العوامل المؤثرة في العملية التفاوضية
يتأثر التفاوض بمجموعة من العوامل منها ما يرتبط بالعوامل النفسية والوراثية عند الإنسان وما تفرضه الطبيعة وكذلك بين الدول وهناك دوافع قبول بالعملية التفاوضية أو إحجام عنها .
وهذه العوامل بعضها من صنع الإنسان وبعضها من صنع الطبيعة وسنتناول هذه العوامل من خلال مطلبين :
المطلب الأول : السلوك الإنساني كعامل تأثير               
المطلب الثاني : العوامل المؤثرة على المركز التفاوضي للدولة
1 – السلوك الإنساني :
المهارات السابقة : هي نتاج الموهبة والتعلم والخبرة السابقة والتي لا بد أن تستند إلى المعرفة بالسلوك الإنساني .
خصائص هذا السلوك تتخلص في :
1 – السلوك الإنساني مسبب أي أنه لا يصدر من فراغ ولا بد له من سبب داخلي أوخارجي .
2 – السلوك الإنساني موجه نحوهدف : كل سلوك يسعى إلى تحقيق هدف وهذا يفسر سلوكنا المتنوع ولتحقيق الأهداف التي شرعت المفاوضات من أجلها . 
3 – السلوك الإنساني يمكن ملاحظته وقياسه . 
4 – السلوك الإنساني له محفزات وله دوافع تحركه .
ثانياً : أنماط الشخصية الإنسانية التفاوضية :
1 – الأنماط الفردية الشخصية التفاوضية :
فهناك الشخص الذي يتمتع بشخصية المفاوض المشاغب ، والشخص الفضولي البطيء في ردة الفعل الميال إلى التفاصيل وعدم الاهتمام بالعواطف فهو شخصية المفاوض والمحلل والمفاوض العدواني .
الشخص الفرد هو العمود الفقري لأي عملية تفاوضيه .
أ  - الشخصية المسيطرة :
تمتلك رغبة قوية في حب السيطرة والهيمنة على الآخرين والرغبة الطامحة للفوز ولا تعترف بالمشاعر وترفض تلقي الأوامر والأنا عندها عالية جداً ولا تعترف بأخطائها وتميل إلى المساومة في كل القضايا المطروحة .
ب – الشخصية التابعة :
تتسم بالحاجة إلى الحب والفهم والقبول من الآخرين . وتتمتع بقدر كبير من التعاون والمرونة مع الآخرين وتخشى هذه الشخصية الدخول في المفاوضات خوفاً من رفض الآخرين لها وإذا دخلتها فإنها تميل إلى إيجاد أساليب وسطية مرضية .
ج – الشخصية المستقلة :
تتميز بنبذ العواطف المنهجية التي تتعامل بها مع الناس ولا تبدي تفاعلاً اجتماعياً .
وتتمتع بدرجة عالية من التنظيم والترتيب وتميل إلى برمجة أوقاتها ولا ترغب في التفاوض ولا تميل إليه ، أما إذا أجبرت عليه فإنها تفضل الاتصال غير المباشر بالآخرين .
مداخلها : عدم الاستجابة للعواطف والتعامل بالأرقام والحقائق ، والمنطق ويتوجب التحضير الجيد الموضوعي العقلاني عند التعامل معها .
2 – النمط الجماعي الضاغط (الرأي العام ) :
وهو ردة فعل الأفراد تجاه سياسات الدولة من تأييد ومعارضة واحتجاج والحضارات القديمة عرفت معنى الرأي العام وكذلك في العصر الإسلامي اهتم الحكام به .
* يعكس حالة من التضامن لجماعة ذات مصالح مشتركة تتخذ البحث والتحليل أسلوباً لها .
ثم تحيل الموضوع إلى الجمهور في محاولة لكسب وتأييد جماعة أو جماعات أخرى من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على أجهزة الدولة المعنية .

* ويتركز الرأي العام على عنصرين أساسيين هما :
* الجمهور  : الأفراد الذين تربطهم رابطة معينة وأصحاب العلاقة بالمشكلة الذي جمعهم حوله
* الموضوع أو المشكلة : وهي التي أثارت الجمهور ذات الصلة بها .
ملحوظة: الرأي العام عبارة عن اختيار حزبين عدة مواقف ويأتي بحرية  اختيار ومعبراً عن الغالبية .
ب – أهمية الرأي العام :
له أهمية كبرى بالنسبة للنظام السياسي في الدولة . فتأييده للنظام السياسي للدولة يعني استقرار وثبات هذا النظام والعكس .
ويختلف مدى الاهتمام بالرأي العام من مجتمع إلى آخر فهو عالي الأهمية في المجتمعات المتقدمة والعكس .
ج – الرأي العام وتأثيره على المفاوضات :
الدخول في المفاوضات والمشاركة فيها يحتاج إلى رأي عام يردفها لتؤدي النتائج والأهداف المرجوة وأما مدى تأثير الرأي العام على المفاوضات فيتضح فيما يلي :
1 – الرأي العام ضرورة من ضرورات المفاوضات .
2 – يؤدي الرأي العام المعارض إلى عرقلة وحتى إفشال العملية التفاوضية .
3 – الرأي العام قد يدفع للدخول في المفاوضات ويدعم نتائجها الإيجابية .
4 – في حال حدوث أخطار خارجية تهدد الكيان السياسي للدولة .
5 – ا لرأي العام يتأثر بشكل مباشر بالمواضيع التي تمس حياته المعاشية كارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية .
6- يغدو الرأي العام بلا تأثير على أي عملية تفاوضية إذا انعدمت الديموقراطية .
7 – يعتمد نجاح الرأي العام إزاء المسألة التفاوضية اعتماداً كبيراً على مدى إيمان أفراده وقادته وتمسكهم بالأهداف والمنطلقات التفاوضية .
8 – يكون للرأي العام تأثير إذا توافرت وسائل إعلام مرئية ومسموعة تتناقله .

Previous Post Next Post