدى
مرتكب الحادث.
١٣ ) لكي یتحقق الوعي المروري أن یتضمن الآتي: -١٢ ، ویشترط خضور ( ٢٠٠٧
١- وعي واقع الأطراف المختلفة المعنیة بالمسألة المروریة (السائقون، والمشاة، ورجال،
وصانعو المركبات، ومهندسو الطرق ...خلا).
٢- وعي الآثار المتعددة لمشكلة المرور (البشریة والنفسیة والاجتماعیة والاقتصادیة
والأخلاقیة).
٣- وعي مسؤولیة الجهات المعنیة بمواجهة المشكلة المروریة، وطبیعة الأدوار التي
یجب أن تؤدیها لمواجهة هذه المشكلة وحلها أو التخفیف من آثارها.
ویلحظ من خلال هذه الاشتراطات التي أوردها خضور ( ٢٠٠٧ ) أن الوعي المروري لا
یقتصر على الطریق والالتزام بالقواعد المروریة المتعلقة به فقط، بل یتعدى ذلك لیشمل
الوعي بالآثار المترتبة علیها، لما لهذا الأمر من أهمیة یمكن أن تسهم في التقلیل من
الحوادث المروریة؛ إذ أن إحساس الفرد بخطورة هذه القضیة یجعله أكثر حرصا على تجنبها
والابتعاد عن مسبباتها.
ویورد الكندي ( ٢٠٠٧ ) مجموعة من مظاهر الوعي المروري والتي تتشابه إلى حد ما
مع ما أورده خضور ( ٢٠٠٧ ) من الاشتراطات الضروریة للوعي المروري، ومن بین هذه
المظاهر الآتي:
- الوعي بحق الله سبحانه وتعالى وانه هو الحافظ من كل مكروه وأن الإنسان مسؤول
أمام الله عن كل عمل یقوم به من خیر أو شر، فهذا یشكل رادعا مهما نحو
السلوكیات السیئة التي قد یقوم بها الإنسان من عدم التزامه بالقوانین واستهتاره بقواعد
الطریق.
- الوعي بالمركبات التي نقودها من حیث إمكانیاتها وتقنیاتها وقدراتها وتوفیرها لسبل
الأمان وصلاحیة مكابحها، ویعتبر دلیل الإرشاد الخاص بالمركبة من الأمور المهمة
التي تساعد على الاستخدام الأمثل وعمل الصیانة المطلوبة لها.
٥
- الوعي بالطرق التي نسیر علیها أو نسلكها، والمقصود بذلك أن یكون السائق على
علم وبصیرة بجمیع العلامات والخطوط الأرضیة ومدلولاتها التي تساعد على القیادة
الآمنة، كذلك الوعي بالطریق الجدید في حال السفر أو لتنقل.
- الوعي بإشارات عبور المشاة (بالنسبة بالمشاة) وألوان الملابس المناسبة في اللیل
واستخدام الحواس.
ویتضح من المظاهر التي ذكرها الكندي أهمیة الوازع الدیني لدى الفرد، كأحد
مظاهر الوعي المروري، إذ تعد رقابة الله المستمرة التي یضعها الفرد المسلم نصب عینیه
في كل حركاته وسكناته، وربطها بالتزامه بالقواعد المروریة من الحلول الناجعة التي یمكن
أن تؤتي أكلها، خاصة إذا ما تم عرضها بصورة  جیدة.
ومن خلال ما سبق یجد أن الوعي المروري قد حظي باهتمام واسع من قبل الباحثین
الذین حاولوا توضیح رؤیتهم تجاه الوعي المروري كمفهوم یعني بسلامة الأفراد سواء كانوا
داخل المركبات أو خارجها (مشاة،) وكل ذلك سعیا وراء إیجاد حلول عملیة وواقعیة للحد
من خطر الحوادث المروریة وتحقیق السلامة على الطریق.
ویظهر أن التعریفات التي تناولت الوعي المروري لم تخرج عن نطاق المكونات
الثلاثة (المعرفي، والوجداني، والمهاري) للوعي بمفهومه العام، وكذلك الجوانب الثلاثة للوعي
المروري (سائقو المركبات، والمركبات، والمشاة) كل ما یتعلق بها من قواعد مروریة تنظمها.
Previous Post Next Post