نادي الرجاء الرياضي 
اللقاء الإعلامي الذي تحول إلى حائط مبكى
      تعيش القلعة الخضراء خلال السنوات الثلاثة الأخيرة مجموعة من المشاكل ، التي ساهمت في تقزيم أجنحة النسور من ناحيتي الأدوار المتميزة والانطباعات الإيجابية ، بعدما بوأتهم وصافة النسخة العاشرة للبطولة العالمية للأندية ، وراء الماكينات الألمانية با ييرن ميونيخ، لكن الصعاب والمحن والمشقات وضعت الرجاء البيضاوي في آفاق العد العكسي على جميع المستويات ، ما آل بالرئيس محمد بودريقة إلى تقديم استقالته مسلما مقود القاطرة الرجاوية إلى المرشح الوحيد سعيد حسبان ، رغم إلمامه بالصورة القاتمة للمشهد الأخضر الذي أضحى باهتا وشاحبا.
أفق العهد الجديد
       نجحت فعاليات المنخرطين الرجاويين في التوحيد على قبول المرشح سعيد حسبان رئيسا ، الذي منحه المنخرطين الضوء الأخضر لاختيار الأعضاء الذين سيرافقونه في الدرب التسييري في أربع سنوات ، تمهيدا لضمان الاستمرار داخل الحرم الرجاوي ، ومساهمة منهم في ترطيب الأجواء ، ذلك أن المساعي الحميدة للمرشح الثاني عادل بامعروف آلت به إلى تفضيل الانسحاب ، أملا في تفادي التطاحنات السلبية والمشادات الكلامية ، التي ميزت العديد من المنخرطين، حيث أثيرت ردود أفعالهم بعرض أراء كثيرة منهم ، بعدما خضعوا للظروف المعاشة ، معتبرين قبول رئاسة سعيد حسبان تراجعا عن قيم الديمقراطية ، وتقليصا من مهامهم كمخرطين ، بعد مباركة الخطوات الأولى للمرشح الجديد ، ذلك أن الجمهور الرجاوي لا زال يطالب بالتغيير الجذري على مستوى الأسماء التسييرية ذات الإستراتيجية الناجحة .

من نصدق بودريقة أم حسبان ؟
      زلزل الرئيس المنتخب الجديد أركان القلعة الخضراء ، خلال اللقاء الإعلامي المنعقد بعد مرور 11 يوما ، حيث حول الفضاء الصحفي إلى حائط مبكى ، بعدما شبه الرجاء بسفينة غارقة تتقاذفها الأمواج الهائجة ، رافعا سقف مديونية النسور الخضر إلى قمة الهرم بمقدار : 16 مليار و 800 مليون سنتيم ، فيما تناقضت الورقة المالية للجمع العام الأخير بهبوط زئبق المديوينة في : 1 مليار و 983 مليون سنتيم ، حيث كان هذا الفارق الرقمي سببا في خروج الرئيس المستقيل محمد بودريقة عن صمته ، وهو المتواجد بالديار السعودية لأداء مناسك العمرة ، طاعنا في تصريحات سعيد حسبان واعتبارها مجانبة للصواب ، بل قزمت الرجاء العالمي إلى درجة الصفر ، بعد مناشدته للدولة بالتدخل الفوري ، حيث كان هذا المطلب بمثابة النقطة السوداء التي أغضبت كل الفعاليات الرجاوية من جمهور ومنخرطين وحكماء ، بعدما توحدوا في التغيير الجدري المطلق للشأن الرجاوي.
جزئيات الخلاف وأسباب الإختلاف
     الظاهر أن حالة الطقس بمركب الوازيس قد فاقت كل توقعات مصالح الأرصاد الجوية ، بعدما توالت الأحداث بشكل متلاحق لم تترك معه الفرصة للمتتبعين الرجاويين قراءة تفاصيل وجزئيات اللقاء الإعلامي ، الذي حول هدوء عش النسور إلى زلزال عنيف هد الكيان الأخضر وعبث باستقراره ، في ظل تشبيهه بعبوة قابلة للانفجار إلى درجة لم يستطع معها أحد تقمص دور الإطفائي لنزع فتيل هذه الأزمة المركبة ، المتمحورة في التصريحات الصادمة التي أدلى بها الرئيس المنتخب الجديد ، أبرزها المديونية المرتفعة لهذا الموسم التي اعتبرت الأولى من نوعها على صعيد أندية القسم الأول منذ إنطلاق البطولة الوطنية سنة 1956 ميلادية ، والتي بموجبها طالب الرئيس الجديد تدخل كل المؤسسات الرياضية من :  وزارة الشباب والرياضة ، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و اللجنة الوطنية الاولمبية بالتدخل ، لانقاد سفينة الرجاء من الغرق .
ردود بودريقة من السعودية
     رغم تواجد الرئيس المستقيل محمد بودريقة بالعاصمة السعودية جدة ، وتشتيت أفكاره بين اداء مناسك العمرة ومشاكل الرجاء البيضاوي ، ذلك أن جسمه وروحه بالخليج العربي وعقله وكيانه مع المستجدات الرجاوية بالمغرب ، حيث أن المزالق الافتتاحية للرئيس الجديد آلت به إلى عدم تفضيل التريث ، اعتبارا للظرفية الحالية التي يعيش على أكنافها النسور الخضر بعد القنبلة الموقوتة التي انفجرت بالعجز المديوني بين الطرفين ، وهي النقطة السوداء التي تطرق إليها الرئيس المستقيل محمد بودريقة على حائطه الفايسبوكي ، مخاطبا نظيره المنتخب سعيد حسبان ، وتنبيهه على ان الارقام قد اختلطت لديه ، وناشده بإقامة مواجهة ثنائية تلفزيونية للكشف عن المديونية الحقيقية والديون المتراكمة والمستحقات المالية العالقة ، حتى تكشف كل الأرقام الملتبسة عوض التهرب من المسؤولية العامة ، كما طالبه برفع الراية البيضاء إن لم يستطع إصلاح عطب الآلة الخضراء ، لأن عملية الإحماء تجرى على صفيح ساخن وسط كثيبة المنخرطين ، حيث طالبه بالاستقالة السلمية إن لم يقدر على قيادة النسور.
ماهية الرجاء
      وتماشيا مع لعبة القط والفأر ، وفي ظل العقلنة السليمة لتفادي التصريحات المحرجة ونظيرتها المضادة ، فإن تسييس رياضة كرة القدم لا يتماشى مع الأهداف الرياضية لنادي عالمي من حجم الرجاء البيضاوي المغربي لكرة القدم ، الذي يحتاج إلى سيولة مالية ضخمة عوض تقديم تبريرات سلبية عديمة الجدوى وتصريحات مجانبة للصواب، فجرت المسكوت عنه باستقالة العضوين الصابيري والبزاز من لائحة المكتب المديري الجديد ، وتخفيض قيمة الانخراط إلى النصف : 10 ألف درهم ، وتنازل المدرب رشيد الطاوسي عن 5 ملايين سنتيم من راتبه الأصلي ، بل و هروب المحتضنين والمستشهرين والمدعمين ، إضافة إلى تقليص عدد المنخرطين ، فإن إجراء مباريات النسور بدون جمهور وخارج قواعد العاصمة الاقتصادية ، يعتبر النقط الهدامة التي كسرت ظهر البعير ، والتي وظفها الرئيس الجديد سعيد حسبان في تمويهاته الإعلامية عوض البحث عن سيولة مالية ينشد بها رئاسته الافتتاحية .
تقريب وجهات النظر
      إذا لم يلجم حجم أزمة الرجاء فقد يصعب حلها هكذا ، وعليه فكل المتدخلين في الحقل الأخضر مطالبون بجمع عام استثنائي لعودة الرئيس السابق بودريقة إلى عشه الأخضر  أو عقد جمع عام استثنائي لإيجاد الخلف القادر على قيادة السفينة الرجاوية، لأن منصب الرئيس يتمثل في تحمل المسؤولية التسييرية بمشاكلها المتوارثة ، مع الوفاء بتسديد المستحقات المالية العالقة ، ومسايرة نهج النسور المعروف على جميع المستويات ، لتفادي الاصطدامات المجانية حتى تستقيم الأوضاع ، عوض السباحة على إيقاعات مقلوبة شكلا ومضمونا ، مما آل إلى الاستقالات على مستوى عضوية المكتب المديري لفرع كرة القدم ، و داخل كتيبة المنخرطين والتي ستظل متلاحقة قد تنهي عهد الاستقرار بقلعة النسور ، لكن هناك جهود حثيثة تبدل على أكثر من واجهة لاحتواء المشكل وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، في انتظار عودت الرئيس السابق محمد بودريقة من الديار المقدسة .
الخلاصة الرجاوية
     وبكل صدق فالرجاء محتاجة إلى فتح قنوات التواصل مع حكمائها ومنخرطيها وجمهورها وجميع فعالياتها ، بالاستماع إلى نبض القلوب الرياضية لإيجاد حلول ايجابية ، ولعودة الرجاء إلى تحليق نسورها المغربية بقلادة الذهب وطنيا عربيا قاريا ودوليا.

Previous Post Next Post