المورد البشري الأجنبي في دول  الخليج العربي
      يشكل المورد البشري الأجنبي أو ما يسمى بالعمالة الوافدة أو العمالة الأجنبية ، أهمية في تنفيذ مشاريع التنمية الأقتصادية الشاملة والتي حدثت بشكل سريع ومتزايد في دول مجلس التعاون الخليجي ، والتي تهدف الى بناء الأقتصادات الوطنية من أجل تحقيق أسس الرفاهية لأفراد المجتمع وبمختلف أشكالها.
وقد إحتلت العمالة الوافدة مجال الصدارة في إشغال الوظائف مختلفة الصعوبات والتي لا يمكن للعمالة المحلية إشغالها بسبب كونها تمثل المستوى الأدنى بالنسبة لمواطني دول المجلس ،  إن العمالة الوافدة تستطيع أن تقبل العمل بأجور منخفضة بسبب إنخفاض المستوى التعليمي والثقافي لها ، كما إنها إضافة لذلك تتصف بتحملها ظروف العمل الصعبة والتي لا يستطيع مواطني المجلس تقبل العمل تحتها.
تنقسم الموارد البشرية الأجنبية العاملة الوافدة الى دول مجلس التعاون الى نوعين بشكل عام ، الأول منها هي العربية والأخرى هي الآسيوية ويعود السبب الى وفود هذه القوى البشرية للعمل نتيجة حالة البطالة الكبيرة التي تعاني منها الأيدي العاملة في بلدانهم إضافة الى تنامي حالات الفقر وسوء الحالة المعيشية مما يؤدي بهذه البلدان الى أنها تصبح ذات أسباب دافعة وطاردة للعمالة البشرية لتتوزع على دول عديدة القريبة منها والبعيدة ، كما إن تزايد عدد السكان بشكل غير مسيطر عليه قد تسبب في زيادة الطلب على العمل مع قلة العرض بما يتناسب مع الأعداد الجديدة من قوى العمل .
إن تاريخ توافد العمالة الى دول مجلس التعاون الخليجي قد بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي ، حيث كانت الشركات الأجنبية تعتمد على القوى العاملة الهندية لتنفيذ أعمالها في عدة مجالات أولها أعمال استخراج النفط ، ومن ثم أعمال التجارة والنقل والصيد البحري إضافة الى الحراسة .
إن نشوء الثروة في دول الخليج نتج عنه أهتمام وتوجه كبير للتخطيط الإنمائي حيث بدأت التنمية الإقتصادية بإنشاء البنى التحتية المتنوعة وتوفير الخدمات ، وقد وكل الأمر بالتنفيذ والإدارة الى الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات حيث تم استقدامها الى دول الخليج مع الأيدي العاملة التي تختارها هي ومن أي البلدان المناسبة لها من ناحية الأجور أو أداء العمل .
"فى فترة القمة  "من 1980 الى 1987" كانت أكبر 250 شركة مقاولات فى العالم تعتمد على الشرق الاوسط فى تنفيذ ثلث عقودها،وبلغت قيمة تلك العقود 28.9 بليون دولار سنوياً فى الشرق الاوسط" (1 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)   إبراهيم ، غسان عبدالهادي . البطالة والهجرة كارثة تحدق بالوطن العربى . مجلة  الحوار المتمدن - العدد: 1292 في   20 أغسطس 2005   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=43554 

" ان نسبة عالية من العمالة الوافدة إلى دول المجلس  تقع في فئة العمالة غير أو شبه الماهرة ، وان نحو ربع العمالة في الخليج هي عمالة منزلية ". ( 1 )
كما تتخصص العمالة غير الماهرة وخاصة الأسيوية منها في أعمال الخدمات سواءاً في القطاع العام أو الخاص في مجالات متنوعة منها التنظيف والبناء والزراعة والنقل وفي كل الأعمال التي تحتاج الى القوة البدنية ولا تحتاج الى المهارة الذهنية أو الخبرة المسبقة .
Previous Post Next Post