يهدف هذا الموضوع إلى إلقاء الضوء على جانب مهم ظهر في السنوات الحديثة وهو اقتصاديات نظم المعلومات كدعامة أساسية في التنمية القومية ومجابهة تحديات السوق التنافسية. ويستعرض هذا الموضوع اقتصاد المعرفة وارتباطه باقتصاد المعلومات والاقتصاد الرقمي؛ وخلفية وأجيال نظم المعلومات من بداية الاعتماد على الحرفية المعتمدة علي الجهد اليدوي إلى المهنية المبنية على المهارة الفائقة والفكر الخلاق المبدع؛ وحدد مجال نظم المعلومات المتسمة بالأداء البشري المميز والسرعة في التغيير، كما عرف هذا المجال من منظور البرمجيات المنظمة والمراقبة والفعالة المرتكزة على تحليل وتقييم وتوصيف وتصميم وتطور البرمجيات في إطار الإدارة والجودة والحداثة والابتكارية وتوافر المعايير  والمهارات، ووضح الارتباط المباشر بعلم الحاسب الآلي؛ ووضحت خصائص وأبعاد صناعة البرمجيات المرتبطة بالهيكل الصناعي والتعليم وتنمية الموارد البشرية المؤهلة وتوزيع الشركات المنتجة للبرمجيات وخصائصها وأحجامها وتكامل نظم وحزم البرمجيات المباعة محليا في مواجهة الصادرات منها؛ ونوقشت اقتصاديات برامجيات نظم المعلومات من منظور اتخاذ القرارات  الأحسن لخلق القيمة المضافة، ومراقبة الاستثمار والتحكم فيه بطريقة أحسن، ومراحل تطور الميزة التنافسية الخاصة بقيادة الإنتاج والاستثمار والإبداع والثروة؛ وبينت عناصر مزاولة التطبيقات التي تحدد معالم إنتاج البرمجيات وتوظيف نموذج نضوج القدرة؛ واشتمل هذا العمل على أسس تحسين اقتصاديات نظم المعلومات من حيث تخفيض الحجم وتقليل درجة التعقيد، وتحسين عملية التطوير، وتكوين فرق عمل واستخدام أدوات متكاملة تستخدم آلية أكبر، وتطوير البرمجيات في إطار الجدوى الاقتصادية والفنية؛ وقد وضحت تحديات التقدم المرتبطة بالتكلفة والموثوقية وسهولة الاستخدام وإمكانية صيانة التطبيق.

تاريخ اقتصاديات نظم المعلومات :
    ظهر اقتصاد المعلومات لأول مرة على يد العالم الاقتصادي المعروف ""ماكلوب"" وعرف في البداية باقتصاد المعرفة، أما تسمية اقتصاد المعلومات فقد جائت على يد عالم الاقتصاد ""بورات""، وقد تبنت هذه التسمية الأخيرة أيضاً منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في جميع أنشطتها وقراراتها وعلاقاتها مع الدول والمنظمات الأخرى، كما أن هناك تسميات أخرى مرادفة لاقتصاد المعرفة مثل الاقتصاد الجديد، الاقتصاد الرقمي، اقتصاد ما بعد الخدمات. كل ذلك كان خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وبصورة عامة أن المعارف الإنسانية المختلفة والمتبادلة الى حد بعيد وخاصة بين علمي الاقتصاد والمعرفة، الى جانب العلاقات من العلوم الأخرى كعلم الإدارة وعلوم النفس والتربية أدت الى بناء منهج علمي متخصص يمكن دراسته أسوة بالعلوم الأخرى.
   ولقد ساهم الباحثون من علماء الاقتصاد الكتاب والباحثون من علماء المعلوماتية في تأسيس هذا العلم وبناء الأطار المنهجي له وصولا الى تقليص الفجوة المعلوماتية والأستفادة الكبيرة من الفرص المتاحة في تداخل هذه العلوم، كما أن التعامل مع هذا العلم يسعى الى تعزيز ثقافة المعلومات وزيادة الوعي لبناء مجتمع معلوماتي سليم.
ولقد جاء هذا العلم رداً على بعض الأفكار القائلة أن علم الاقتصاد قد أعتمد في بعض نظرياته ومعالجاته على إفتراضات غير واقعية وخاصة ما يتعلق منها بتوفير المعلومات بالكمية والنوعية الكافية لصنع القرار.

أهداف اقتصاديات نظم المعلومات:
   تنحصر أهداف هذا العلم في مدخلات المعلومات كما ونوعا ومصادر الحصول عليها وتحديد شبكات الأتصال وقنوات تدفق المعلومات الى الجهات المستفيدة مستجيبا لكل التساؤلات التي من شأنها توجيه العمل حول ماذا وكيف ولمن لضمان نتائج ترتقي بالمستفيد لحالة أفضل مما كان عليه الحال قبل إستخدام النظام، ويمكن إيجاز تلك المهمات بما يلي:
1-       تسمية المعلومات التي يحتاجها المستفيد وتحليلها وتوصيفها والتي تتصف بالتطور والتجديد والتنوع.
2-       دراسة السوق وتحديد الموردين لتلك البيانات.
3-       تحديد إسلوب تدفق المعلومات والبيانات بما يضمن الأستثمار الأفضل للموارد المتاحة أو أقتراح موارد بديلة للأستثمار بما يحقق الأهداف بطريقة اقتصادية.
4-       دقة وجودة المعلومات المنتجة بالكمية التي تلبي إحتياجات المستفيد.
5-       مراعاة عنصر التكاليف لجميع الخطوات لتحقيق الأهداف المطلوبة باقل التكاليف.
6-       تقويم الكفاءة الاقتصادية وتحليل فاعلية نظم إسترجاع المعلومات بطريقة دورية.
7-       أعتماد إسلوب منهجية البحث العلمي يمكن هذا العلم من دراسة المشاكل وأستنباط وإستقراء المعلومات بهدف الوصول الى الحلول الملائمة.

Previous Post Next Post