التمويل بالذمم المدينة في ظل عدم تجانس المعلومات

عرف الباحث "التمويل بالذمم المدينة" على إنه أي نوع من التمويل الذى يعتمد بوضوح على الذمم المدينة سواءأ من حيث تقديم الذمم المدينة كضمانة Collateral أو كمتطلبات تأهيل للحصول على التمويل Eligibility Requirement.
وتتضمن خيارات التمويل من خلال الذمم المدينة توريق الذمم المدينة Securitization سواءاً كأداة مالية معترف بها فى الميزانية العمومية أو خارج الميزانية العمومية وبيع الذمم المدينة Factoring سواء داخل الميزانية العمومية او خارجها والديون المضمونة بالذمم المدينة Accounts receivable collateralized debt والديون المضمونة بشكل عام والتي تتضمن متطلب ذمم مدينة مؤهلة.

ناقش الباحث التمويل فى ظل المعلومات غير المتجانسة وتتعلق بعدد من النظريات التى تطرقت الى هيكلة رأس مال الشركة والى تكلفة التمويل والضرائب المرتبطة بذلك وتكاليف الوكالة Agency Costs ويشير الى ان بعضاً من قرارات التمويل لا تؤثر في قيمة الشركة، حيث إختبر الباحثون المختلفون الإقتراحات المتعددة لإيجاد تفسير للإختلافات الحاصلة في هيكلة رأس مال هذه الشركات ويرى الباحث أن الشركات تقوم بمبادلة Trade off ما بين فوائد ومنافع حمايات الضريبة التى تحققها وما بين تكلفة الإفلاس وتكاليف الوكالة للمديونية والتكاليف التى تعطي مؤشراً أو تقودها نحو هيكلية رأس مال محددة. ويحدد الباحث أنه وفقاً لنظرية نظام الإلتقاط Pecking Order Theory والتى قدمها مايورز 1984 تستخدم التكاليف الخاصة بالإختيار المعاكس Adverse والذى ينبع من عدم تجانس المعلومات ما بين المدراء والمستثمرون لتوضيح إختيارات المدراء لهيكلية رأس المال ، حيث أن نظرية نظام الإلتقاط لا تمكن الشركات من إجراء التوقع من حيث أن الشركات التى توجد لديها عدم تجانس فى المعلومات بشكل كبير سوف تقوم بتمويل نشاطاتها أولاً من خلال الأموال الداخلية ثم من خلال ديون ذات مخاطر متدنية Low risk debt وأخيراً من خلال رأس المال وذلك لأن الخيارات الأكثر خطورة يمكن أن يتم عدم تسعيرها بشكل صحيح فى السوق Mispriced وبالتالى فإن مديونية الشركة ستزداد مع زيادة عدم التجانس فى المعلومات.

وقد وضع الباحث العديد من الفرضيات Hypothesis وذلك حتى يتمكن من إختبار ما يلى:

·        التحرى عن سؤال يمثل نقطة تجانس وهو"ما إذا كان أصل محدد فى الميزانية العمومية يستخدم فى تمويل عمليات المنشأة يعود بالعلاقة الى مشاكل  الوكالة التى تنشأ من عدم تجانس المعلومات".

·        وفقاً لبوت وثاكور Boot and Thekor انه يمكن تحقيق قيمة مضافة إذا ما تم فصل الأصل الى جزئين كل منهما يمثل ورقة مالية وهما: الأول عالي الحساسية للمعلومات والجزء الآخر ليس حساساً للمعلومات.

·        الى الدرجة التى تكون فيها المنشآة ذات قاعدة عملاء متعددة فإن خطر المعلومات المرتبط بالذمم الميدنة سيكون أيضاً قد تم توزيعه جزئيا Diversified وإن هذه الصفة في الذمم المدينة تجعل من الذمم المدينة أصلاً مختلفاً وبالتالي هو الأقل إحتمالاً من حيث عدم تجانس المعلومات مقارناً ببقية أصول المنشأة حيث إذا كانت قاعدة عملاء الشركة تتألف من عدد أكبر من الشركات والمؤسسات العامة والحكومية فإنه من المحتمل أن يكون خطر المعلومات فى الذمم المدينة قليلاً أو متدنى. أما إذا كانت قاعدة عملاء الشركة من القطاع الخاص أو من الأفراد فإنه من المحتمل أن إدارة الشركة لديها معلومات متقدمة Superior Knowledge حول هذه الأصول أكثر من بقية المستخدمين في السوق وبالتالى فإن خطر المعلومات المرتبط بالذمم المدينة سيكون مرتفعاً.

·        وعلى إفتراض عدم وجود علاقة Relation ما بين عدم التجانس فى المعلومات للشركة ككل وما بين عدم التجانس فى معلومات الذمم المدينة فإن الشركة التى يكون لديها مستوى عالي من عدم التجانس فى المعلومات بخصوص ذممها المدينة فإنها تستخدم هذه الذمم المدينة كأداة أكثر فعالية وكفاءة فى التمويل أكثر من مصادر التمويل الأخرى والعكس صحيح حيث أن الشركات التى توصف بأن لديها مستوى قليل من عدم التجانس فى المعلومات يمكن أن يكون لديها مخاطر معلومات مرتفعة وبالتالى لا تستخدم هذا النوع من التمويل.

وقد ناقش الباحث الفرضيات التالية وهي:
 الفرضية الأولى:   إن إحتمال إستخدام الذمم المدينة فى التمويل يزداد مع تزايد عدم التجانس فى
                    المعلومات للمنشأة.

الفرضية الثانية:            إن المكون الطبيعى Innate Component لمقياس جودة الإيرادات يعتبر أكثر
                    تأثيراً من المكون الإختيارى Discretionary Component فى تقديم تفسير
                    لإستخدام الذمم المدينة فى التمويل وهنا فإن :

-       المكون الطبيعى Innate Component ينبع من بيئة التشغيل وتعقيد العمليات المالية.
-       المكون الإختيارى Discretionary Component من الإختيارات المحاسبية للإدارة Management Accounting Choices وكذلك التلاعب بالإستحقاقات Accrual Manipulation.

أهم النتائج التى توصل اليها الباحث

1-    قدم دليلاً أن إستخدام الذمم المدينة فى التمويل يزداد مع زيادة عدم التجانس فى المعلومات ما بين إدارة الشركة والأطراف الخارجية.

2-    إن الصفات الفريدة للذمم المدينة التى تتطلب تقديم معلومات عن قدرة الشركات الأخرى فى خدمة ديونها وتوزيع تأثير خطر المعلومات ذات العلاقة بالمنشآت المتعددة التى تشكل هذا الأصل (الذمم المدينة) تجعل  من الذمم المدينة أصلاً محدداً لإستخدامه في التمويل عندما يزداد عدم التجانس فى المعلومات.

3-    يمكن توسيع تطبيق نظرية نظام الإلتقاط Pecking Order Theory بحيث يمكن استخدام أصل محدد بمحتوى معلوماتي مختلف عن بقية أصول المنشأة وذلك لزيادة مشاكل الإختيار المعاكسة التى تنشأ من عدم تجانس المعلومات ما بين المدراء والأطراف الخارجية.

4-    إن احتمالات استخدام الذمم المدينة فى التمويل تزداد كلما إزداد عدم التجانس المعلوماتي للمنشأة.

5-    إن عدم التجانس المعلوماتي يعتبر أداة فعالة فى تفسير الإختيار ما بين الدين المضمون بشكل عام والتمويل من خلال الذمم المدينة ويشير الى أن إختيار أصل يعتبر مهماً فى هيكل التمويل الذي تم الإتفاق عليه وإختياره من قبل الشركة والدائنين (مقدمي التمويل).

6-    إن المكون الطبيعى Innate Component لمقياس جودة الإيرادات للمنشأة المستخدم فى تمثيل بيئة معلومات المنشأة هو أكثر تأثيراً فى تفسير إستخدام التمويل بالذمم المدينة من تأثيرالمكون الإختيارى Discretionary Component.

درجة العلاقة مع سالة الطالب

1-    إن هذا البحث هو فى حقل المحاسبة وهو نفس الحقل الذي أتخصص فيه حالياً.

2-    يناقش البحث أحد أهم عناصر الأصول فى الميزانية العمومية وهي الذمم المدينة فى الحصول على التمويل أو تقديم التمويل وهذا البند يعتبر بندأ عاماً يدخل فى معظم البحوث المحاسبية أياً كانت مسمياتها أو تخصصاتها البحتة.

3-    يناقش هذا البحث عدداً من النظريات التى نشأت حديثاً والتى قد تشكل منصات جديدة مساعدة للبحث المحاسبى لأي باحث.

4-    إستخدم الباحث العديد من النسب المالية التقليدية فى إختبارالفرضيات الثلاثة التى وضعها وهو إستخدام جديد يمكن البناء عليه في أي بحث أو رسالة.

5-    طرح الباحث العديد من متغيرات السيطرة فى البحث للوصول الى النتائج من خلال الإختبارات الرياضية لقاعدة كبيرة من المعلومات التى جمعها حول شركات تعمل فى قطاعات متعددة المنشورة خلال سنة 2005 وقام بإجراء تحليل لها وهو أسلوب يمكن الإستفادة منه فى إجراء الدراسة والتحليل.

Previous Post Next Post